أسامة السعيد
أسامة السعيد


خارج النص

الحنين إلى الخراب!!

أسامة السعيد

الإثنين، 23 سبتمبر 2019 - 08:22 م

 

فى عام ١٩٦٦ وصل معدل نمو الاقتصاد المصرى إلى ما يقارب ٩٪، وبدأت ثمار عملية التصنيع تؤتى أكلها، وفى عام ١٩٦٧ وقعت الهزيمة التى أطلق عليها تخفيفا لوطأتها على الروح المصرية، وصف النكسة. وبطبيعة الحال كانت لتلك الهزيمة أسباب عدة سياسية وعسكرية، لكن بالتأكيد كان تربص اعدائنا جزءا من المؤامرة لضرب مصر.. ودفع المصريون سنوات طويلة من عمرهم وتضحيات كبيرة من دمائهم واقتصادهم واستقرارهم من أجل عبور تلك الهزيمة وتحقيق النصر.
وفى عام ٢٠١٠ وصل معدل نمو الاقتصاد المصرى إلى ٧٪ تقريبا، وحققت بعض القطاعات نموا أعلى من ذلك، وخرجت مصر سالمة من تداعيات الأزمة المالية العالمية فى ٢٠٠٨، التى عصفت باقتصاديات كبرى تفوقنا حجما وتنوعا،وفى عام ٢٠١٠ ايضا حققت مصر أعلى معدل تدفق سياحى وتجاوز عدد السائحين ١٢ مليوناً، فكان زلزال ٢٥ يناير ٢٠١١، الذى وضع الاقتصاد على حافة الهاوية، وأصاب قطاعات كالسياحة والطاقة بالسكتة القلبية. ورغم تفهم بعض أسباب ما حدث فى ٢٠١١، لكنه ايضا ينبغى الاعتراف بأننا كنّا نستطيع تجاوز ذلك الوضع بخسائر أقل، لولا بعض غربان الخراب، الذين أبوا إلا أن تكون السلطة لهم وحدهم، ولم يقبلوا بأية حلول تجنب البلاد ذلك الانكشاف الأمنى والاستراتيجى والاقتصادى، الذى ما زلنا ندفع ثمنه إلى اليوم.
وما كاد الشعب يعيد تصحيح الأوضاع، بعد ثورة ٣٠ يونيو ٢٠١٣، ويستعيد ثقته بنفسه، وقدرته على البناء، ولم يكد الاقتصاد يسترد أنفاسه ونبدأ فى الانطلاق بمعدل نمو هو الثالث بين الأعلى عالميا، وتلملم السياحة المصرية جراحها وتحقق المركز الرابع عالميا، حتى عاد غربان الخراب لينعقوا فوق رءوسنا، محاولين إحياء مشروعهم القديم من رماد الحرائق التى أشعلوها، ويريدون تكرار المأساة.
وإذا كان العملاق نجيب محفوظ قد حفر بكلماته حقيقة أن «آفة حارتنا النسيان» فأعتقد أن كل مصرى غيور على وطنه، وقلق على مستقبل أبنائه لم ينس بعد تلك السنوات العجاف التى عشناها منذ ٢٠١١. ولن نسمح لغربان الخراب أن تعيدنا ثانية إلى الوراء.. أفيقوا يرحمكم الله.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة