صورة تعبيرية
صورة تعبيرية


«استعار القتال» في أفغانستان قبل أيامٍ على الانتخابات الرئاسية

أحمد نزيه

الخميس، 19 سبتمبر 2019 - 03:24 م

تعيش أفغانستان اضطرابات شديدةً هذه الأيام جراء استعار القتال، الذي تشرف عليه في المقام الأول حركة طالبان، والتي لم تكف عن عملياتها العسكرية، التي بات ضحيتها الأولى المدنيون، الذين زُهق أرواح العشرات منهم في الأيام الأخيرة.

 

واليوم الخميس 19 سبتمبر، لقى ثلاثون مدنيًا على الأقل حتفهم في إقليم ننجرهار شرق البلاد، خلال عمليةٍ عسكريةٍ نفذتها قوات الأمن الأفغانية تحت غطاءٍ جويٍ أمريكيٍ. وقال مسؤولون حكوميون أن الضربات كانت تهدف لتدمير مخبأ يستخدمه مسلحو داعش، لكنها استهدفت بالخطأ مزارعين بالقرب من أحد الحقول.

 

وفي نفس المكان، وقع أمس الأربعاء تفجيرٌ انتحاريٌ بمدينة "جلال أباد" عاصمة إقليم "ننجرهار"، أدى إلى إصابة عشرة أشخاص، كما أقدم مسلحون على مركز الشرطة بالمدينة، وأردت القوات الأمنية اثنين من المسلحين قتيلين هناك.

 

ويأتي هذا قبل تسعة أيامٍ من إجراء الانتخابات الرئاسية في البلاد، التي ستُجرى في الثامن والعشرين من شهر سبتمبر الجاري، والتي سيسعى من خلالها الرئيس المنتهية ولايته أشرف غني لولايةٍ ثانيةٍ وأخيرةٍ في حكم البلاد.

وهذه رابع انتخابات رئاسية تشهدها أفغانستان منذ بداية الغزو الأمريكي للبلاد في أكتوبر عام 2001، في أعقاب هجمات الحادي عشر من سبتمبر المأساوية في ذاك العام.

 

قتلى عند تجمع انتخابي

وفي مسرح الأحداث، كانت الانتخابات الرئاسية موطنًا للاستهداف من قبل حركة طالبان، فجرى يوم الثلاثاء الماضي عملية تفجير في تجمعٍ انتخابيٍ للرئيس أشرف غني في إقليم باروان وسط البلاد، راح ضحيته 24 قتيلًا، إضافةً إلى أكثر من ثلاثين جريحًا.

 

ويوم أمس الأربعاء، خيرت حركة طالبان المعلمين والطلبة بالمدرسة بين العزوف عن المشاركة في الانتخابات الرئاسية أو الموت.

 

وقال بيانٌ لطالبان موجهًا لمعلمي المدارس وطلابها، "لا تسمحوا لمنظمي الانتخابات بتحويل مدارسكم ومؤسساتكم إلى مراكز انتخابية.. وعلى المعلمين والطلبة ألا يعملوا كموظفي انتخابات".

 

وتشكل المدارس والجامعات سبعة أو ثمانية من كل عشرة مراكز تصويت في أنحاء البلاد، بحسب مفوضية الانتخابات في أفغانستان.

 

انهيار محادثات السلام

وتوعدت الحركة المسلحة باستخدام العنف وعرقلة الانتخابات التي تأتي في أعقاب انهيار محادثات السلام بين طالبان والولايات المتحدة.

 

وقرر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم الثامن من شهر سبتمبر الجاري بصورةٍ فجائيةٍ إنهاء مباحثات السلام مع حركة طالبان، وإلغاء محادثاتٍ سريةٍ كانت مقررةً يوم الثالث والعشرين من شهر سبتمبر الجاري في منتجع كامب ديفيد.

 

وفي أعقاب فشل تلك المباحثات، أنذرت حركة طالبان الرئيس الأمريكي بأنها ستقوم باستهداف القوات الأمريكية، وهددته بإزهاق مزيدٍ من الأرواح في الجنود الأمريكيين.

 

بعدها مباشرةً، لقى جنديٌ أمريكيٌ من بعثة الدعم الحازم لحلف شمال الأطلسي "الناتو" بقيادة الولايات المتحدة، مصرعه خلال عمليةٍ عسكريةٍ في أفغانستان.

 

وتبقى الأحداث المسرودة في هذا التقرير هي بعضٌ من كلٍ تعيشه أفغانستان الآن على وقع أحداثٍ عنفٍ تجوس البلاد، لتبقى البلاد من دون سلامٍ منذ الحرب الأمريكية على أفغانستان قبل 18 عامًا.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة