حمدى الكنيسى
حمدى الكنيسى


يوميات الأخبار

مخطط التمزيق والتفتيت

بوابة أخبار اليوم

السبت، 21 سبتمبر 2019 - 07:41 م

حمدى الكنيسى

تلك بعض ملامح مخطط التمزيق والتفتيت الذى يرتبط بشكل أو بآخر بالفكر الإسرائيلى.

بدأ مخطط الشرق الأوسط الجديد - مخطط التمزيق والتفتيت - بدراسة وضعها المفكر بريجنسكى وقدمها للكونجرس الذى اعتمدها فى عام ١٩٨٣ واعتبرها خطة مستقبلية استراتيجية يتعين على الحكومات المتعاقبة تنفيذها فى ظل أى رئيس بالبيت الأبيض، وقد انطلق التنفيذ فعلا فى السودان بانفصال الجنوب كدولة مستقلة، وما كان يجرى إعداده فى ولايات سودانية اخرى، وما تم التمهيد العملى له فى العراق لتصير ثلاث دويلات «دولة شيعية، ودولة سنية، ودولة كردية» وما كان - وما زال- مخططا لمصر بحيث تنشأ دولة إسلامية فى سيناء تشغلها غزة باشراف إسرائيل ودولة مسيحية فى شمال الدلتا، ودولة نوبية فى الجنوب وعاصمتها اسوان.
تلك بعض ملامح مخطط التمزيق والتفتيت الذى يرتبط بشكل أو بآخر بالفكر الإسرائيلى الذى يوضحه ويكشفه ذلك الحوار بين «موسى شاريت» و «بن جوريون» حيث قال الأول: إننا مجرد قطرة فى محيط من الكراهية، ولا جدوى لقنابلنا النووية لأن الغبار الذرى سوف يصل إلينا، وبالتالى لا بديل عن تمزيق دول معينة وهى مصر والعراق وسوريا وذلك بإشعال النزاعات الطائفية والدينية والفئوية داخلها.
«حقا.. إنها ومضات على الطريق»
الشاعر والكاتب والمفكر والسفير الإماراتى القدير «على محمد الشرفاء الحمادي» أثرى مكتبتنا العربية بمؤلفات تمثل إضافة حقيقية بالغة الأهمية للفكر والاستراتيجية العربية والاسلامية.
ويكفى ان يكون من بين هذه المؤلفات كتابه «ومضات على الطريق» بجزءيه اللذين يغريان القارئ بأن ينتظر أجزاء اخرى تكشف المزيد من جوانب وأبعاد صورة امتنا العربية والاسلامية وما نحتاجه لنرتفع بها الى المستوى اللائق بتاريخها وامكانياتها.
وبرؤيته العميقة التى تتسم بقدرات خاصة فى التحليل والغوص فى أعماق ما يحمله الواقع قدم لنا دراسات ومشاريع حلول لمواجهة المستقبل العربي، وعندما يتحدث كاتب ومفكر بحجم «على محمد الشرفاء الحمادي» عن مواجهة المستقبل العربى فإنه يلفت الانظار الى أن «الواقع العربى الحالي» لا يقود الى مستقبل يليق بأمتنا التى انتقلت من القرن العشرين دون استثمار طاقاتنا وإمكانياتنا الكبيرة، ليستقبلنا القرن الحادى والعشرون متسائلاً عما أعددنا نحن لنعوض ما فات وننقذ ما تبقى من حاضره وما نتطلع إليه فى مستقبلنا.
ولعل الرؤية الصائبة لكاتبنا ومفكرنا الكبير لما أضعناه بسبب المعارك الكلامية الجوفاء والشعارات الإنشائية دون مضمون جعلته يبعث من جديد فكرة «القومية العربية» التى تبنتها مصر فى عهد الزعيم جمال عبدالناصر ونجحت بجدارة على المستوى الشعبى وترنحت للأسف على المستوى الرسمى بسبب المخططات والمؤامرات والإملاءات الاجنبية التى تنطلق من موقف محدد وهو رفض أية نهضة عربية فى ظل وحدة الصف والموقف وهذا ما ذكره تقريباً المؤلف بطريقته فى مقال تضمنه الجزء الأول من الكتاب قائلا: أما آن الأوان للقيادات أن ترتفع لمستوى شعوبها إيماناً ووعياً وإدراكاً لمجريات الأمور وتداعياتها وتسخيراً لامكانيات الأمة فى عمل مشترك يوظف القدرات الاقتصادية والعسكرية والبشرية؟
وبهذا الفكر الذى يجسد هموم الرجل بأحوال الأمة نراه متابعاً ومحللاً فى الجزء الأول من الكتاب لما يدور فى عدة دول عربية بشكل تفصيلى بالغ الدقة والعمق، بينما يخصص الجزء الثانى لتقديم مقترحاته لتصويب الخطاب الإسلامى وهى القضية التى تشغل الآن الأمة العربية وتمثل أحد أسباب تعثرها وارتباكها خاصة بعد الجرائم الشنعاء التى ارتكبها ويرتكبها من يحملون- زيفاً- راية الإسلام وهو منهم براء، وكانوا سبباً مباشراً فى اندلاع ظاهرة «الإسلاموفوبيا» التى تدفع الأمة العربية والاسلامية ثمنها الباهظ والخطير بل يمتد لهيبها الى الدين الحنيف.
وقد تأكدت حتمية تصحيح الخطاب الديني.. كشعار ومبدأ رفعه الرئيس عبدالفتاح السيسى واهتم به العالم أجمع، وصار محور تفكير عدد من الكتاب والمفكرين فى مقدمتهم الآن الكاتب الكبير على محمد الشرفاء الحمادى الذى آثر ان يستهل مؤلفه الثانى برسائل مفتوحة الى فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر وفضيلة الدكتور شوقى علام مفتى جمهورية مصر العربية، ومعالى الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف المصرى.
وكان من الطبيعى والمتوقع من كاتب ومفكر بقيمته وقامته ان يكشف المفسدين فى الأرض من المتاجرين - زيفاً- بالدين «داعش وأخواتها» موضحا ما تنطوى عليه عقيدة الاخوان من تكفير وتدمير.
ومثلما يتحدث عن كيفية تصحيح المعتقدات المخطئة عند بعض المسلمين فإنه يتحدث بعمق فى قضية خلقتها للأسف سياسة النظام الإيرانى والتقطتها الاصابع والمخططات الاجنبية بهدف إشعال الصراع الطائفى الدينى فى أمتنا العربية والاسلامية ولعل عنوان الفصل الذى تناول فيه الكاتب هذه القضية يلخص الخروج من منزلقها بشعار ومبدأ «لا سنة ولا شيعة بل إسلام وشريعة».
«أخيراً.. الكابتن حسام يحمل المسئولية التاريخية»
عندما تقرر أن يتولى مدير فنى مسئولية منتخب كرة القدم بعد الفشل الذريع للمدرب الاجنبي، طرحت بقوة أسماء حسن شحاتة وحسام البدرى وحسام حسن وإيهاب جلال وكنت قد ذكرت فى يوميات سابقة ان حسام حسن الأقرب إلى تولى هذه المسئولية وذلك لنجاحه المتواصل الذى لم ينقطع كمدير فنى للمصرى وللزمالك ولسموحة ولمنتخب الأردن مع ما يتمتع به اسمه من مكانة كبيرة لاعباً ومدرباً، بينما ابتعدت المهمة عن حسن شحاتة لابتعاده عن مجال التدريب منذ سنوات- وليس بمنطق السن- كما قال البعض كذلك ابتعدت المسئولية عن حسام البدرى لاتجاهه للعمل الإدارى كرئيس لنادى «بيراميدز» وما قد ينتقص من فرصة إيهاب جلال لقصر مدة ظهوره كمدير فنى واخيراً وبعد تردد طويل وأخبار متناثرة ومتناقضة قررت اللجنة الخماسية لادارة اتحاد الكرة اختيار الكابتن حسام البدرى مديراً فنيا للمنتخب والمؤكد انه بأدائه المتميز مع فريق الأهلى وبشخصيته الواضحة والحاسمة جدير بأن يثبت إن شاء الله ان المدرب الوطنى هو الاصلح فعلا لقيادة المنتخب كما كان الجوهرى العظيم وحسن شحاته الرائع.
«قالها الإمام الشافعى»
أبيات بليغة تمثل حكمة عميقة.. تبدو كما ولو كانت تعبر عن أحوالنا الآن:
قال الشافعى:
لما أتيت الناس أطلب عندهم
أخا ثقة عند ابتلاء الشدائد
تطلعت فى دهرى رخاء وشدة
وناديت فى الأحياء هل من مساعد
فلم أر فيما ساءنى غير شامت
ولم أر فيما سرنى غير حاسد

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة