شيماء تمارس عملها على السقالة
شيماء تمارس عملها على السقالة


في الدقهلية| بنت «أويش الحجر».. مبيض محارة

حازم نصر

الأحد، 15 سبتمبر 2019 - 12:50 ص

- شيماء: مافيش حاجة اسمها مش لاقى شغل


لم تذق طعم الراحة طوال حياتها .. خرجت فى طفولتها لتساعد والدها فى مهنته الشاقة كمبيض محارة.. لاحظ الجميع وقتها أنها تتقن عملها وأنها تمتلك قدرا كبيرا من الصبر والإرادة رغم طفولتها.


توفى والدها وترك لها أشقاءها الصغار وأمها المريضة فقررت تحمل مسئولياتهم وهى لا تزال تلميذة بالشهادة الإعدادية .. تركت التعليم مضطرة حيث لم يكن أمامها طريق آخر سوى التفرغ للعمل لتوفر احتياجات تلك الأسرة المصرية الشريفة المكافحة.


شيماء محمود هيكل أول مبيض محارة فى مصر من قرية أويش الحجر مركز المنصورة.. شيماء أصبحت محل احترام وتقدير أبناء قريتها والقرى المجاورة بما قامت به حيث لم تخلد للراحة ولم تلجأ للتسول بل واصلت عملها فى المهنة التى أتقنتها منذ طفولتها رغم قسوتها. وتروى حكايتها قائلة: لا أذكر من طفولتى المبكرة سوى تلك اللحظات الصعبة حيث يخرج والدى للعمل يوميا ثم يأتى متأخرا متعبا ووالدتى تبذل قصارى جهدها لتخفف عنه أعباء الحياة. وفى أحد الأيام قبل التحاقى بالمدرسة الابتدائية لم أستطع التحمل وقررت الخروج مع والدى لمساعدته فى العمل رغم محاولات منعى. والدى لم يرد الإثقال على لكنى رفضت ذلك وبدأت أساعده بالفعل ومع مرور الوقت لم يعد قادرا على العمل بدونى. وكنت كثيرا أذهب إليه بمجرد انتهاء اليوم الدراسى حيث أتجه مسرعة للمنزل لتغيير مريلة المدرسة حفاظا عليها وأعود معه فى نهاية اليوم واستمر الحال هكذا عدة سنوات حتى توفى والدى وأنا بالصف الثانى الإعدادى. وتضيف: لم يكن لوالدى معاش ولا يمكن أن أقبل التسول فلم أجد سوى طريق واحد وهوالخروج للعمل واضطررت لترك التعليم لأن مهنة مبيض المحارة شاقة وتستلزم التواجد فى العمل مبكرا. وتتذكر شيماء أول أجر حصلت عليه 12 جنيها فى اليوم وكان يماثل أجر الرجال الذين يعملون فى المهنة وقتها.


ومع مرور الوقت كما تقول شيماء زالت حالة الدهشة من على وجوه الجميع وتقبل المجتمع عملى الشريف ولم يكن عائقا أمام حياتى الشخصية فقد تزوجت وأنجبت طفلة أصبحت كل حياتى رغم حدوث خلاف أدى لانفصالى عن والدها. وإصرارى على العمل تزايد لأنى أريد أن تحصل ابنتى على أعلى درجات التعليم لأعوضها عما حرمت منه.. وتشير إلى أنها تعمل فى النقاشة بجانب المحارة حتى لا تتعطل يوما وأن أجرها اليومى فى حدود 100 جنيه. وأن حبها لمهنتها وتشجيع شقيقها الأصغر لها كانا من أهم أسباب استمرارها فيها على هذا النحو. وتبدى شيماء تعجبها من الشباب العاطل وتقول لهم: «مافيش حاجة اسمها مافيش شغل دور على أى شغل وهتلاقى حتى لوعامل نظافة بس يكون عندك رغبة انك تشتغل بجد واوعى تستنى تقعد على مكتب عشان ماتفضلش طول عمرك قاعد».


أما من عملت معهم فيثنون عليها ثناءا شديدا فيقول ماهر حجر رئيسها فى العمل: إنها نشيطة جدا وتنجز عملها أفضل من الشباب. ويضيف الحاج السيد شتات والتى عملت عنده لفترة طويلة: بأنها منجزة فى عملها وملتزمة بمواعيدها ونموذج مشرف للعمالة المصرية الماهرة.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة