المتهم
المتهم


مأساة أسرة| دفعوا حياتهم ثمنًا لإيصالات أمانة

د.محمد كمال

الخميس، 19 سبتمبر 2019 - 06:10 م

 

 

◄القصة الكاملة لقاتل زوجته وحماته وطفلتيه


◄المتهم: حماتي هددتني بإيصالات الأمانة فقررت قتلها


◄المجرم: أحرق المنزل وبداخله أسرته بالكامل


 
فشل في العثور على أي حلول منطقية للخروج من أزمته المالية الطاحنة، فقد صوابه تمامًا، ودفعت أسرته بالكامل ثمن تهوره، لم يحسب حساباته جيدًا، أهمل تجارته وعمله، بدأ نزيف الخسائر، لم يعد أمامه سوى الاستدانة من كل غريب وقريب، كتب على نفسه إيصالات أمانة، دفعته الضائقة المالية لارتكاب جريمة بشعة جدًا أشبه بأفلام الرعب المخصصة للكبار فقط، فاقت طريقة التنفيذ كبار المجرمين، قتل حماته وزوجته وطفلتيه حتى يتخلص من الديون المتراكمة عليه.


بدأت قصة الحب الكبيرة بين الزوجين منذ سنوات بعدما جمعتهما الجيرة وأحلام الطفولة، لم يتبقى سوى أن يأخذ العريس خطوة تجاه عروسه بشكل رسمي لكن عدم جاهزيته بالشكل الملائم كان يقف حائلًا دون تحقيق ذلك، إلى أن اقترح على أسرة حبيبته حل يبدو منطقيًا إلى حد بعيد وهو التوقيع على إيصالات أمانه لأسرة حبيبته بديلًا عن المهر والشبكة في مقابل الموافقة على إتمام إجراءات الزواج والفوز بمن اختارها قلبه، رغم أن هذا الحل لم يكن مرضيًا لأسرة العروس إلا أن تمسك الفتاة بمن اختاره قلبها كان له عنصر الحسم في الرضوخ والموافقة على هذا الاقتراح بعد فترة من الشد والجذب.


تم عقد القران والزفاف مرت السنوات الأولى للزواج على أفضل ما يكون، وأثمر الزواج عن ثلاث بنات في عمر الزهور، كانت الحياة تسير مع الأسرة بشكل طبيعي إلى أن تعرض الزوج لأزمة مالية طاحنه في عمله، كانت الخسارة كبيرة وغير متوقعة وأكبر من أن يتحملها بمفرده، ساءت حالته النفسية كثيرًا خصوصًا مع طلبات أسرته التي لا تنتهي، اضطر للاستدانة والاقتراض للوفاء ببعض التزاماته المالية بعد تعثره الحاد في تجارته، إلا أن أحوال السوق والعرض والطلب أثرت كثيرًا على حالته المادية وساهمت في تردي الأوضاع بشكل لافت للنظر لم يسبق له مثيل، أسودت الدنيا في عينيه وشعر وكأن الدنيا كلها تعانده، خاصمته راحة البال، الأيام الحلوة بدأت في وداعه، انتابه شعور باليأس وقلة الحيلة.


أزمة طاحنة

اقترحت عليه والدة زوجته إقراضه المبلغ اللازم للوفاء بالتزاماته المادية على أن يقوم بسداد المبلغ فيما بعد على أقساط متساوية، كان الحل مناسبًا جدًا من وجهة نظره تهللت أساريره وهو يسمع هذا الكلام، اعتبر هذا الحل بمثابة طوق النجاة لإنقاذ تجارته، قامت حماته على مضض باقراضه المبلغ المطلوب إنقاذًا لمنزل ابنتها من الانهيار، كانت تفعل الخير وهي لا تدري أن يد الغدر ستمتد إليها بعد ذلك بالخيانة والقتل كما سنوضح لاحقًا، لكنها اشترطت أن يقوم زوج ابنتها بتحرير إيصالات أمانه مستحقة الدفع في أوقات محددة، ووعدها أن يقوم بسداد المبلغ كاملًا على أقساط شهرية وبهذه الطريقة تنتهي المشكلة.


تهديد بالسجن

بمرور الوقت لاحظت والدة زوجته أن زوج ابنتها يضعها في أخر أولوياته فيما يخص التزامه بالاتفاق المالي بينهما، كان يقدم حجج مختلفة للتنصل من سداد المستحقات المتأخرة تجاهها، حتى جاءت لحظة المواجهة عندما طالبته بسرعة سداد الأموال التي اقترضها منها، لكن كلما حان وقت السداد ماطلها في رد الأموال، لذا لم يكن أمامها مفر من التلويح بالتهديد بإقامة دعوى قضائية بموجب إيصالات الأمانة، الأمر الذي أثار جنون زوج ابنتها، ظهر وجهه الحقيقي الذي امتلئ بالطمع والجشع، وبطبيعة الحال ساءت علاقته بزوجته بشدة، اتسعت هوة الخلافات الزوجية ووصلت الحياة بينهما إلى طريق مسدود، ما دفع زوجته إلى حزم حقائبها وترك منزل الزوجية، لم يكن هذا كل شيء وإنما طلبت الطلاق.


الطلاق مرفوض

رفض الزوج تطليق زوجته، عاند معها مؤكدًا إنه سيتركها هكذا كالمُعلقة لا هي زوجة ولا هي مُطلقة، ما دفعها لإقامة دعوى قضائية تطالب فيها بالطلاق للضرر وبعد فترة من المداولات والشد والجذب بين الطرفين، أصدرت محكمة الأسرة بالأقصر قرارها لصالح الزوجة كما ألزمت الزوج بدفع نفقة لها وأطفاله، ماطل الزوج في تنفيذ أحكام النفقة الصادرة ضده ونجحت زوجته في الحصول على حكم غيابي بحبسه لمدة شهرين، وفي نفس الوقت  هددته حماته بتقديم إيصالات الأمانة التي بحوزتها للمحكمة أيضًا وأمهلته فترة للسداد تنتهي في الأول من أكتوبر المقبل من العام الجاري، لكن على ما يبدو إنه بيت النية لعدم السداد لذا قرر قتل حماته وزوجته حتى يتخلص من التهديدات المختلفة ظنًا منه إنه بهذه الطريقة سينتهي من كابوس الديون. 


مأساة أسرة

تسلل الزوج ليلًا إلى منزل المجني عليهم، استغل استغراقهم في النوم بصالة المسكن وقام بالتعدي على حماته بعدة ضربات على رأسها ثم تعدى على زوجته، وقام بسرقة مصوغاتها وبحث عن إيصالات الأمانة لكن لم يجد لها أي أثر، لذا قام بإضرام النيران بالمسكن لإخفاء معالم جريمته وفر هاربًا، على الجانب الأخر تلقى اللواء أيمن راضي مساعد وزير الداخلية لأمن الأقصر، بلاغًا يفيد بالعثور على جثة زينب عبد الموجود النوبي عبد الرحيم، ووالدتها نجاح السعدي النوبي إبراهيم، ربة منزل وابنتها آية أحمد محمد النجار وإصابة توأمها إيمان وشقيقتهما داخل منزلهم بقرية الرياينة التابعة لمركز أرمنت.


القتل هو الحل

تم تشكيل فريق بحث برئاسة اللواء وائل نصار رئيس الإدارة العامة لمباحث الأقصر، وتوصلت التحريات إلى أن مرتكب الحادث زوج المجني عليها ويعمل سباك والصادر ضده حكم غيابي بالحبس لمدة شهرين، وتبين أن خلافات عائلية شديدة بينهما ترك على إثرها الزوج المنزل منذ 6 أشهر، ما دفع زوجته لإقامة دعوى نفقة، وقضت المحكمة بتغريمه 8 آلاف جنيه وحددت له موعد تسليمها في أول أكتوبر القادم.

كشفت التحريات أن حماة المجني عليها حصلت منه على 3 إيصالات أمانة على بياض لعدم تقديمه مهر أو شبكة عند الزواج، بالإضافة إلى اقتراضه منها بعض النقود لمروره بضائقة مالية وبعد الطلاق طالبته بالسداد وهددته بتقديم إيصالات أمانه بقيمة 150 ألف جنيه إلى المحكمة ومنحته مهلة للسداد، وعندما عجز عن السداد اختمرت لديه فكرة الانتقام وبالفعل تسلل إلى مسرح الجريمة من خلال منزل ملاصق لمنزل المجني عليهما، واستغل استغراقهم في النوم فقام بضرب حماته بـ3 ضربات على رأسها توفيت على الفور ثم قتل زوجته بعدة ضربات على الرأس ثم أشعل النار في الجثتين فامتدت النار إلى ابنتيه التوأم إيمان وأية 8 أشهر، ما أدى إلى مصرعهما حرقا بعد أن تفحمت جثتهما وأصيبت شقيقتهما الكبرى ريتاج 8 سنوات بحروق في اليدين والذراعين والوجه.


تم القبض على الزوج المتهم وإحالته للنيابة العامة التي أمرت بحبسه 15 يومًا على ذمة التحقيقات الجارية معه.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة