كبده وقوانص
كبده وقوانص


قصص وعبر| أغرب قضية طلاق.. والسبب الكبدة والقوانص

علاء عبدالعظيم

الأحد، 15 سبتمبر 2019 - 08:52 م

لم تعد أسباب الطلاق والخلع قاصرة على الخيانة الزوجية، والضرب والإهانة، بل شملت أسباب أخرى غير متوقعة تجبر الزوج أو الزوجة على اللجوء إلى الطلاق أو الخلع، مما يشكل ذلك ارتفاعا في نسبة تلك الدعاوي وغرابة أسبابها.

جلس الزوج أمام أعضاء هيئة مكتب تسوية المنازعات الأسرية تستولى عليه حالة مريرة من الغضب، وبقي صامتا لبضع دقائق ينظر إلى الأرض وكأن شيئا يجذب عينيه بخيط غير مرئي، يفرك أصابع يديه، وكانت لزوايا فمه التواءة الألم المألوف تلك التي تراها عند المحكوم عليهم أو المريض بداء لا براء منه، والحزن يغطي وجهه بل منثورا عليه.

تنفس الزوج الصعداء قائلا: كم أتمنى أن أبكي لعلي أن أجد في البكاء بعض من الراحة، فالحزن يمتص قلبي امتصاصا بسبب زوجتي التي أحببتها لدماثة خلقها وصفاء نظرات عينيها، ولسانها الذي كان لا ينطق إلا حلو الكلام، بعدما تزوجتها زواجا تقليديا عن طريق أحد الأقارب، كانت شعلة من النشاط عاشقة للوقوف داخل المطبخ تتفنن في طهي الطعام، لا تخالف لي أمرا، استحوذت على قلبي وكنت أعاملها برفق ولم أتوان في تحقيق أي شيء تطلبه، إلى أن جاء اليوم الموعود.

طلبت منها أن تقوم بطهي بعضا من الكبدة والقوانص لاشتياقي لها، وفي لمح البصر فوجئت بوجهها الذي تبدلت ملامحه، وتملكتها رعشة شديدة كالمصعوق الذي أمسك بسلك كهربائي، وأصبحت أشبه ماتكون قنبلة قد سحب منها صمام الأمان، وانطلقت الكلمات من بين ثنايا فمها وأمطرتني بكلمات غير لائقة قائلة: "عايز كبده وقوانص روح كلها عند أمك، أنا بقرف منها.

وقعت بين مشاعر شتى، وانتابني غضب شديد من ردة فعلها وإهانتي فلم أشعر بنفسي إلا وأنا أنهال عليها بالضرب، وتركت المنزل وتوجهت للإقامة بمنزل عائلتها، وبعد أن هدأت الأمور ذهبت لإرضاءها ومصالحتها إلا أنها رفضت استقبالي، وانتظرت عدة أيام أخرى لكن دون جدوى، غير أن عائلتها انكروا وجودها كلما ذهبت إليها أو السؤال عنها.

فلم أجد أمامي غير محكمة الأسرة ورفع دعوى تطليق، وتملكتني حالة من اليأس وفشلي في العثور عليها أو مقابلتها.

وقبل أن يختم الزوج حديثه وبكلمات يشوبها دهشة وعلامات استفهام وتساؤلات عجز عقله في إيجاد إجابة لها حيث قال: الغريب أنني علمت من أسرتها بأنها قبل زواجنا كانت تقوم بطهي الكبده والقوانص لكنها تريد معاندتي.

أرسل أعضاء هيئة تسوية المنازعات الأسرية باستدعاء الزوجة لسماع أقوالها، في محاولة للصلح بينهما، ولا تزال الدعوى منظورة أمام المحكمة.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة