عمرو الديب
عمرو الديب


صدى الصوت

أقلام اللئام

عمرو الديب

الأربعاء، 18 سبتمبر 2019 - 06:15 م

 ما أقسى أن ينحدر أشرف الأشياء فى الوجود ليستقى مداده من الوحل، ويستعير مادته من الأكاذيب والافتراءات كى يجنى ربحا ما مهما كثر فهو قليل، وكم هو موجع أن ترى القلم الذى أقسم به رب الأكوان فى التنزيل الخاتم، وقد انحنى ليلتقط فتاتا من هنا، أو كسرة من هناك، وهكذا يفعل به دائما أهل السبوبة الذين حولوا الأقلام إلى «سنانير» لاصطياد المنافع والفوائد، و»مطاوى» لإرهاب أصحاب النفوذ كى يمنحوهم ما لا يستحقون، وبدلا من أن يكون صاحب القلم مصباحا فى الظلمة، يضئ لخطانا الطريق، ويلقى الأضواء على الحفر والمزالق، حتى لا يتعثر المسير، حول أهل السبوبة الأمر إلى حضيض التكسب الرخيص، من أجل مكافأة من هنا عن كتابة تافة، أو رشوة مقنعة فى صورة المشاركة فى ندوات صورية لا تثرى الواقع، ولا تضيف إلى المشهد أية قيمة، مما يسهل سقوط مؤساتنا الثقافية القومية فى براثن سد الخانات، والفعاليات الروتينية الجوفاء الخالية من الأثر والمعنى، وللأسف فإن جناية هؤلاء على شرف الكلمة تنعكس على سمعة المئات من أصحاب الأقلام المترفعة السوية التى تحترم رسالتها، وتعى دورها فى النقد البناء، والتنبيه إلى الأخطاء، وليس اصطناع الأزمات واختلاق المشكلات، وتزييف المثالب والسلبيات ترهيبا للمسئولين، كى يمنحوهم ما يطلبون دون إبطاء أو تأجيل، وفى ذلك أفضل السبل لصرفنا عن صناعة الوعى الحقيقى وتنبيه الأذهان للأخطار المحدقه بنا، وهؤلاء الصغار يغرقون الأفق فى قضاياهم التافهة وحساباتهم الضيقة، وللأسف ، بعض المسئولين المرتعشين يقعون فى فخ ابتزاز هؤلاء من أهل السبوبة فى عالم الأدب والكلمة، ويخضعون لمطالبهم الدنيئة فى الحصول على مكافآت نظير تأليف كتاب بارد غث، لا يضيف جديدا ولا يشفى غليلا، وهذا مثال على الرشاوى المقنعة التى دأب أهل السبوبة فى الصحافة والأدب على استحلاب مؤسساتنا الثقافية القومية من خلالها، على مدى عقود متراكمة، ولكنى أظن، ونحن نعيش فى عصر الشفافية «أن المهزلة» آن لها أن تتوقف، فما أحوجنا إلى كل مليم فى ميزانيات مؤسساتنا الثقافية القومية ليتوجه إلى تغطية خدمة يتعطش إليها الواقع، وينتظرها الأفق الذى يتهدده الظلام، وتتربص به العتمة.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة