نهاد عرفة
نهاد عرفة


أحلام مصرية جداً

إذا أردت أن تهدم أمة فعليك بالشائعات

نهاد عرفة

الإثنين، 16 سبتمبر 2019 - 09:21 م

إذا أردت أن تتخلص من منافسك بطريقة غير شريفة، عليك ببث الشائعات عليه، وإذا أردت أن تهدم دولة ومجتمعا بأكمله عليك بالشائعات، حرّف الكلام الصادر عن مصدره الأصلي، تلاعب بتصريحه اقتبس منه، أو جزّئه، أو اختصر منه، وإذا كان التصريح مصوراً تلاعب بالفيديو وأدخل به ماشئت، إلعب بالنار، فوسائل التكنولوجيا الحديثة فى صالحك، ضع شائعتك على مواقع التواصل الاجتماعي، فالإنترنت هو المكان الأسرع لتداول الأخبار غير الحقيقية، سيصدقها ضعاف النفوس والجهلاء ! وستجد كثيرين منهم يأخذونها ويزيدون عليها بطريقة مدمرة !
والقارئ للتاريخ الإنسانى سيجد دولاً تحطمت بسبب الشائعات خلال الحروب والأزمات، والأمثلة لا تعد ولا تحصى، فالحرب النفسية أخطر الحروب وأشدها تدميراً فى هزيمة الدول وإشاعة الفوضى وانهدام الثقة. لقد تحولت الشائعات إلى أداة عسكرية رئيسية لخفض الروح المعنوية للجنود خلال الحربين العالميتين الأولى والثانية، ودمرت كثيرا من المجتمعات خلال التنمية والبناء، وفى قول لأحد المستشرقين: «إذا أردت أن تهدم حضارة أمة فهناك ثلاث وسائل.. إهدم الأسرة واهدم التعليم وأسقط القدوات والمرجعيات»، لذا فلنحذر، فكم من الشائعات هدمت أفراد وقتلت أبرياء وتسببت فى جرائم وهزمت جيوشا وفككت مجتمعات، وفى العصر الحديث تساهم وسائل التواصل الاجتماعى فى بث الشائعة من ضعاف النفوس، أو من دول معادية، خاصة وقت الأزمات، فالأزمات هيً الصيد السهل للبسطاء وضعاف النفوس ومن ذوى الثقافات المحدودة، لتنتشر مثل النار فى الهشيم.الشائعة سلاح خطير فلنتضافر جميعاً للقضاء عليها بالوعى والبحث والمعرفة قبل تناقلها.
فى دراسة عام 1947 خلال الحرب العالمية الثانية عن الشائعات وتأثيرها على الشعوب، خلصوا إلى (أن الشائعات تنتشر بشكل أكثر فى زمن الحروب والأزمات والكوارث، خاصّـة عندما يكون هناك تعتيمٌ إعلاميٌّ وعدم وجود تصريح رسمى حول ما يجري، أو تصريح كاذب على لسان مسئول حكومي، وقالوا، إنه كلما كان موضوع الشائعة هاماً وغامضاً كان انتشاره أوسع وأسرع، والعكس صحيح).
> «الشائعات عبارة عن أنبوب يفجره الندم والغيرة والتخمين ومن السهل جدا تدمير حياتك»   شكسبير

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة