عبدالقادر شهيب
عبدالقادر شهيب


شىء من الأمل

غدر الإخوان بالحلفاء !

‬عبدالقادر شهيب

الإثنين، 16 سبتمبر 2019 - 08:50 م

لن أنضم اليوم إلى الذين اعتبروا المؤشرات الأولية لنتائج الانتخابات الرئاسية التونسية تحمل مفاجأة كبيرة وضخمة بعد أن تقدم كل من أستاذ الجامعة والقانون قيس سعيد ورجل الأعمال نبيل القروى الذى خاض الانتخابات حتى الآن وهو قيد الحبس لاتهامه بالتهرب من الضرائب وغسيل الأموال كل مرشحى الجولة الأولى، وسوف يخوضان معا الجولة الثانية من الانتخابات.. وذلك لا يعنى أننى لى رأى مختلف، أو أننى أقلل من تلك المفاجأة الانتخابية التونسية التى أطاحت بمنافسين كبار، منهم رئيس سابق، ووزير دفاع سابق، ورئيس حكومة حالى، وشريك فى زعامة حزب النهضة الإخوانى الذى يحوز الأغلبية الآن فى البرلمان التونسى !.. بل إننى أضيف لهؤلاء تفسيرا لهذه المفاجأة يتمثل فى ان بطليها ( قيس سعيد، ونبيل القروى ) اعتمدا فى دعايتهما الانتخابية على تبنى مطالب الفقراء فى تونس الذين عانوا كثيرا فى السنوات السابقة من جراء أزمة أمسكت بخناق الاقتصاد التونسى.. وهو ما يعنى ان الفقراء انتفضوا هذه المرة فى تونس امام صناديق الانتخابات، كما سبق لهم أن انتفضوا قبل سنوات فى الشوارع والميادين.
لكننى فى هذه الانتخابات التونسية التى كنت ومازلت اعتبرها هى والانتخابات التشريعية المقبلة مؤشرا مهما لمستقبل الإخوان السياسى فى منطقتنا كلها، سوف أتوقف امام معنى آخر مهم أكدته النتائج الأولية لانتخابات الرئاسة، يكشف مجددا لهواة التعاون والتحالف مع الإخوان الذين لا يتعظون أبدا، وهو غدر الإخوان بحلفائهم السابقين !
فقد جاءت النتائج الأولية للانتخابات لتبين ان رئيس الحكومة التونسية والذى انشق على الرئيس السبسى وتحالف مع حزب النهضة مقابل دعم الغنوشى له فى الانتخابات الرئاسية لم يحز سوى على نسبة ٧.٥ فى المائة من اصوات الناخبين، بينما حصل المرشح الرسمى لحزب النهضة ومشارك الغنوشى فى زعامته، عبدالفتاح مورو على نسبة ١١ فى المائة من الأصوات وجاء فى المركز الثالث، بعد قيس سعيد الذى حصل على ١٩.٥ فى المائة، ونبيل القروى الذى حصل على ١٥.٥ فى الماءة.. وهذا يعنى ان الغنوشى خذل الشاهد فى هذه الانتخابات، ولم يف له بوعده بعد ان استفاد من انشقاق الشاهد على السبسى بحصول حزبه على الأكثرية فى البرلمان.
وذات الشىء ينطبق على الرئيس السابق منصف المرزوقى اليسارى الذى تحالف عام ٢٠١١ مع الغنوشى لتمكين حزب النهضة من الحكم ومن قيادة عملية صياغة الدستور الجديد، وظل حتى الآن يدافع بقوة عن الإخوان فى كل مكان، وفى مقدمتهم اخوان مصر، ويهاجم جماهير المصريين الذين خرجوا فى ٣٠ يونيو للتخلص من حكم الإخوان الفاشى.. فلم يمد الغنوشى لحليفه السابق يده هذه المرة،كما ساعده من قبل على الوصول إلى قصر قرطاج،، ولذلك حصل على أصوات قليلة أبعدته عن قائمة العشرة الأوائل من المرشحين.. بينما كان يتصور هو وآخرون ان الغنوشى شجع مورو على المشاركة فى الانتخابات الرئاسية ليتخلص من منافسته له على زعامة حزب النهضة، وأنه سيحفز مناصريه فى الحزب على عدم التصويت له، والتصويت لغيره !
وهكذا خذل الإخوان فى تونس حلفاءهم السابقين، بعد أن استنفدوا أغراض التحالف معهم وحصلوا على ما يبغون.. وإخوان تونس لا يختلفون عن الإخوان فى أى بلد عربى آخر.. ألا يستحق ذلك الوقوف أمامه وتذكير هواة التحالف مع الإخوان هنا فى مصر به؟!

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة