قصر «بوركهارت» السويسري بالإسكندرية - تصوير: عصام عبد المنعم
قصر «بوركهارت» السويسري بالإسكندرية - تصوير: عصام عبد المنعم


حكايات| قصر «بوركهارت» السويسري بالإسكندرية.. وصية صاحبه جعلته معهدا للتدريب

حسني ميلاد

الأربعاء، 18 سبتمبر 2019 - 04:29 م

خلف كلية التربية الرياضية للبنات بالإسكندرية قصر جميل لأسرة سويسرية كانت تعشق مصر أنشيء في عام 1941من القرن الماضي عاش فيه أب وزوجته وثلاث بنات إضافة إلى الخدم والعمال والسفرجية منذ عام 1972.


أصبح القصر مقرا لمعهد التدريب والبحوث للصحة الإنجابية التابع للجمعية المصرية لتنظيم الأسرة تتعاون معه عدد من الهيئات الدولية منها الاتحاد الدولي لتنظيم الأسرة وصندوق الأمم المتحدة للأنشطة السكانية ومنظمة الصحة العالمية وهيئة اليونسكو وهيئة المعونة الأمريكية وهيئة باركارد باندونيسيا وباكستان ومعهد التعليم الدولي ومعهد الصحة الدولى بيان فرانسيسكو وصندوق الأمم المتحدة الإنمائي.

عن قصة هذا القصر التقت «بوابة أخبار اليوم» العميد متقاعد عبد الفتاح عبده مدير المعهد، والذي قال أن كارل ليونارد بوركهارت وهو من أنشأ هذا القصر وقد تم شراؤه من أرملته وتدعى «إيدا» ماريان بوركهاردت بنت الفريد راينهارت بول وبناتها الثلاث وهن سوزان، ميتا، شارلوت.
 ويضيف: القصر عبارة عن طابقين على مساحة أكثر من 5 آلاف متر إذ تبلغ مساحته فدان وربع ملحق به حديقة بها بعض الأشجار النادرة وحمام السباحة تم ردمه لإنشاء مبنى فندقة وقاعات للتدريب .

قال إن قصة هذا القصر بها الكثير من الدروس والحكم، حيث ترك صاحبه وصية داخل خزنة قدر ثمنها قبل  بيعه عام 1974 للجمعية العامة لتنظيم الأسرة التي أصبحت الجمعية المصرية لتنظيم الأسرة فيما بعد بمبلغ 74 الف جنيه وعثر على خزنة قدر ثمنها منذ 10 سنوات بمبلغ 4 ملايين جنيه، وبداخل الخزنة عثر على وصية توضح مدى الدقة والعلاقة بين الزوج وهو المالك وبين الشريك وهي زوجته وبين البنات الثلاث وقام بتقديم أجنحة القصر بينهن ومكتوب فيها «لا يحق لأي منهن التنقل بين جناح وآخر باستثناء الزوجة»، كما قام بتقسيم الحديقة بينهن بنفس النظام وكان الأب الذى لديه أفضل المحامين بالإسكندرية قد أوصى بأن ترد ابنته الكبرى له مبلغ 15الف جنيه اقترضتها منه في حال زواجها.

 

وأكمل «عبده»: رأينا كيف كانت الأسرة السويسرية محبة الخير والسلام، حيث أوصى صاحب القصر بتوزيع قسط من قيمته على كل من كان يعمل معه سواء في الحديقة أو المطبخ وحمام السباحة والأمن لشراء شقة سكنيه لكل منهم واشترط على الجمعية أن يستمروا في العمل بالمكان وقام كذلك بمنح مكافأة مالية لكل منهم رغم أن قانون العمل لم يكن ينص وقتها على منح مكافأة نهاية خدمة قام أيضا بتوزيع مبالغ أخرى على الجمعيات الخيرية والملجأ السويسري للأيتام.

وختم  قائلا: «رغم إقامة مبنى رئيسي للتدريب والمبيت بدل حمام السباحة وإلا أننا حرصنا في نفس الوقت على عدم الإخلال بملامح القصر والحفاظ على مظهره الحضاري والمعماري والتماثيل والحديقة والأشجار والمطعم الذى يقدم وجبات شهية تحت إشراف صحي».


 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة