صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


«بليغ والعندليب».. تاريخ من النجاح والخلافات

محمد عصام

الخميس، 12 سبتمبر 2019 - 11:03 م

- علاقة صداقة ومقاطعة انتهت بالتصالح والوفاء

- سر "جواب بليغ حمدي" لـ عبد الحليم حافظ

- كيف كانت وردة عقبة بين بليغ حمدي وعبد الحليم حافظ؟

- سر غيرة عبد الوهاب من ألحان بليغ حمدي!

- كيف كان عبد الوهاب سببًا في القطيعة بين العندليب وبليغ؟

- عزاء عبد الحليم في منزل بليغ حمدي           

"عبد الحليم حافظ وبليغ حمدي"، علاقة فريدة من نوعها، فهذه الثنائية قد يصعب تكرارها فنياً وشخصياً مرة أخرى، فقدما سوياً أعظم وأنجح الأغاني التي قدمها العندليب ولاتزال عالقة في أذهان الجمهور، حتى أن "حليم" وصفه في إحدى حفلاته بـ"أمل مصر في الموسيقى".

علاقة صداقة ورحلة طويلة من النجاح الفني، بدأت عام 1957 في "الوسادة الخالية" بلحن "تخونوه"، للتوالى بعده العديد من الأعمال المتنوعة بين  "العاطفية والوطنية والشعبية".

ازدهرت العلاقة على نحو أكبر من عام 1965 حتى 1967، حيث تعد من أهم الفترات التي جمعت القطبين "بليغ و حليم"، فخلال هذين العامين قدما بصوت العديد من الأغنيات ذات الطابع الشعبي مثل: "أنا كل ما أقول التوبة، على حسب وداد قلبي، سواح"، كما قدما معاً أغنيتين وطنيتين في عام 1967 من كلمات الشاعر "عبد الرحمن الأبنودي"، وهما: "عدى النهار، أحلف بسماها وبترابها"، وهما عملين لمسا وجدان الشعب المصري والعربي بشكل كبير، وتسببا في رفع الحس الوطني لديهم وأدركتهم من حالة اليأس وإحساس الهزيمة إلى حالة التفاؤل والتصميم على النصر.

 كان حليم يعشق مداعبة بليغ لدرجة السخرية والضحك الهستيري، على عكس طبيعة "بليغ" الهادئة الذي كان لا يميل إلى الصوت العالِ، وكان لا يفضل التعامل مع الكثير من الأشخاص، فكان أقرب أصدقاء بليغ بعد عبد حليم هو "العود" الذي يعزف عليه ألحانه.

في إحدى المرات، لم يتحمل "بليغ" مزاح حليم ومقالبه في حفل خاص، وقرر عتابه، وبالطبع جاء عتابًا رقيقاً مثل شخصيته وعميقاً مثل ألحانه، إذ لم يستطع مواجهة حليم؛ لذلك كتب خطابًا رقيقًا ومهذبًا عاتبه فيه بطريقة هادئة كعادته.

بداية الخلافات..

تغيرت العلاقة بين الثنائي "حليم وبليغ" إلى النقيض تمامًا، وفاجأ "حليم" جمهوره ذات مرة حينما ووصف بليغ بـ"الإرهابي الفني"، وعلل بليغ ذلك، قائلا: "حليم تصور أنني لا أهتم به الاهتمام الكامل كوني أتعاون مع مطربين آخرين، وهذا كان مخالفًا للواقع تمامًا".

فكان حليم يعرف جيداً قيمة وقدر بليغ لدرجة أنه فكر جدياً في احتكار إبداعه، وكان يريد الاستحواذ على ألحانه لنفسه، وهذه هي طبيعة أي مطرب ناجح في حجم العندليب، كون هذا النوع من النجوم يعشق النجاح والإبداع الدائم.

وبعد زواج "بليغ" من المطربة "وردة الجزائرية" صرح بعض الأصدقاء المقربين للطرفين بأن حليم لم يكن سعيدا بهذه الزيجة، وفسرها البعض بأنه يغار على تاريخه من أن تحتل وردة الرصيد الأكبر من إبداعات بليغ حمدي نسبة إلى أنه أصبح زوجها، ويتحول النجاح من طريق حليم تجاه وردة بعد أن كان العندليب متربعا على عرش النجاح منفردا.

واستشهد صاحبو ذلك الادعاء بموقف حليم حينما ذهب حفلاً غنائيا لـ"وردة" في دار "سينما قصر النيل"، وكانت تتغنى بأجمل أغنياتها آنذاك منها: "العيون السود وحكايتي مع الزمان"، حيث ذهب العندليب فجأة إلى مكان الحفل ومعه طوق من الورد، وصعد على خشبة المسرح، وصفق لها وتوجها بطوق الورد وسط صيحات الجمهور، وعلى خشبة المسرح قدم العندليب التحية لها، وللجمهور، وغادر الحفل.

وهذا الفعل أدى إلى أن خرج الجمهور بالكامل وراء "العندليب"، تاركين الحفل لوردة، وقيل حينها من بعض النقاد أن حليم كان يقصد ما فعله، وكان يريد أن يبعث رسالة لبليغ حمدي بهذا الموقف.

غيرة ومنافسة بين بليغ والموسيقار..

كان "حليم" يعتاد كل عام بمناسبة عيد شم نسيم، إقامة حفلاً كبيرًا لجمهوره وبأسعار مميزة، بشرط تقديم أغنية جديدة لم تعرض لأول مرة على الشاشات أو داخل الأفلام التي كان يشترك فيها حليم في ذلك الوقت، وفي هذا التوقيت تحديدا قدم له الموسيقار "عبد الوهاب" لحن الأغنية الشهيرة "فاتت جنبنا"، وهو نفس الوقت الذي كان يستعد فيه العندليب لتقديم لحن أغنية "هو اللي اختار" لـ بليغ حمدي.

خلال التجهيزات للحفل، ذهب "عبد الوهاب" إلى الاستوديو الذي يقيم فيه حليم البروفات الخاصة بأعماله الفنية مع فرقته الموسيقية، فجلس الموسيقار واستمع إلى لحن بليغ حمدي وقارنه بلحن أغنيته "فاتت جنبنا" الذي صنعه لـ"حليم"، فوجد أن لحن بليغ متميز للغاية، وله مذاق موسيقي يتميز عن لحنه.

ترك "عبد الوهاب" البروفة مغادرا الاستوديو فجأة دون استئذان، وبعد البروفة بعدة ساعات اتصل "عبد الوهاب" بـ"حليم" ليبلغه بأنه لا يرضى بالجمع بين لحنه ولحن بليغ حمدي في حفل واحد، وخيره بين أن يغني لحنه فقط أو لحن بليغ دون لحنه، وهذا الأمر وضع "العندليب" في حيرة ومأذق كبير، واختار ألا يغضب "الأستاذ"، وقرر أن يتفاهم مع صديقه "بليغ حمدي" وديا، على أن يؤدي لحن الموسيقار عبد الوهاب قبل لحنه، وأن يؤجل غناء لحن "بليغ" إلى حفل آخر.

وهنا حدثت القطيعة الكبرى، فحينما عرض حليم هذا الأمر على بليغ وأبلغه بأنه يريد أن يغني لحن عبد الوهاب بدلا من لحنه، فجاء رد "بليغ": "ده أنا شغال على اللحن علشانك بقالي سنة، فعشان ما تزعلش عبد الوهاب تزعلني أنا!".

واستمر الخلاف بين حليم وبليغ بعد هذه الأزمة لسنوات، ولم يتم التصالح بينهما إلا عند انتشار خبر مرض عبد الحليم، والذي أودى بحياته عام 30 مارس 1977، حيث قام بليغ حمدي بإقامة عزاء للراحل عبد الحليم حافظ في منزله الخاص، وذلك يؤكد مدى العلاقة القوية التي جمعت بينهما، وأنه برغم المقاطعة إلا أنه ظل يعشق صاحبه وصديق الكفاح حتى آخر العمر.

وهذه قائمة بأبرز الأعمال التي قدمها بليغ حمدي مع العندليب عبد الحليم حافظ:

- تخونوه

كلمات: إسماعيل الحبروك - من فيلم "الوسادة الخالية" عام 1957

- خسارة خسارة 

كلمات: مأمون الشناوى - من فيلم "فتى أحلامي" عام 1957

- خايف مرة أحب

كلمات: مأمون الشناوي - من فيلم "يوم من عمري" عام 1961

- ماشى الطريق

كلمات: محمد حمزة - من المسلسل الإذاعي "أرجوك لا تفهمني بسرعة"- عام 1974

 

- مداح القمر

كلمات: محمد حمزة - صدرت عام 1976

 

- حبيبتى من تكون

كلمات: خالد بن سعود

- بحلم بيوم

كلمات: محمد حمزة - من المسلسل الإذاعي "أرجوك لا تفهمني بسرعة"- عام 1974

- موال النهار

كلمات: عبد الرحمن الأبنودي - عام 1967

- المسيح

كلمات: عبد الرحمن الأبنودي - عام 1968

- البندقية اتكلمت

كلمات: محسن الخياط - عام 1969

- فدائي

كلمات: عبد الرحمن الأبنودي - 1970

- عاش اللي قال

كلمات: محمد حمزة - عام 1973

 

- يا ليالي العيد

كلمات: محمد حمزة

- قومتي يا مصر

كلمات: عبد الرحيم منصور - صدرت عام 1975

- الفجر لاح

كلمات: مرسي جميل عزيز - عام 1974

- الماء والخضرة 

كلمات: مرسي جميل عزيز

- قضبان الحديد اتكسرت

كلمات: كمال منصور - عام 1962

- طاير على جناح الحمام

كلمات: محمد علي سليمان

وغيرها الكثير من الأغاني الناجحة التي تعيش في ذاكرة المهور حتى يومنا هذا، أبرزها:
 

- جانا الهوى -  كلمات: محمد حمزة - من فيلم "أبى فوق الشجرة" عام 1969

- الهوا هوايا -  كلمات: عبد الرحمن الأبنودى - من فيلم "أبى فوق الشجرة" عام 1968

- سواح - كلمات: محمد حمزة - عام 1966

- انا كل ما اقول التوبة -  كلمات: عبد الرحمن الأبنودى - عام  1966

- أعز الناس - كلمات: مرسى جميل عزيز - صدرت عام 1968

- زى الهوى - كلمات: محمد حمزة - عام 1970

- موعود - كلمات: محمد حمزة - صدرت عام 1971

- حاول تفتكرنى - كلمات: محمد حمزة - عام 1973

- أى دمعة حزن لا - كلمات: محمد حمزة - صدرت عام 1974

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة