كرم جبر
كرم جبر


إنها مصر

وأين كل هؤلاء؟

كرم جبر

الأحد، 22 سبتمبر 2019 - 07:55 م

 

أين أعضاء البرلمان المنتشرون فى كل القرى والمدن؟.. كنا نتصور ظهوراً مؤثراً للتصدى للهجمة الحيوانية التى تتعرض لها البلاد.. أين الأحزاب السياسية وعددها 105 أحزاب؟.. لم يصدر عن أى حزب بيان، ولم يعقد اجتماع عاجل ولم ينتشروا فى الفضائيات.
أين المؤسسة الدينية، الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف وفضيلة المفتى؟، لم نسمع صوتاً يدين الفتنة ولا من يوقظها، ولا من يجرم الجماعة الإرهابية، التى تمتطى الدين سعياً للسلطة والنفوذ.
أين المجتمع المدنى وجمعياته التى تبادر فقط بالبحث عن السلبيات والثغرات؟، لم يصدر تقرير واحد عن صناعة الأكاذيب فى قناة الشيطان والجماعة الإرهابية، فى أسوأ صور الكذب والغش والخداع.
أين كبار السياسيين والمعلقين والخبراء وأهل الفكر والنصح والإرشاد، هل صرحوا وامتنع الإعلام عن نشر تصريحاتهم؟.. الكل فى حالة «بيات شتوى» مبكر، وبحثوا عن متهم واحد يعلقون فى رقبته كل الأخطاء، اسمه «الإعلام».
حرب الأكاذيب لم يصنعها الإعلام التقليدى، من فضائيات وصحف ومواقع إلكترونية وخلافه، وإنما سوشيال ميديا وقنوات الإخوان، وهذا ليس جديداً ولا غريباً، لأن الكذب جزء من مكونات الجماعة منذ نشأتها.
وفى مواجهة «إعلام الإخوان» ظهر «الإعلام الشعبى»، الذى تصدى للهجمة الحيوانية، وبادر الناس بأنفسهم بكشف الأكاذيب، بالفيديوهات والآراء والتدقيق، وهذا أكبر مكسب، أن الناس كما اكتشفوا «إرهاب» الإخوان بعد 25 يناير، تأكدوا من أنه «مفيش فايدة» فيهم مساء الجمعة الماضية.
هل تنساق البلد كلها وراء حربهم الكاذبة، وتعلن هجوماً كاسحاً عليهم وعلى إعلامهم الفاشل، أم لا تعطيهم أكثر من حجمهم، ولا تضخم فقاعات الهواء؟
رأيى هو سرعة المواجهة، ولا نترك ثغرة للخداع والمباغتة، حماية لجموع المصريين من التأثر بالدعاية الكاذبة، والمسئولية مشتركة بين كل الأطراف وفى صدارتها الإعلام، ولكن ليس وحده فهو جزء من منظومة مجتمعية، يجب أن تتحرك كلها، وأن يترجم الإعلام تحركها، ويطرحه على الرأى العام، بصورة عاقلة ومقنعة ورشيدة.
الإعلام ليس خطاباً حنجورياً، ولكن «فكر» و»معلومات» و«سرعة»، فكر يحدد إطار المواجهة، ومعلومات تؤدى إلى الهدف، وسرعة تقطع طرق الأكاذيب، اعتماداً على الإقناع، ومخاطبة الناس بلغة بسيطة وسهلة مثلما يفكرون ويتحدثون.
ما يدعو للرثاء أن جماعة الشيطان آلت على نفسها، أن تظل شوكة فى ظهر الوطن، وعندما احترقت كل أوراقها، لجأت إلى مقاول نصاب يتباهى بكأس خمر وناشط مهتز يرفع سيجارة بانجو، ليكون قائدا ثورتها الكاذبة «الخمورجى» و«الحشاش».
وما يدعو للأمل أن مصر حققت فى السنوات الأخيرة إنجازات ومشروعات لم تتحقق فى عشرات السنوات، يعنى أن الصعب لم يعد مستحيلاً، ولن يطول الانتظار لتصحيح أخطاء الماضى.
سقطت الجزيرة وإعلام الإخوان فى مستنقع الأكاذيب، ولن يصدقهم أحد، مهما اصطنعوا فيديوهات مزورة، ورب ضارة نافعة.

 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة