محمد البهنساوى
محمد البهنساوى


حروف ثائرة

الليلة والبارحة..والسيناريو الأسود!!

محمد البهنساوي

الإثنين، 23 سبتمبر 2019 - 07:43 م

السيناريو يتكرر.. المشاهد تعاد.. الوجوه تتطابق وتتشابه.. تغييرات بسيطة لزوم تجدد الحبكة الدرامية.. لكنها نفس الأدوات وتتابع الأحداث.. لتبدأ شاردة متباعدة متقطعة أوصالها.. ثم تقترب حثيثا لتنسج خيوطها مع التصاعد الدرامي.. لتبدأ الإثارة بجذب المشاهدين من مقاعدهم ليشاركوا بالعمل.. نوهمهم أنهم الأبطال..وما هم إلا كومبارس وأداة فعالة لتصل الدراما ذروتها بهدم المسرح على الكومبارس الواهمين بعد أن يفر قبيل الانهيار صناع السيناريو وأبطاله الحقيقيون.. ليعودوا من جديد يختالون فوق الأنقاض!!
ملخص شديد لما يحدث.. وأقر أنى كنت ضمن الكومبارس الواهمين.. من تفاءلوا بثورة يناير ببدايتها..وأعترف أيضا أنى شعرت ولمؤشرات قوية بعد ذلك أنه كانت هناك مؤامرة على مصر استغلت مطالب مشروعة وشباب يهفو للديموقراطية لتحقيق هدف غريزى وتاريخى لدى المتربصين بوطننا..ألا يتقدم إلا بمقدار.. وألا يغادر دائرة الحاجة.. ورغم ملاحظاتى على حكم الرئيس الأسبق مبارك ورفضى للوريث وحاشيته ومخططاتهم..لكنى أؤمن أيضا أن حكومة أحمد نظيف من أفضل حكومات مصر اقتصاديا..حققت نموا غير مسبوق وبدأت مصر طريقها لتكون نمرا اقتصاديا واعدا.. فكان لابد من ضربة بقوة لهذا النمو.
 السيناريو يتكرر..فهاهى الإشادت الدولية المحايدة حاليا بالنمو الاقتصادى لمصر.. وهاهى الشركات العالمية الكبرى بعضها يعود لمصر وبعضها يبدأ الاستثمار فيها.. وهاهى الخريطة تتبدل لتعبَد الطريق أمام بزوغ دولة ناهضة ونمر اقتصادى واعد.. وحضارة تلامس كل شبر بأرض الوطن.. إذن لابد من السيناريو الجاهز المعلب لإعادة الضربة.. هكذا أشتم الرائحة الكريهة التى بدأت لشواء عفن مسمم.
لن أخدع نفسى مجددا..ولن أدعى دفاعا عن النظام هو ليس بحاجة إليه.. ولن أشدو ممجدا لأشخاص أعمالهم أقوى منى للحكم عليهم.. لكنى لن أبيع الوهم مطلقا لنفسى ولن أتقوقع بمقاعد المشاهدين أو يتم دفعى لصفوف الكومبارس.. وقبل كل هذا وبعده..لن أسكت عن شئ يمس جيش بلدى.
وبإيجاز تفرضه مساحة مقالى..هل ما قاله المقاول الهارب يستدعى كل ما حدث.. وهل يعقل أن شخصا تحيطه ـ دعنا نقول ـ شبهات بسلوك مشين متعدد الأوجه التى تعافها وتلفظها قيمنا أن يحرك مصادفة مدعى الأخلاق والتدين.. وهل مصادفة ظهور وجوه اختفت لسنوات بنفس التوقيت وبنفس الرسائل.. وأن تظهر فيديوهات هنا وهناك لمجهولين بعضهم يتخفى خلف الأقنعة.. لتلعب جميعا على نفس الأوتار : التشكيك بالجيش ومهاجمة قادته.. التقليل من كل إنجاز.. واللعب على كل نقطة ضعف مقبولة لمريض بدأ التعافى ليطلقوا نفس الدعوات لترددها نفس القنوات الفاجرة المزيفة المضللة؟
السيناريو الأسود يتكرر.. والهدف هذه المرة ثمين ويستحق أن يتكاتف من أجله كل المتربصين..ويبقى السؤال المهم: هل نسمح لأنفسنا حتى بالاستمرار فى مقاعد المتفرجين ونسكت عن هدم إنجازات نحن أبطالها وصانعوها.. من يقبل هذا فليصعد المسرح ويشارك بطلا وهميا بالسيناريو الأسود لكنى أثق أن المسرح أبدا لن ينهار.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة