هشام الشريف
هشام الشريف


يوميات الأخبار

رفاهية الوقت... ورفاهية الحياة

بوابة أخبار اليوم

الإثنين، 16 سبتمبر 2019 - 08:38 م

د. هشام الشريف

 نحن فى عصر التنافس مع الزمن إذا أردنا رفاهية الحياة... بالعلم والمعرفة تتقدم الأمم... ومصر بتتقدم. بلدنا يتقدم... وسيتقدم...


الأسبوع الماضى تابعت مشاركات وتعليقات السيدة/ تارجا هالونان رئيسة جمهورية فنلندا الأسبق من (2000-2012) ورئيسة جامعة هلسنكى وهى معروفة بحبها لمصر، وقيادتها وحكمتها وريادتها للقضايا الإنسانية والتنموية. وتابعت مشاركات وتعليقات الوفد الفنلندى رفيع المستوى من العلماء والخبراء والمتخصصين فى التعليم فى فنلندا وجامعتها العريقة... وتابعت أيضا ما يتم تنفيذه فى قطاعات التعليم فى مصر... ففى خلال يومين عقد عدد من الفاعليات منها ملتقى التعليم المصرى الفنلندى يوم السبت 7 سبتمبر، وملتقى التعليم العالى المصرى الفنلندى يوم الاحد 8 سبتمبر، وكذا الإعلان عن «المركز الإقليمى الفنلندى للتميز» وإطلاق المبادرة الإقليمية للمعرفة والإبداع...
 الطريق إلى التقدم
أكدت الدراسات أجمع والخبراء عبر الزمن والعصور أن طريق التقدم يبدأ بـ:
التعليم والتعليم والتعليم... والمعرفة والمعرفة والمعرفة...
وأن كل من تقدم ويتقدم يضع التعليم والمعرفة على أهم الأولويات...وقصة فنلندا هى مشابهه لعديد من الدول مثل سنغافورا وكوريا واليابان والنرويج وإستونيا وغيرها التى قررت ووضعت التعليم كأهم الأولويات... هى قصة كل الدول والتى تتنافس ضمن العشرة الأوائل فى العالم...
 كانت فنلندا جزءا من السويد لمدة 700 عام ثم احتلها الروس لمدة تزيد على مائة عام ونالت استقلالها فى عام 1917 وكانت بلدا فقيرا لديها مياه البحر والغابات فقط... عاشت فنلندا على الزراعة وفى عام 1921 صدر لها قانون التعليم الإلزامى وما تلا ذلك من تعليم كان تقليديا خلال القرن العشرين حتى بدايات السبعينيات وتحديدا فى عام 1972 حين قرر الفنلنديون تنفيذ برنامج للإصلاح الجذرى للتعليم بأسلوب تدريجى... ويتم تطويره دوريا حتى أصبح من أفضل نظم التعليم فى العالم... فهل نحن على الطريق الصحيح ؟ كانت الإجابة وبالإجماع أن ما يحدث فى التعليم فى مصر هو بداية الطريق الصحيح...
 رفاهية الوقت
خلال جلسة الحوار يوم 7 سبتمبر 2019 والذى شهد فعاليات ملتقى التعليم المصرى الفنلندى بقيادة د.طارق شوقى - وزير التربية والتعليم والتعليم الفنى أثنى العديد من المشاركين على ما يتم تنفيذه فى مصر من إصلاحات جذرية فى مجال التعليم، وشعرت كمصرى بفخر بأن ما يتم الآن بدايات لإحداث نقلة نوعية حقيقية لمصر وتحتاج هذه النقلة النوعية كل المصريين وكل الأصدقاء فى العالم للدعم والمساندة... شارك الفنلنديون الانبهار والإعجاب بحجم ونوعية ما يتم وكذا شاركوا فى الاتفاق على التحديات الرئيسية لقطاع التعليم والتى تعرضوا إلى معظمها من قبل وفاجأت السيدة تارجا هالونان رئيسة الجمهورية السابقة ورئيسة جامعة هلسنكى جميع الحضور بمداخلاتها العديدة ومشاركاتها الفعالة حين قالت - مضيفة للتحديات أهمها - وهو « أنتم لا تملكون رفاهية الوقت»... ما قمنا به فى فنلندا استغرق أكثر من 40 عاما وأنتم لا تملكون كل هذا الوقت الآن...
 التعلم... ما هو وكيف يتحقق ؟
فى ملتقى التعليم العالى والبحث العلمى يوم 8 سبتمبر 2019 والذى رأسه دكتور خالد عبد الغفار وزير التعليم العالى والبحث العلمى وقفت عميدة جامعة هلسنكى وهى الجامعة رقم 59 على مستوى العالم والأولى فى أساليب ومنهجيه التعلم لتركز وبقوة على الفهم والاستيعاب إن تطوير التعليم هو عملية مستمرة - حتى فى الدولة الأولى فى العالم فى التعليم... مثل التدريب للفرق الرياضية يجب أن يتواصل للوصول إلى القمة... وأن الأبحاث التى تبنى على حقائق من قطاعات التعليم والحقائق التى تستخلص من مجالات التعلم هى الأساس للتطوير المستمر للتعليم ولمزيد من الفهم والاستيعاب... وهى ببساطة تؤكد أن التطوير، والإصلاح يجب أن يبنى على معلومات ومعرفة وفهم وأبحاث، ومعلومات وقيادات للوصول إلى القمة والحفاظ على القمة وأن خلاف ذلك تضيع العملية التعليمية فى افتراضات أو توجهات لا تعكس الواقع... ودار حوار إيجابى حول بما يتم فى مصر فى التعليم العالى حول آفاقه المستقبليه.
 النقلة النوعية للتعليم... مصر تتقدم وستتقدم
لدىّ قناعة راسخة بنيت على معرفة بما يتم وسيتم فى مصر وأن التعليم يشهد نقلة نوعية فى كل مراحل التعليم فى المدارس والجامعات... ما يتم تنفيذه تحت قيادة الوزير طارق شوقى يمثل تغييرا جذريا من أساليب الحفظ وتجارة الدروس الخصوصية والإجهاد المالى والنفسى للأسر المصرية إلى أساليب الفهم والاستيعاب والانفتاح والإبداع والتميز... وأشعر بقصور شديد من الإعلام والمثقفين وقيادات المجتمع وأولياء الأمور فى التعريف بما يتم لمساندته ومؤازرته ودعمه فى مواجهه ومحاربة مافيا الدروس الخصوصية، وأمراء الظلام والجهل والحفظ وطباعة وبيع الكتب المدرسية سواء العام أو الخاص منها... أشعر بتقصير شديد من جانب الإعلام والمجتمع فى التعرف على عمق وأبعاد ما يتم بالفعل فى بنك المعرفة، وفى المناهج الجديدة فى كافة العلوم، وفى أساليب ومنهجيات تدريس هذه العلوم والتى تركز جميعها على إعداد أجيال جديدة تفهم وتبدع وتنافس مع دول العالم المتقدمة... أشعر بتقصير شديد من الإعلام فى التعريف بأبعاد التحول وثورة التحديث التعليمية لأكثر من 20 مليون تلميذ ومليون معلم... ما يحدث يجب أن تسانده إدارة مجتمعية لـ 100 مليون وليس فقط مجموعة فدائية مؤمنة بالله ثم بالوطن وبالمستقبل للأفضل الذى يصنع الآن...
 مصر تتقدم أيضا على مستوى التعليم العالى يقوده د.خالد عبد الغفار وقيادات متميزة فى جامعات مصر - بعدد الجامعات وبتوزيع الجامعات الجغرافى على كل محافظات مصر تحقيقا لمزيد من العدالة فى التعليم العالى بين المجتمع حيث توجد الآن جامعة بكل محافظة... بنيت 6 جامعات عصرية على أفضل مستوى تكلفت اكثر من ستة مليارات فى العاصمة الإدارية والعلمين والجلالة وسيناء والمنصورة وقويسنا سيكون بها أحدث العلوم وبالتعاون مع الجامعـات العالمية... مصر تتقــدم برؤساء جامعات يجرى فى دمائهم التحديث والتطوير والتقدم. أرى وأشاهد حمية التطوير والبناء والتنافس بين جامعات كادت أن يدفنها تراكمات الزمن... تم إيضا إنشاء ثلاثة مراكز علمية للطاقة والمياه والزراعة تتعاون فى كل منها مجموعة جامعات مع جامعات رائدة فى العام فى كل من المجالات رصد لهذا 90 مليون دولار منحه تم تخصيصها... أرى تقصيرا إعلاميا فى التعريف بكل هذه الجهود سواء فى قطاع التربية والتعليم أم فى التعليـم العالى... وفـى التحديات الواجب التكاتف فيها كمجتمع للوصول إلى القمة...  لقد تم تغيير بوصلة الطريق فى التعليم لمستقبل أفضل لمصر ...
سيسجل التاريخ للرئيسى السيسى شجاعة القرار السياسى وقيادة أكبر برنامج بدأ تنفيذه لتطوير التعليم .
تحيه لما يتم ولسرعة الإنجاز نحو تحقيق التقدم والمنافسة لأبناء شعب مصر...
 مبادرة إقليمية للمعرفة والإبداع
ما هو مستقبل العالم العربى ؟ وما هو مستقبل أفريقيا ؟... هل هو الحروب والإرهاب، والقتال والدماء، والجهل والفقر أم العلم والتقدم والابتكار والتميز ؟
 إجمالى عدد سكان الدول العربية يزيد على 450 مليون وإجمالى سكان افريقيا يزيد على 1300 مليون... هل يمكن ان تستمر نسب الجهل والأمية والفقر والمرض والتخلف والانهيار مثل ما نراه فى العديد من الدول؟.. معظم ترتيب الدول العربية والأفريقية هو فى الربع الأخير من العالم. والعديد منها أصبح مصدرا للإرهاب والهجرة والتخلف والانغلاق.
 وانطلاقا من دور المركز الإقليمى لتكنولوجيا المعلومات فى نشر التكنولوجيا والمعرفة والإبداع مساهمة فى دعم جهود التنمية الاقتصادية والاجتماعية، فقد تم البدء فى أعداد «المبادرة الإقليمية للمعرفة والإبداع» لتكون جسرا لتوثيق التعاون بين الدول المتقدمة والعالم العربى وأفريقيا فى هذا المجال ولنقل التجارب الناجحة إلى الدول النامية ودعم الجهود الحالية لبناء «اقتصاد المعرفة» ومبادرات الإبداع والتميز.
 وفى هذا الصدد فقد تم توقيع اتفاقية بين كل من المركز الإقليمى لتكنولوجيا المعلومات وجامعة هلسنكى فى فنلندا لإنشاء «مركز إقليمى فنلندى للمعرفة والإبداع» بالقاهرة يستهدف أفريقيا والمنطقة العربية. وتهدف المبادرة الإقليمية للمعرفة والإبداع والمركز إلى : 1- نقل التجارب الدولية المتميزة فى مجال التميز العلمى والتعليمى لنشر وتطوير المعرفة والتكنولوجيا المرتبطة بها والاقتصاديات الرقمية. 2-المساهمة ودعم المبادرات الرائدة للارتقاء وتطوير التعليم من مراحل الإعداد المبكر وفى كافة المراحل المدرسية . 3-المساهمة ودعم المبادرات الرائدة للارتقاء بالتعليم الجامعى والبحــث العلمى، 4-التعاون مع المؤسسات التعليمية فى كافة المجالات، 5- تشجيــع التبادل العلمى والبعثات، 6- تنمية وإنشاء مراكز للتميز والإبداع التكنولوجى.
 وقد تمت الانطلاقة بتشريف وكلمة السيدة رئيسة جمهورية فنلندا الأسبق وبحضور رفيع ومتميز عن دولة المقر بتشريف وكلمة السيد الوزير سامح شكرى وزير الخارجية والذى ألقى الكلمة الرئيسية والدكتورة هالة السعيد وزيرة التخطيط والإصلاح الادارى والدكتور طارق شوقى وبحضور دكتور خالد عبد الغفار وعدد من السادة الوزراء والسفراء ورؤساء الجامعات واتحاد الجامعات العربية وغيرهم.
 أحسن 20 دولة فى العالم !!!!
اطلعت على مشروع أحسن 20 دولة فى العالم ورسالته تعليم كل طفل على الأرض !!!
ترتيب الدول فى الربع الأول من عام 2019 هو (1) فنلندا، (2) روسيا، (3) كوريا الجنوبية، (4) اليابان، (5) النرويج، (6) لاتفيا، (7) ليتوانيا، (8) هونج كونج، (9) السويـد، (10) سلوفانيا... وكان ترتيب العام الماضى 2018 هو كـوريا الجنوبية، (2) فنلنـدا، (3) النرويـج، (4) روسيا، (5) هونج كونج، (6) اليابان، (7) استونيا، (8) لاتفيا، (9) اسرائيل، (10) السويد... وهكذا... هذه الدول تضع الأولوية الأولى لإعداد وصناعة الاجيال للمستقبل ستتنافس فيه الدول بالعقول والعلم والإبداع والاختراع... والقدرة لتحويل هذا الإبداع والاختراعات إلى تنمية وتقدم... تقارير المؤشرات الدولية لتنافسية الدول فى التعليم والمعرفة تحول من سنوى إلى ربع سنوى. وهذا ليشير لأهمية وضوح وقياس ومعرفة المكانة لكل دولة مقارنة بالدول الأخرى فى عالم تزداد فيه التنافسية مع الزمن وأصبحت لا تختصر على الشركات وأداؤها المالى بل أيضا على الإنسان وإنتاجه العقلى...علينا أن ندعم بقوة ما تقوم به مصر الآن لإحداث نقلة نوعية فى التعليم لنصل فى خلال عشر سنوات للتنافس العالمى...
 رفاهية الحياة
الطريق إلى الرفاهية هو بالتعليم والمعرفة... هو بالتنافس على القمة فى التعليم والإبداع والابتكار والتقدم العلمى فى الحصول على المعرفة وهو فى القيمة المضافة لهذه من ابتكارات فى مجالات الحياة... هو فى مجتمع يعلم ويعرف ويبدع وينتج ويصدر... رفاهية الحياة تأتى من عمل جاد واحترام للوقت، وانضباط فى العمل والتعلم المستمر... وهو فى تراكمات للثروة وتوظيف افضل للثروة لتعود على المجتمع بعدالة لكل ما فيه... علم وعمل وفكر وتقدم وابتسامة وسعادة... لنا ولمن حولنا.
 نحن فى عصر التنافس مع الزمن إذا أردنا رفاهية الحياة... بالعلم والمعرفة تتقدم الأمم... ومصر بتتقدم.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة