د.فتحى حسين
د.فتحى حسين


قضية ورأى

ظاهرة المستريح وأموال المواطنين

بوابة أخبار اليوم

السبت، 14 سبتمبر 2019 - 07:20 م

د.فتحى حسين

ربما الاحباط الشديد الذى تعانى منه شريحة كبيرة من الناس الذين يمتلكون مدخرات فى البنوك ويفشلون فى استثمارها فى مشروعات يجهلونها او لا يعرفون ما المشروعات المربحة فى الوقت الحالى الا انهم يختارون الاسهل ويلجأون طواعية إلى شخص اطلق عليه الاعلام مؤخرا لفظ « المستريح» وهذا الشخص « المستريح « يلجأ اليه الضحايا دون ان يعلموا انه نصاب ولا يملك من المال الذى يعمل به سوى مالهم هم فقط ومن أجل ذلك يعمل لنفسه دعاية كبيرة بين الفئات الاكثر احتياجا للمال كراتب شهرى او ارباح كما يطلق عليها هذا المستريح ثم بعد فترة وجيزة يذوب فى الحياة تماما مثل قطع الملح الذى يذوب بمجرد وضعه فى الطعام، كما ان التعاطف مع الضحايا لا ينفى وجود درجات من الطمع، يستغلها النصاب او المستريح وهو يداعب غريزة الربح السهل.
والمستريح له قدرة عالية على النصب بذكاء خارق حتى يقنع الضحايا بقدرته على توفير عائد شهرى لا توفره البنوك فى اول كل شهر ويعطى للضحايا مبالغ كبيرة فى الاشهر الاولى لبث الطمأنينه فى قلوبهم اولا ثم يبدأ فى المماطلة معهم لشهور متسلحا فى تبريراته لهم بالاكاذيب والاعذار الواهية التى سرعان ما يصدقها الضحايا.
والغريب ان المستريح على درايه كاملة بالقانون خاصة فيما يتعلق بايصال الامانة الذى ربما يعطيه للضحايا لبث الطمأنينة فى قلوبهم بان اموالهم فى الحفظ والصون، كما أن القانون يعتبرها جنحة عقوبتها ٣ سنوات وغرامة ٥ الاف لايقاف التنفيذ !!الامر الذى يحتاج لتغير القانون وتغلظ العقوبة.
ولكن حقيقة الامر فهذا الايصال الامانة مع عدد كبير من الضحايا وهو يعنى ان الاموال محفوظة ولكنها غير متاحة الان وتستمر هذه الموضوعات لسنوات طويلة حتى يستثمر المستريح الاموال ويأتى بالاضعاف ثم يتوجه للمحكمة من اجل تسديد هذه الاموال دون ان يدفع لهم ارباحا عن ارباح السنوات العديدة وعندئذ تكون قيمة الاموال انخفضت فعليا بفعل انخفاض سعر او قيمة الجنيه فى السوق الاقتصادية بالمقارنة بقيمتها عندما استولى عليها قبل ارتفاع اسعار العملات الاجنبية امام الجنيه، وتستمر القصة بتفاصيلها فلا النصاب يتوقف ولا المنصوب عليهم يتعظون، الأمر كله مثير وكل يوم نقرأ فى الصحف عن ضحايا جدد للمستريحين فى قنا وسوهاج والفيوم والمنوفية والقاهرة والاسكندرية، والنصابون لا يحتاجون إلى أكثر من مكاتب وشركات وهمية وانما يحتاجون دعاية بسيطة بين بيئتهم الصغيرة دون تكليف مادى وكل منهم يطلع بحكاية للنصب على الاخرين، بعض المستريحين يدعى العمل فى كروت الشحن أو تجارة الحبوب أو الأرانب، ولو ادعوا الاستثمار فى الهواء فسيجدون من يصدقهم أو من هو على استعداد لتصديقهم، ويسلم نقوده بكل أريحية.
وحوار الضحايا الذين نصب عليهم المستريح ينصب حول ان كلا منهم منح 100 ألف جنيه او اكثر من مليون جنيه لشخص قال له إنه سيوظفها فى العقارات والاراضى او تجارة الحبوب أو الأرانب أو الكروت أو العقارات أو الذهب أو الفضة أو الهواء، ويعطيهم فائدة كبيرة.. صدقوا جميعا وأعطوا اموالهم للرجل، وخلال شهور جمع ملايين وهرب كالعادة وكما هو متوقع،
والغريب ان بعض الضحايا ونتيجة لصلة المعرفة لم يحصل على أى إيصال يثبت أن النصاب أخذ أمواله. وقال إنه وزملاءه من الضحايا قدموا بلاغات للشرطة والنيابة بعد هروب النصاب باموالهم. وإنه بدأ بعشرين ألف جنيه، وحصل على فائدة فى الشهر الأول، وإنه بكل إرادته رفع المبلغ إلى 50 ألفا، ثم 100 ألف، ومثله عشرات وضع بعضهم 200 ألف وأكثر.
ربما الحاجة إلى تغيير القانون والعقوبة على جريمة توظيف الاموال هى التى تدفع إلى خلق كل يوم مستريح ينصب على الناس، القضية كبيرة وتحتاج إلى وقفة من الحكومة والقيادة السياسية.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة