علاء عبدالوهاب
علاء عبدالوهاب


انتباه

ما يشغل بال المسلم

علاء عبدالوهاب

الأربعاء، 18 سبتمبر 2019 - 06:36 م

 

فى حوار مع مدير مركز الأزهر العالمى للفتوى الإكترونية اضاءات حول ما يشغل بال المسلم من أمور، يلجأ بسببها لطلب الفتوى، ولا شك أن بعضها يدعو للتوقف أمامها للتأمل، وربما يدعو بعضها الآخر للدهشة أو الانزعاج، والأهم أن يدفع باتجاه إعادة النظر فى أدوار مؤسسات غاب تأثيرها، فكان ذلك من دواعى تفشى ظواهر غريبة عن مجتمعنا.
عدة أرقام استوقفتنى فى إجابات د. أسامة الحديدى، فالمركز يتلقى ٦ آلاف طلب فتوى أسبوعيا، وبحسبة بسيطة فالمطلوب سنويا نحو ثلث مليون فتوى، هل يقارن ذلك المعدل بما تشهده مجتمعات أخرى لها ظروف مشابهة؟ لا أملك إجابة قاطعة، لكنى أشك أن يتكرر الأمر ذاته بين غير المصريين!
اللافت أيضا أن اسئلة الطلاق تمثل حوالى ٦٠٪، وتعكس هذه النسبة مبلغ الخطر الذى يهدد سلامة الأسرة فى الصميم، وإذا كان ثمة مبادرة إيجابية من جانب المركز ردا على تفشى ظاهرة الطلاق، عبر إنشاء «وحدة لم الشمل»، فإن يدا واحدة لا تصفق، فأين دور الأسر (حكم من أهله وحكم من أهلها)؟ وأين دور المسجد؟ وأين دور الجمعيات الأهلية فى الأحياء والقرى المعنية بالأحوال الاجتماعية فى محيطها؟
استوقفنى بشدة ملاحظة بشأن المرحلة السنية المهمومة بقضية الإلحاد، فأعمار من يطرحونها تتراوح بين ١٥ و٣٥ سنة، وهذا يعنى أن ثمة انشغالا بها فى سنوات المراهقة والشباب، ولا شك أنه أمر يدعو الكثير من مؤسسات التنشئة والتوعية لتكثيف حركتها المحسوبة والمقصودة، لمواجهة نوبات الشك التى تجتاح أبناءنا خلال ٢٠ عاما حرجة من أعمارهم.
لاينفصل عن الملاحظة السابقة ما يتعلق بنوعية الدراسة، التى يتلقاها ضحايا الشك ويقودهم لهزة إيمانية، إذ أنهم من دارسى العلوم العملية، ولعل ذلك يدعو لإعادة النظر فى الفصل الحاد بين مناهج الدراسة فى تلك الكليات، وشقيقاتها التى تدرس العلوم الإنسانية، إذ أنه لا غنى للطالب الجامعى عموما عن المزج بين دراسته المتخصصة، وبعض العلوم التى تساهم فى تشكيل ثقافته ووعيه ووجدانه، بما يحدث التوازن المطلوب فى تكوين شخصيته.
يبقى ضرورة الإشارة إلى أهمية القراءة التحليلية للهموم والقضايا التى تشغل بال المسلم من زوايا تتجاوز البعد الدينى إلى الدوائر الحياتية الأوسع.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة