أسامة السعيد
أسامة السعيد


خارج النص

درس من التاريخ

أسامة السعيد

الإثنين، 16 سبتمبر 2019 - 09:16 م

 

فى عام ١٢٥٨م، اجتاحت جيوش المغول مدينة بغداد عاصمة الخلافة وحاضرة الدولة الإسلامية آنذاك، دمروا تحصيناتها، ذبحوا رجالها وانتهكوا أعراض نساءها، حتى جثامين الضحايا تركوها تتعفن فى الشوارع فانتشرت الأمراض، وأقام جنود المغول وأعوانهم- وللصدمة كان بينهم عرب ومسلمون غلبوا مصلحتهم الخاصة على مصلحة دينهم وأمتهم- خارج أسوار المدينة المنكوبة خوفا من الموت. بعدها اتجه المغول إلى الشام، وتساقطت أمامهم جيوش حلب وحمص وحماة ودمشق، واحدا بعد الآخر، فقد كان لكل مدينة حاكمها وجيشها، واختار كل منهم أن يقاتل معركته منفردا، فلم يكن حظه أفضل من حظ جيش الخلافة فى بغداد، ومع كل تقدم لقوات «هولاكو» كان المزيد من الخونة فى صفوف العرب والمسلمين يرتمون تحت أقدام الغزاة. لم يبق أمام المغول سوى محطة واحدة يكتمل لهم بعدها الاستيلاء على الشرق، وتلتقى جيوشهم التى كانت تجتاح أوروبا فى نفس التوقيت تقريبا، كانت تلك المحطة هى مصر، التى لم تكن فى تلك الفترة فى أحسن أحوالها بعد سنوات طويلة من الصراعات السياسية والمشكلات الاقتصادية، لكن كان بها جيش موحد، متماسك، لا يعرف التمزق ولا يتردد فى تلبية النداء لحماية الأرض والعرض. لم ينتظر الجيش المصرى وصول المغول، بل بادر إلى مقابلتهم فى ٣ سبتمبر ١٢٦٠م عند وادى عين جالوت، على بعد عدة أميال من حطين، التى كان قد حقق فيها قبل ٧٣ عاما انتصارا مدويا على جيوش الصليبيين، وحرر قائده صلاح الدين بيت المقدس، ونظم الجيش المصرى فى عين جالوت كمينا هائلا سحق به جيش المغول المخيف، فلم تقم لهم فى الشرق بعدها قائمة، بل وعلى مدى ١٠ سنوات بعدها، طارد الجيش المصرى بقيادة الظاهر بيبرس فلول المغول كما طهر المدن العربية من الصليبيين الذين تآمروا مع المغول لإبادة الإسلام. هل تذكركم هذه الحكاية بشئ؟ إنه درس التاريخ الذى يعرفه أعداؤنا جيدا، ويريدون لنا أن ننساه. وهذا هو جيش مصر.. كان وسيبقى درع الأمة وسيفها، رغم أنف الأعداء.. والخونة.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة