محطات في ٥٠ عاما من العلاقات المصرية الأمريكية
محطات في ٥٠ عاما من العلاقات المصرية الأمريكية


مقاطعة وتعاون.. محطات في ٥٠ عاما من العلاقات المصرية الأمريكية

بوابة أخبار اليوم

الإثنين، 23 سبتمبر 2019 - 08:10 م

يجتمع الرئيس عبدالفتاح السيسي اليوم الاثنين 23 سبتمبر بنظيره الأمريكي دونالد ترامب في قمة تعتبر الثامنة، منذ أن كان ترامب مرشحًا رئاسيًا في سبتمبر 2016 وحتى اجتماعهما الأخير في أغسطس الماضي على هامش قمة الـG7  أو السبع الكبار في مدينة بياريتز الفرنسية.


وإلى جانب اجتماعه الثامن مع الرئيس الأمريكي، تعتبر هذه هي المشاركة السادسة للرئيس السيسي في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، والتي من المقرر أن يلتقي خلالها بعدد من رؤساء الدول والمسئولين خلال زيارته، أبرزهم رؤساء الأردن وفلسطين والعراق وسيراليون، بالإضافة لرؤساء وزراء إيطاليا والنرويج وبلجيكا.


فنشاط الرئيس السيسي في فعاليات الجمعية العامة للأمم المتحدة، ولقاءه مع الرئيس ترامب، يأتي تتويجًا لتاريخ طويل من العلاقات المصرية الأمريكية التي شهدت صعودًا وهبوطًا على مدار السنوات الماضية، إلا إن هذه الفترة وتحديدًا منذ تولي الرئيس السيسي الحكم، تعتبر من أفضل الفترات التي مرت على علاقات البلدين.


فشهدت العلاقات المصرية الأمريكية تطوراً كبيراً منذ الحرب العالمية الثانية حتى الآن، ومرت بمراحل متعددة.

استمرار التعاون رغم توتر العلاقات


ففي عهد الرئيس جمال عبد الناصر، وعلى الرغم من التوتر الذي سيطر على العلاقات في بعض الفترات والذي وصل إلى قمته في حرب عام 1967 وأدى إلى قطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، إلا أن العلاقات لم تخل من أشكال التعاون، والتقاء الأهداف أحياناً، كما بدا ذلك في الدور الذي لعبته الولايات المتحدة في مفاوضات الجلاء المصرية-البريطانية التي أدارها مجلس قيادة  ثورة يوليو، بالإضافة للموقف الأمريكي من حرب السويس عام 1956، كما شهدت تلك الحقبة في 1953 زيارة وزير الخارجية الأمريكي  جون فوستر دالاس لمصر، وفقًا لموقع الهيئة العامة للاستعلامات.


و في 1956 برز الخلاف المصري الأمريكي بشأن تمويل  مشروع السد العالي ، مما دعا الرئيس الراحل عبد الناصر لتأميم قناة  السويس للاستفادة من دخلها في تمويل المشروع، وفي 1959 عقدت الولايات المتحدة مع مصر اتفاقاً تحصل مصر بمقتضاه على  القمح الأمريكي بالجنيه المصري، وكانت مدة الاتفاق ثلاث سنوات، كما قدمت واشنطن ثلاثمائة منحة دراسية لطلبة مصريين يتلقون العلم في الولايات المتحدة.


عادت العلاقات الدبلوماسية بين البلدين في مارس 1974 ووصل التعاون إلى درجة كبيرة من التوافق بعد توقيع اتفاقيات كامب ديفيد، وبدأت بعدد كبير من الزيارات السريعة والمتوالية لوزير الخارجية الأشهر هنري كيسنجر للقاهرة، وكذلك زيارة الرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون للقاهرة في يونيو 1974، والتي تم اعتبارها أول زيارة رسمية يقوم بها رئيس أمريكي لمصر بعد ثورة يوليو 1952 لبحث الموقف في الشرق الأوسط والعلاقات الثنائية بين البلدين.


وبعد ثماني سنوات من العلاقات المتوترة بين الولايات المتحدة والعالم الإسلامي، في أعقاب اعتداءات 11سبتمبر2001، قام الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما بإلقاء خطاب إلى العالم الإسلامي من قاعة الاحتفالات بجامعة القاهرة في يونيو 2009، وقد تناول خطاب الرئيس الأمريكي تسع نقاط رئيسة، وهي: «العنف والتشدد، القضية الأفغانية، العراق، القضية الفلسطينية، أزمة البرنامج النووي الإيراني، قضايا الديمقراطية، التعددية الدينية، حقوق المرأة و التنمية الاقتصادية».


كما أعلنت الولايات المتحدة تأييدها لثورة 25 يناير2011، ومن بعدها ثورة 30 يونيو 2013، ورغم الارتباك في موقف البيت الأبيض في الفترة الأولى،  جاء موقف الكونجرس الأمريكي مختلفًا عن موقف البيت الأبيض، حيث أصدرت لجنة الشئون الخارجية بالكونجرس في 5 يوليو 2013 بيانًا، اعتبر أن جماعة الإخوان فشلت في فهم الديمقراطية بشكل حقيقي، وطالب الكونجرس الجيش والحكومة الانتقالية بإشراك قطاع عريض من الشعب في عملية كتابة الدستور، كما دعا البيان جميع الفصائل السياسية في مصر إلى نبذ العنف.


 تغير في الفترة التي تلت ذلك موقف الإدارة الأمريكية تدريجيًّا، بعد تفهمها للوضع الجديد في مصر.


و في عهد الرئيس عبدالفتاح السيسي، وفور انتخابه في يونيو 2014 رئيساً للجمهورية، أجرى الرئيس الأمريكي باراك أوباما اتصالاً هاتفياً بالرئيس السيسي لتهنئته على تنصيبه مؤكداً له التزامه بشراكة إستراتيجية بين البلدين واستمرار دعم الولايات المتحدة للطموحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية للشعب المصري.
 وفي سبتمبر 2014 وعلي هامش الدورة 69 للجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك التقي الرئيس السيسى بالرئيس الأمريكي أوباما، وعقدت جلسة مباحثات بين وفدي البلدين  لبحث عدد من القضايا محل الاهتمام المشترك، وجاء اللقاء وقتها بناء على طلب من الجانب الأمريكي لبحث سبل التعاون المشترك وبحث قضایا الشرق الأوسط ومكافحة الإرهاب.


السيسي وترامب


اتخذت العلاقات المصرية الأمريكية شكل مختلف منذ قدوم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، حيث اجتمعت وتوافقت رؤى الرئيسان فيما يخص الأولويات التي يجب أن تتوحد من أجلها القوى العالمية، وعلى رأسها مواجهة الإرهاب والتحديات العالمية التي تمثل أخطارًا مختلفة على أمن واستقرار الدول سواء حول العالم أو في المنطقة العربية.


فبداية من أن كان مرشحًا رئاسيًا، ظهر التوافق بين ترامب والسيسي خلال أول قمة جمعتهما، في سبتمبر 2016.


فقد شارك الرئيس عبدالفتاح السيسي في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة والتقى وقتها بدونالد ترامب والذي كان لازال مرشحا عن الحزب الجمهوري لرئاسة أمريكا.


وناقش السيسي وترامب خلال اللقاء قضايا مكافحة الإرهاب والحرب على داعش والتنمية الاقتصادية والاستثمار في مصر.


وشدد ترامب على دعمه القوي لمصر في الحرب التي تخوضها ضد الإرهاب، مشددا على أن واشنطن تحت قيادته ستكون صديق قوي للقاهرة وليس مجرد حليف.
ثم في 9 نوفمبر 2016 كان الرئيس عبد الفتاح السيسي من أوائل قادة العالم الذين هنأوا الرئيس الأمريكي  دونالد ترامب بفوزه في الانتخابات مباشرة بعد إعلان النتائج ، حيث أعرب عن أمله في «بث روح جديدة» في العلاقات المصرية – الأمريكية.


توالت القمم التي جمعت الرئيسين بعد ذلك، وكان أبرزها:


إبريل 2017: اللقاء الرسمي الأول بين الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي والرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالبيت الأبيض بعد تولي الأخير منصبه بأشهر قليلة.


مايو 2017:  المحطة الثالثة في لقاءات السيسي وترامب وذلك على هامش القمة الإسلامية التي استضافتها السعودية.


سبتمبر 2017:عقد الرئيسان السيسي وترامب لقاءً مشتركًا على هامش اجتماعات الجمعية الـ72 للأمم المتحدة.


سبتمبر 2018: التقى الرئيس السيسي نظيره الأمريكي دونالد ترامب على هامش المشاركة في اجتماعات الدورة الـ73 للجمعية العامة للأمم المتحدة.


أبريل 2019: انعقد مؤتمرًا صحفيًا مشتركًا جمع الرئيسين في البيت الأبيض، ضمن زيارة رسمية أجراها السيسي إلى الولايات المتحدة الأمريكية


أغسطس 2019: قمة الرئيس عبدالفتاح السيسي ونظيرة الأمريكي على هامش قمة الـG7  أو السبع الكبار في مدينة بياريتز الفرنسية.


وتأتي قمة اليوم، الاثنين 23 سبتمبر، في نيويورك، على هامش اجتماعات الدورة الـ74 للجمعية العامة للأمم المتحدة، لتمثل القمة الثامنة التي تجمع بين الرئيسين.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة