إبراهيم عبد المجيد
إبراهيم عبد المجيد


مصر الجديدة :

نوال السعداوى

إبراهيم عبدالمجيد

السبت، 14 سبتمبر 2019 - 07:37 م

كان أول لقاء لى مع الدكتورة نوال السعداوى عام 1975 من خلال قراءتى لكتاب «المرأة والجنس» بعد ذلك أدمنت قراءتها ولحسن الحظ التقينا كثيرا فى أواخر السبعينات والثمانينات فى حزب التجمع أو فى ندوات وصار اسمها يمشى مع شعورى بالفخر بوجود هذه الأديبة الكبيرة والمناضلة وصاحبة الفكر الذى يسبق عصرنا ، ليس فيما يخص المرأة فقط ، بل فيما يخص الحياة كلها ، ومقاومة التخلف والظلم للرجل والمرأة معا ، بل مقاومة ما يحدث لفلسطين والعالم العربى من مآس. نوال السعداوى من مواليد 1931 عاشت الفترة الملكية وعاشت بعدها التحولات التى جرت فى مصر وكانت دائما على يسار ما يحدث سابقة لعصرها ناشدة لمصر والمصريين حياة أفضل. اختصر البعض كفاحها من أجل تحرير المراة فى رفض الختان ولم يقرأوا ابداعها الروائى ولا الفكرى فهذه القضايا لا تنفصل عن حربها من أجل نهضة الأمة المصرية والعربية. نوال السعداوى طبيبة وكان عملها فى الطب بابا واسعا لمعرفة القهر الذى يقع على المرأة المصرية من الأسرة والعنف التى تواجهه فى حياة كاذبة تتغنى بالدين وتخفى كل الشرور. فى حياتها كانت مع المقاومين للاحتلال البريطانى ومع المقاومين للتفرقة الطبقية. هى بنت اليسار الذى لا يرضى بالظلم لأحد. ورغم النضال وما ترتب عليه من عقبات مثل السجن إلا أنها لم تستسلم وصارت قيمة وقامة مصرية وعالمية فترجمت أعمالها وذاعت فى العالم وحصلت على مناصب استشارية هامة فى الأمم المتحدة ولقب فارس من الحكومة الفرنسية ومن تجربة سجنها أيام السادات كتبت تجربتها فى السجن وتجربة غيرها ولم تَسْلم أبدا لا من الحكومة ولا من طالبى الشهرة رافعى القضايا التى لا معنى لها الذين رفعوا عليها قضية مرة لاسقاط الجنسية عنها هى رمز وقلب وروح الوطن ورفض القضاء القضية عام 2008 ولا تزال تعانى من قضايا لا معنى لها بازدراء الأديان. ما معنى ازدراء الأديان لأمراة تريد المساواة بين البشر. لكنهم طالبوا الشهرة الذين يريدون الإعلام الساذج. للأسف بعض هذا الإعلام الساذج يهتم أن يسمع رأى نوال السعداوى فى قضايا شبعت هى من الحديث فيها لكنه يريد ردود الفعل الساذجة حتى أنى مرة منذ ثلاث سنوات تقريبا تداخلت مع مذيع فى إحدى القنوات وقلت له من العيب أن تسأل نوال السعداوى هذه الأسئلة لتحصل على انفعال منها فى هذا العمر تشجع به من ينتظرون أى شئ للجرى إلى النيابات والمحاكم. لقد احتفى العالم بمؤلفاتها الأدبية والفكرية وساهمت بالتدريس فى جامعات العالم مثل جامعة كولومبيا والسوربون وجورج تاون وهارفارد وغيرها. أى كان غيابها عن مصر دائما لتكون مصر فى كل الدنيا. ملأت حياتنا بمؤلفات رائعة تجاوزت الأربعين كتابا مابين قصص قصيرة وروايات ودراسات نسوية وجندرية منها مذكرات طبيبة والمرأة والجنس الذى كان سببا فى فصلها من وزارة الصحة فى بداية السبعينات رغم القيمة العظيمة للكتاب الذى كان تحولا فى الدراسات النسوية والاجتماعية كذلك كان كتابها الوجه العارى للمرأة العربية من أهم الدراسات عن المرأة فى المجتمعات العربية كذلك كانت روايتها الهامة سقوط الامام. ومن كتبها الشهيرة الأخرى روايتها موت الرجل الوحيد على الأرض وغيرها كثير عرفتها اللغات الأجنبية فى معظم العالم ترجمة لأعمالها العظيمة وهنا يتفرغ لها طالبو الشهرة فأى تصريح يتم تفسيره تفسيرا سطحيا ليكون طريقا إلى المحكمة فحين تقول إن كل نظام سياسى يرى فى الدين مايريده تصبح ضد الأديان أو أن الدين لا يحث على قطع أجزاء من عضو الإنسان لسبب غير المرض - الختان - تصبح ضد الدين أو حين كانت تعارض حرب أميركا على العراق صارت ضد النظام السياسى وهكذا بينما هى رافعة راية العقل فى مسيرة حافلة بالنضال والإبداع. نوال السعداوى بعد هذه الرحلة العظيمة مريضة وهى تقترب من التسعين من عمرها لا تريد شئيا إلا رعاية صحية دائمة فى منزلها وهذا ما أنتظره من الدولة فنحن لا نملك عظماء كل يوم.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة