من «ناصر» إلى «السيسي».. هموم فلسطين وإفريقيا في خطابات 5 رؤساء بالأمم المتحدة
من «ناصر» إلى «السيسي».. هموم فلسطين وإفريقيا في خطابات 5 رؤساء بالأمم المتحدة


فيديو| من «ناصر» إلى «السيسي».. هموم فلسطين وإفريقيا في خطابات 5 رؤساء بالأمم المتحدة

أسامة حمدي

الإثنين، 23 سبتمبر 2019 - 04:09 ص

يلقي الرئيس عبدالفتاح السيسي، كلمة مصر أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، في الدورة الـ74، الثلاثاء المقبل، وتعتبر الأمم المتحدة أرفع محفل سياسي عالمي، حيث يتناول البيان رؤية مصر ومواقفها تجاه مجمل تطورات الأوضاع الإقليمية والدولية المطروحة على الساحة السياسية العالمية خاصة في مجالات صون السلم والأمن العالميين، ومكافحة الإرهاب الدولي والفكر المتطرف، وفي المجالات الاقتصادية والاجتماعية والتنموية، بالإضافة إلى قضايا القارة الإفريقية في ضوء قيادة الرئيس السيسي للعمل الإفريقي المشترك من خلال رئاسة مصر الحالية للاتحاد الإفريقي، وكذلك من منطلق التجربة المصرية في تلك المجالات خلال الأعوام الأخيرة وما تحقق من إنجازات على المستوى الوطني اقتصادياً وتنموياً وأمنياً.


وشهد منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة؛ خطابات رؤساء مصر السابقين؛ كان أولهم الزعيم الخالد جمال عبدالناصر في 1960، وأعقبه الرئيس السادات في 1975، ثم مبارك في 1982، ومرسي في 2013، والرئيس السيسي الذي بدأت مشاركته في 2014 ويشارك هذا العام للمرة السادسة.


وتستعرض «بوابة أخبار اليوم»، أهم خطابات رؤساء مصر على منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة، في سياق السطور التالية.


جمال عبد الناصر


وقف الرئيس جمال عبدالناصر أمام الجمعية العامة يوم 25 سبتمبر 1960، ملقيًا خطابًا تاريخيًا، صمم أن يكون باللغة العربية، ليحمل المجتمع الدولي مسؤولية ما يحدث في المنطقة من محاولة عودة الاستعمار لقارة إفريقيا، وتجمد الوضع في فلسطين، ودافع فيه عن الحرية وحق تقرير المصير، مطالبًا بحقوق شعب فلسطين، مذكرًا الأمم المتحدة بميثاقها للتصدي للاستعمار الفرنسى فى الجزائر، مطالبا الدول بالوقوف صفًا واحدًا للدفاع عن الكونغو، وفتح باب الأمم المتحدة أمام الصين الشعبية.


وفى هذا الخطاب أيضاً، طالب رئيس وزراء الاتحاد السوفيتى ورئيس الولايات المتحدة الأمريكية آنذاك ببدء مفاوضات نزع السلاح.


فى كلمته، قال: «فى منطقتنا من العالم فى الشرق العربى نسيت الأمم المتحدة ميثاقها ونسيت مسؤولياتها المتعلقة بحقوق شعب فلسطين. فهل أدى مرور الأيام والسنين إلى حل للمشكلة.. هل نسى شعب فلسطين وطنه وأرضه ودياره.. هل نسيت شعوب الأمة العربية مأساة شعب منها تآمر الاستعمار الذى كان قائما بالانتداب عليه بتكليف من عصبة الأمم فإذا بهذا الاستعمار يقطع الوعد لآخرين بوطن يملكه غيرهم؟».


وأضاف: «ومنذ متى كانت أوطان الشعوب ملكا للمستعمر ينتزعها بكلمة منه من أصحابها ويعطيها لغيرهم وفقا لمشيئته.. ولكن للاستعمار منطقه.. وكان منطق الاستعمار فى جريمته من شعب فلسطين أن يمزق الوحدة الجغرافية للعالم العربى من ناحية وأن يقيم لنفسه وسط العالم العربى من ناحية أخرى قاعدة يهدد منها الشعوب العربية.. والحل الوحيد فى فلسطين كما هو الحل الوحيد فى الكونجو أن تعود الأمور لسيرتها الأولى وأن ترجع إلى النقطة التى بدأ الخطأ عندها».


وقال: «حينما وقفت الأمة العربية ترد العدوان المسلح على مصر فى شهرى أكتوبر ونوفمبر عام 1956، ولقد كان مما شرف كفاحنا ورفع من قدره أن المجتمع الدولى المتحضر ممثلا فى هذه الجمعية العامة للأمم المتحدة قد انتصر لدفاعنا عن مبادئنا ووقف ضد محاولة العدوان عليها، ذلك هو إيماننا بعدم الانحياز طريقا إلى السلام».


وأضاف: «إن الدول الكبرى لا تملك وحدها كلمة السلام أو الحرب، وإنما الجنس البشرى كله؛ مستمداً الحق من تضحيات شعوبه على اختلافها؛ من أجل صنع الحضارة ودفع التطور، ومن تطلع شعوبه كلها إلى الأمن، هو الذى يملك الكلمة العليا. هكذا فإننا فيما يتعلق بالسلام ننحاز ولا نحايد، إننا ننحاز إلى جانب السلام وضد الحرب، وإذا كان لنا من تحفظ واحد على هذا الموقف القاطع الذى لا حياد فيه؛ فهو أن السلام الذى نريده هو السلام القائم على العدل، دون تفرقة ودون تمييز. بهذا الإيمان فى أعماق ضمائرنا، وبهذا الهدف أمام عيوننا جئنا إلى هذه الدورة مؤمنين أنه فى مجالها.. فى مجال الأمم المتحدة يكون العمل الفعال من أجل السلام، ومع أننا نؤمن بكل جهد يبذل من أجل السلام مهما كان مجاله؛ فإننا نؤمن فى نفس الوقت أن احتمالات النجاح أقوى فى نطاق الأمم المتحدة منها فى أى مجال آخر خارجها». 


اللغة العربية


لم تعترف منظمة الأمم المتحدة باللغة العربية رسميًا إلا في 18 ديسمبر عام 1973، بعد محاولات مضنية من قادة الدول العربية للاعتراف باللغة العربية داخل المنظمة الأممية الكبيرة منذ تأسيسها عام 1945 وحتى تاريخ الاعتراف.


وطيلة السنوات التي لم تكن الأمم المتحدة اعترفت باللغة العربية رسميًا، كان رؤساء الدول العربية يتحدثون اللغة العربية مع حضور مترجم، وكان أول رئيس يقوم بإلقاء خطاب سياسي قبل قرار الاعتراف هو رئيس جمهورية مصر العربية جمال عبد الناصر. 


الرئيس السادات


وألقي الرئيس الراحل محمد أنور السادات خطاب أمام الأمم المتحدة عام 1975 بعد عامين من نصر أكتوبر حيث ركز في خلال كلمته علي القضية الفلسطينية و الشعب الفلسطيني وحقه في الحرية والاستقلال.


ودعا السادات إلى عقد مؤتمر جنيف فورًا بحضور منظمة التحرير الفلسطينية، بهدف التوصل إلى تسوية عادلة وشاملة للقضية الفلسطينية قائلا: ثم إن هدفنا الأول الذي يحكم كل تصرفاتنا العربية والدولية هو تحرير كل الأراضى العربية المحتلة، واسترداد حقوق شعب فلسطين، وتمكينه من الإمساك بزمام أمره وحرية تقرير مصيره، وفى هذا المجال ليست لدينا أرض عربية أقل إعزازًا من أرضنا فى القدس ونابلس والخليل وجبل الشيخ وغزة. ليست أقل إعزازًا من القنطرة والعريش.

كما تحدث عن علاقة مصر بالدول العربية وقوتهم ووحدتهم التي ظهرت جليا يوم ٦ أكتوبر المجيد والتضامن العربي التلقائي الذي ظهر خلاله، والذي أكد أنه سوف يستمر ويتطور.


وتحدث السادات عن العلاقات مع إسرائيل، فقال: "تذكرون أننا تجاوبنا مع جمهور الولايات المتحدة للتوصل إلى ارتباط يعزز وقف إطلاق النار، ويقلل من احتمالات تفجير الوضع في المنطقة، غير أن هذه الجهود قد أُحبطت بسبب تعنت إسرائيل، وعدم قدرتها على قبول تحدي السلام". 


الرئيس مبارك


فيما القى الرئيس السابق محمد حسني مبارك كلمته أمام الجمعية العمومية للأمم المتحدة عام 1982 قائلا: "الجمعية العامة منبر الأمم المتحدة لصوت الحق والسلام والعدل ورمز تراضي المجتمع الدولي علي أهداف سامية ومبادئ رفيعة تحكم العلاقات بين الدول والشعوب".


ودعا الدول المشاركة في الجمعية العامة للأمم المتحدة بالحد من انتشار الأسلحة النووية لأن مستقبل جميع الدول في ميزان واحد، لافتا إلي أن مصر كانت سباقة في أهمية نزع السلاح النووي.


وأكد مبارك أنه من حق الدول أن تستخدم الطاقة النووية بصورة سلمية، مشددا علي ضرورة تفعيل مبادرة نزع السلاح النووي من الشرق الأوسط لأنه يشكل تهديدا خطيرا علي أمن شعوب الدول المتوسطة والصغيرة وعلي اقتصادها.


وتطرق مبارك للقضية الفلسطينية قائلا: "إننا نرى أن مفتاح السلام في الشرق الأوسط التوصل إلى حل عادل للقضية الفلسطينية يقوم على الاعتراف بحق للشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وتمكينه من إنشاء كيانه الوطني على أرضه في مقابل اعتراف هذا الشعب بحق إسرائيل في البقاء والاتفاق على ضمن امن لمصلحة الطرفين ليزول شبح الحرب".


وطالب إسرائيل بقبول تحدي السلام ورفض مفاهيم الوسع وضم الأراضي بالقوة كما طالب من إسرائيل بالانسحاب من الأراضي اللبنانية.


محمد مرسي


بينما بدأ الرئيس السابق محمد مرسي كلمته أمام الدورة 67 للجمعية العامة للأمم المتحدة نيويورك 2013 عن ثورة يناير قائلا: "إن الثورة المصرية التى أسست الشرعية التى أمثلها أمامكم اليوم لم تكن نتاج لحظة أو انتفاضة عابرة.. كما أنها لم تكن أبدا رياحا هبت في ربيع أو خريف.. وأن هذه الثورة وما سبقها ولحقها من ثورات في المنطقة جاءت نتيجة لكفاح طويل لحركات وطنية حقيقية.. ولارادة الحياة مع أبناء الوطن جميعا بعزة وكرامة.. وهي تعبر عن حكمة التاريخ وتدق ناقوس إنذار لكل من يحاول أن يقدم مصالحه على مصالح الشعوب".


وقال مرسي، إن أولى القضايا التى ينبغى أن يشترك العالم في بذل كل جهد ممكن لتسويتها على أسس العدالة والكرامة هى القضية الفلسطينية.. وإن عقودا طويلة مضت منذ أن عبر الشعب الفلسطيني عن عزمه استعادة كل حقوقه، وبناء دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف".


وأضاف: " لابد ونحن نتكلم في هذا المحفل الدولي أن نتناول القضية التى باتت تؤرق العالم كله، ألا وهى نزيف الدم والمأساة الانسانية في سوريا".


وقال: "إن نزيف الدم الذي ينبغي أن يتوقف فورا هو شاغلنا الأول.. إن الدماء التى تسيل على أرض سوريا الحبيبة أثمن من أن تهدر هكذا ليل نهار".


وقال مرسي في كلمته: "يحتاج أشقاؤنا فى السودان إلى الدعم اليوم أكثر من أي وقت مضى..هذا البلد الذى يسعى لتحقيق الاستقرار والتنمية، ويعمل على بناء علاقات صحية نموذجية مع جنوب السودان..هذه الدولة الوليدة التى أقدر أنها مؤهلة إلى جانب السودان الشقيق لأن تكون مركزا للتعاون بين العالم العربي وامتداده الإفريقي".


ودعا الأمم المتحدة إلى مواصلة دعم جهود الحكومة الصومالية، فى مواجهة من يعمل لإفشال الجهود المبذولة لتحقيق الاستقرار، وإعادة بناء مؤسسات الدولة وتحقيق تطلعات الشعب الصومالى لغد أفضل.


وأضاف: "أقولها بوضوح: لا بديل عن التخلص الكامل من الأسلحة النووية، وكافة أسلحة الدمار الشامل. لكننا نؤكد فى نفس الوقت حق جميع دول المنطقة فى الاستخدام السلمى للطاقة النووية.


الرئيس السيسي


للعام السادس على التوالي يشارك الرئيس عبد الفتاح السيسي في فعاليات الجمعية العامة للأمم المتحدة، والتي بدأت منذ العام الأول لتوليه مقاليد الحكم في 2014، في الوقت الذي بدأت فيه مصر مرحلة جديدة من تاريخها هي مرحلة بناء مصر الحديثة واستعادة دورها الريادي في المنطقة.


وهناك قضايا كثيرة سلط الضوء عليها الرئيس السيسي خلال كلمته بالأمم المتحدة، أبرزها الوضع الداخلي المصري وخارطة المستقبل التي بدأت بعد ثورة 30 يونيو حيث بناء مصر الجديدة بالاستفتاء على الدستور وانتخاب الرئيس والاستعداد حينها لانتخاب البرلمان.


وتطرق إلى إرادة الشعب المصري وثورته مرتين في 2011 و 2013، الأولى على الفساد وسلطة الفرد والثانية للتمسك بالهوية المصرية ورفض طغيان فئة باسم الدين، مع تقديم خريطة واضحة لموقف مصر من الأزمات العربية، منها ليبيا وسوريا وفلسطين والعراق، والقارة الأفريقية.

كما ركز الرئيس السيسي على الشباب وكيفية التعامل مع قضاياهم والاستفادة من طاقتهم في دفع عملية التنمية، ومخاطر الإرهاب تحت عنوان على الشعوب والسعي إلى تحقيق السلام والحياة الكريمة للجميع، وأكد على الحاجة إلى تعزيز مكانة الأمم المتحدة إلى جانب مصداقيتها خصوصا لدى الشعوب العربية.
 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة