عبلة الروينى
عبلة الروينى


نهار

طعم ــ النـوم

عبلة الرويني

الخميس، 12 سبتمبر 2019 - 08:23 م

٢-الحكي
طبعا لا يحتاج طارق أمام إلى استعارة الشاعر الفرنسي(أراجون) لكتابة إهداء روايته طعم النوم (لعيون كرمة) ابنته الوحيدة...لكنه سحر الحكي، وفتنة الكتابة، والشاعرية التى يطمح إليها ويلاحقها دائما....
تكبر الحكاية وتتسع وتمتد..(ويموت المغنى وغنوته ماتمتش)..تصبح حكايات كثيرة، تفضى إلى حكايات أكثر، كدوائر الماء تتسع واحدة بعد أخري، ليصير الماء أكثر صفاء ووضوحا....يعارض طارق أمام في( طعم النوم) حكاية (كاواباتا) وحكاية (ماركيز) أو يخرج عليهما..يأتى بهما ليهشمهما فى لعبة قتله الأثيرة.. يضيف أزمنة واقعية أو فوق واقعية، ويضيف أيضا الإسكندرية..المدينة القلقة على امتداد أكثر من خمسين عاما، منذ الستينيات إلى أسئلة اللحظة وحظر التجوال!!...تشغله هوية المدينة،وهوية ساكنيها المتأرجحة بين(الواحدية) و(التعدد).. وتشغله أيضا جدلية النوم واليقظة(شغلت أيضا الطاهر بن جلون فى رواية الأرق)..وتشغله أسئلة كثيرة يختلط فيها تاريخ الأشخاص بتاريخ المدينة....لكن الأكثر سطوعا في( طعم النوم)...الأكثر.من تأويل الحكاية،هو فتنة الكتابة فى ذاتها...سحر الفانتازيا وإبداع الخيال.. واستعراض مهارات السرد والشاعرية...طارق أمام مفتون دائما بالشعر والشعراء، وكثير ما قرأت أعماله القصصية الأولى كقصيدة نثر...(أصدر رواية عن كافافيس شاعر الإسكندرية، ويطمح إلى كتابة رواية عن الشاعر الإيطالى اوجاريتي، كما أن بطل روايته هدوء القتلة شاعر).. شاعرية طارق أمام تتجاوز اللغة المكثفة، إلى إيقاع الكتابة وأثر الحكاية وسحر الحكي.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة