كرم جبر
كرم جبر


إنها مصر

نثق فيك

كرم جبر

الأحد، 15 سبتمبر 2019 - 07:45 م

والثقة أساسها ثابت وراسخ، وعربونها إنقاذ الدولة من الضياع، بعد أن أطبقت جماعة الشر على رقبتها، ونشرت الخوف والرعب، وبثت الفتن بين جموع المصريين.
كان الخوف ممزوجاً بالدموع والأمل «متسيبوش مصر»، «مصر أمانة فى أعناقكم»، « مصر مش ممكن تضيع»، وسمعنا عبارات تفتت الصخر فى القلوب، خوفاً على بلد عزيز»، يهون على بعض ابنائه، فيضمرون له الشر، ويسعون لإسقاطه.
لم يجد المصريون سوى الجيش، الأمان والطمأنينة والإنقاذ، وثقتهم فيه تنبع من إيمانهم بالله والوطن، فهذا الجيش العظيم لم يكن يوماً إلا فى صف الشعب، مدافعاً عن ثراه، ويفتديه بالأرواح والدماء.
وخرج قائد الجيش من بين الصفوف، باعثاً فى الأمة روح الأمل والطمأنينة «متخافوش على مصر»، «تتقطع ايد أى حد يمدها على المصريين»، ومن أحضان الخوف ولد الأمل، أمل استرداد الوطن العظيم، الذى كان على شفا الضياع.
نثق فيك.. لأنك كنت صادقاً ووطنياً وشريفاً وعزيز النفس، وتعرف قدر بلدك، فوضعت كرامته وكبرياءه فى عينيك، وسعيت إلى استعادة أمجاده بين الأمم، وكانت صيحات الحق فى 30 يوليو، عالية ومدوية وزلزلت أركان الباطل.
فى حياة الأمم والشعوب لحظات تاريخية، تكون فيها على موعد مع زعماء عظام، يضربون الأمثلة فى التضحية والعطاء، ويسابقون الزمن للإصلاح والنهضة، ويختصرون الأيام ويسابقون الزمن، من أجل أن تلحق دولهم بركب التقدم والإنسانية.
كنت كذلك، لتتولى المسئولية فى لحظات تاريخية، وكانت مصر على المحك، إما أن تعيش وتبقى أو يكتب عليها الفناء، وكان لها عمر جديد على يد ابنائها الأحرار، شعباً وجيشاً وشرطة.
نثق فيك، ونراك تجوب الدنيا شرقاً وغرباً، تحمل اسم مصر كريماً، وترفع رايتها عالية وخفاقة، ويثنى عليك زعماء العالم شرقاً وغرباً، ويشيدون بالتجربة المصرية الأسرع إنجازاً فى العالم.
نثق فيك، وكانوا فى أيام الفوضى يسخرون من مصر، ويتحدثون باستهزاء عن المكانة التى فقدتها، وللأسف الشديد كان يفعل ذلك بعض أبناء الوطن، نكاية فى بلدهم وصراعاً مريضاً على السلطة.
البديل كان تلك الجماعة الإرهابية، التى أرادت أن تسلخ الوطن من جلده، وتصنع له عباءة على مقاسها، قوامها التخلف والرجعية ودولة المرشد، والحكم بالسيف والجلاد، وصعود المنتقمين لقمة السلطة، وتصفية الحسابات مع جموع المصريين.
عشنا أياماً اندلعت فيها الفوضى كالنار فى الهشيم، وعانى إخواننا الاقباط من أكبر عمليات فى التاريخ، لحرق منازلهم وكنائسهم وتهجيرهم من قراهم، بضوء أخضر من تلك الجماعة، التى رأت أن تثبيت جلوسها على مقعد السلطة، لا يتأتى إلا بإشعال الفتن بين المصريين.
نثق فيك، ولو عدنا للوراء قليلاً، وتخلصنا من داء النسيان، لأدرك البعض أنهم ظلموا زعيما وطنيا وشريفا وأمينا ومخلصا.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة