عمر الديب
عمر الديب


حكايات| عمر الديب حارب العالم بـ«الفاس».. فكرة يتنفس منها كوكب الأرض

منى صالح

الخميس، 19 سبتمبر 2019 - 10:11 م

 

كأنه سمع حديث النبي محمد (ص) «إذا قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة فليغرسها»، لكنه لم يكتف بفسيلة واحدة، إنما عشرات الآلاف، لم ييئس من عالم أصبح يحارب الحياة، احتباس حراري وتغير مناخ حرائق غابات ملوثات الصناعة، دول بأكلمها راحت تناجي العالم أوقفوا خراب الكوكب.. لم يكترث عمر الديب بذلك كله وبدأ من حيث وجهه عقله ورضا به قلبه واستراحت له نفسه.

منذ نحو ثلاث أعوام، نظر عمر الديب صاحب الـ ٣٣ عامًا إلى البيئة من حوله، قرر أن يواجه خرابا لم تقدر على إيقافه أنظمة ودول ومؤتمرات دولية، التلوث يصيب الهواء من كل مكان، أرهق صحة الإنسان والكائنات الحية على كوكب الأرض.

 

عمر الذي يعمل مهندس بترول في إحدى الشركات في منطقة الزعفرانة في البحر الأحمر، هداه عقله وفكره إلى فكرة تحولت لمبادرة أطلق عليها «شجرها»، استهدف منها نشر ثقافة زراعة الشجر المثمر في كل مكان، فنجح في زراعة أكثر من ٤٥ ألف شجرة في ١٠ محافظات على مستوى الجمهورية.

 

بدأ من حيث يقيم ويعمل، فجعل الشركة التي يعمل بها أول ناقلة بترول يكون سطحها مزروعا على مستوى العالم، يعتمد  على أدوات بسيطة يستخدمها الفلاح كالفأس والشجر الشتلات وسماد طبيعي.

 

لم يكتف بنجاح تجربته في حيزه الضيق، بل استطاع أن ينشر فكرته من خلال ندوات تثقيفية يعلم فيها الناس أساليب الزراعة، في المدارس وطلبة الجامعات، فشاركه الأطفال والشباب والسيدات وذوي الاحتياجات الخاصة.

 

«ليمون، برتقال، يوسفي، رمان، زيتون، تين، مورينجا».. هي أنواع من الشجر المثمر والموالح اختارها "عمر" لأنها تستهلك مياها كثيرة، ورعايتها ليست صعبة، فراح يزرعها في المدن الجديدة والمناطق الصحراوية، بالإضافة إلى الشجر المنتج للخشب الذي يمكن زراعته في الأماكن المزدحمة.

 

هنا «عمر» يقول: «إن الفرد الواحد يحتاج إلى شجرتين يستمد منهما الأكسجين طوال السنة»، فدعا سكان كوكب الأرض إلى زراعة الشجر أمام المنازل وفي البلكونات وعلى الأسطح التي يناسبها النباتات الطبية والعطرية مثل «النعناع، الريحان، الزعتر والروزماري وغيرهما».

 

هل نجحت التجرية أم فشلت؟ فيجيب: «أن ٩٠٪؜ من الشجر الذي تم زراعته ناجح ومثمر بسبب وجود مصدر مياه ثابت و رعاية الناس له الذين ساعدوا في نجاح المبادرة من خلال حماسهم ومشاركتهم الزراعة بأنفسهم».

 

لم يصل عمر الديب إلى هدفه بعد، فقال: «هدفي الوصول إلى ١٠٠ ألف شجرة بحلول عام ٢٠٢٠، والانتهاء من زراعة مليون شجرة مثمرة بحلول عام ٢٠٣٠، بالإضافة إلي تأسيس مجمع بيئي لورش العمل والتوعية بالمبادرة وتعليم الشباب والأسر».

 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة