أحمد منتصر
أحمد منتصر


عن الإنسان

إلى النجوم

بوابة أخبار اليوم

الأحد، 22 سبتمبر 2019 - 08:44 م

أحمد منتصر

كنت صغيراً عندما نشبت لدى رغبة ملحة وشديدة، تعترينى من وقت إلى آخر بالصعود إلى الفضاء، لا أدرى.. من أين هذه الرغبة؟.. كانت ولاتزال تأتينى من كل أركانى تجتزئنى وكأنى أنتمى إلى هناك، ربما هذا موطنى؛ تلك المساحات اللانهائية من الظلام الدامس المرصع بالنجوم، هذا المشهد يخطف روحى يجتذبها إلى حيث يجب أن تكون.
راودتنى أحلام كثيرة عن نظرة من الأعلى وأنا أنظر إلى تلك الكرة الزرقاء، لطالما أحببت ما تبدو عليه من أعلى.. عالمنا.. الوطن، كل ما نعرفه عن الحياة وعن سبب الوجود يبدو صغيراً وجميلاً جداً من هنا.
لم تغرب هذه الرغبة أبداً عن خاطرى، بل لو وهبت حياتى كلها من أجل تلك النظرة فقط لكانت لهذه الحياة معنى حقيقى، إلى أن شاهدت فيلما يحمل اسم "إلى النجوم" تدور أحداثه فى المستقبل القريب عن بطل ذهب فى مهمة ناجحة إلى حافة المجموعة الشمسية لإنقاذ عالمنا من خطر سيدمر كل مظاهر الحياة، رحلة تبعد عن الوطن ٤٠٠٠ مليار كم، رأى ما لم تبصره عين، قضى هذه المسافة وحيدا، أدركت وقتها المعنى الحقيقى للبعد والوحدة حيث "‏لا بيتٌ.. لا حظٌ.. لا صحبٌ.. لا لحظة ناعسة"، لا شيء سوى الحنين وبعض الذكريات التى تتسرب واحدة تلو الأخرى، عذاب وجلد للذات هذا ما تفعله الوحدة بنا تطهرنا تنقينا تداوينا تشفينا لتنجح الرواية فى رسالتها وهى أن إنقاذ العالم من أى خطر لن يأتى إلا بإصلاح النفس البشرية وتذليلها من خطاياها، وأن ثمة سببا للاستمرار والمحاولة مهما سلبنا الصمود طاقتنا.
ربما أحدث ذلك مهداً جديداً لرغبتى، فلماذا أكتفى بتلك النظرة فقط؟ لماذا لا أبتعد أكثر؛ أعدو على القمر، أقفز من كوكب إلى آخر، وربما أستريح قليلاً على أحد النجوم وأغفو على حلقات زحل، أخطو خطوات لم يخطُها أحد من قبل.
يا الله أريد أن أبتعد كثيراً حتى أقترب منك وأشعر بك داخلى.

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة