مفوض المجلس الأعلى للشئون الإسلامية في تشاد مع محررة بوابة أخبار اليوم
مفوض المجلس الأعلى للشئون الإسلامية في تشاد مع محررة بوابة أخبار اليوم


حوار| مفوض «الأعلى للشئون الإسلامية» في تشاد: السيسي احتضن القارة الإفريقية بحكمته

إسراء كارم

الإثنين، 23 سبتمبر 2019 - 09:14 م

ضم مؤتمر المجلس الأعلى للشئون الإسلامية بدورته الـ30، والذي أقيم برعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي، برئاسة وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة، العديد من الشخصيات الدينية البارزة، والتي تمثل الجهات الدينية في بلدها.


وعلى مدار يومين تم طرح ما يزيد عن 50 بحثًا، وتم مناقشتها بشكل فعال في الجلسات ووضع توصيات فيما يخصها، والتي تدور في إطار عنوان المؤتمر «فقه بناء الدولة.. رؤية فقهية معاصرة».


وأجرت «بوابة أخبار اليوم» حوارًا مع مفوض المجلس الأعلى للشئون الإسلامية في تشاد هارون جنيه، حول المؤتمر بصفة خاصة والعلاقات المصرية وتشاد بصفة عامة، وإليكم نص الحوار:

- هل تجد عنوان مؤتمر المجلس الأعلى للشئون الإسلامية «فقه بناء الدولة.. رؤية فقهية معاصرة» مناسبًا لهذه المرحلة؟

العنوان من متطلبات المرحلة وليس مناسبا فقط بل الأنسب لهذه الفترة، ودائما وزير الأوقاف يجيد اختيار موضوعات مؤتمر الشئون الإسلامية بما يناسب الأمة وليس مصر فقط، وكل المشاركين هذا العام لديهم حماس ولديهم أبحاث مميزة وخلال الجلسات استمتعنا بآراء كل الرموز الدينية التي ألقت كلماتها وننتظر ثمارا طيبة عقب انتهاء المؤتمر.

- «الثابت والمتغير» من القضايا الهامة التي يركز عليها وزير الأوقاف بشكل مستمر.. كيف يمكن الحفاظ على مصالح الدولة الخاصة دون المساس بالثوابت؟

هذا هو الطبيعي جدا أن تتحقق المصالح دون المساس بالثوابت، ففي عهد النبي محمد صلى الله عليه وسلم في زمن الدولة الإسلامية كانت الدولة لها ثوابتها الدينية لا نجبر أحدًا على الدين، فكان الإسلام ينتشر بمفهوم قوله تعالى: { لا إكراه في الدين}، فكان يتعامل مع الكفار في وقته ولا يضر أحد الآخر وكله بما لا يخل بالثوابت، وكذلك كل دولة لها مصالحها شيء والثوابت الدينية شيء آخر، فكل دولة لها سياستها وكل شعب يحافظ على أخلاقه وعاداته وتقاليده والتي تختلف عن الدول الأخرى، ومن هنا ليس هناك أي تعارض بين الثوابت الدينية ومصالح الدولة.


- كيف هي الأوضاع في تشاد في ظل الصراعات المستمرة ومنها التي يتعرض لها المسلمون؟

بالفعل لدينا صراعات كثيرة وربما من أبرزها التي تقوم بها جماعة بوكو حرام، لم تكن في تشاد نفسها وإنما كانت في دول الجوار أفريقيا الوسطى والكاميرون ومالي ونيجيريا ثم تدخلت تشاد بجيشها الذي لديه مهارات قتالية عالية، لمساعدة دول الجوار فامتد الإرهاب إلى بلادنا ولكن تمكننا من السيطرة عليه وبفضل جهود رجال الدين والدعوة إلى الله وإنشاء ما يسمى ببيت العائلة والذي يقوي من روابط التعايش السلمي، وكل هذا ساهم كثيرًا في عدم انتصار بوكو حرام والجماعات علينا، وحقيقة نحن مع المسيحيين في تشاد في تعايش سلمي كبير جدًا ولذلك حتى الآن نعيش في أمن وسلام.

ويرجع الفضل أيضًا للمؤتمرات العظيمة التي تقيمها المؤسسات الدينية المصرية، ومصر قلب الأمة الإسلامية وقبلة العلم لنا في إفريقيا تخرجنا منها وحتى الآن تبث إلينا السلام بهذه المؤتمرات ونرجع بها إلى بلادنا ونشرحها لعلمائنا، ونناقشها ونسعى لتطبيقها بناء على منهج كل دولة، فربما نختلف في المنهج ولكن الثوابت الدينية واحدة.


- كيف أثر الأزهر الشريف على تشكيل الوعي والثقافة داخل تشاد؟

الأزهر الشريف منارة العلم والثقافة والوعي في كل دول العالم وليس دولة تشاد فقط، ولم تذكر مصر إلا والأزهر مقترن بها، فعندنا الأمي الذي يأتي من الصعيد نقدمه وأنه إمام قادم من بلد الأزهر الشريف، فعلاقتنا به قديمة جدًا وليست علاقة حديثة، فرؤسائنا يأخذون منه المنهج الوسطي ويعملون على نشره، فنجد أن أكبر بعثة أزهرية موجودة حتى الآن عالميًا كانت إلى دولة تشاد، ولدينا 3 معاهد أزهرية في تشاد كل معهد يضم حوالي 4000 طالب، وبجهود فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، برجاله وقيادات الأزهر المستمرة، وبحب مصر لنا وبتوجهات الرئيس عبد الفتاح السيسي للتقرب من أفريقيا، كل هذا يعطينا دافعا أكبر للاستمرار في تعلم العربية والاستفادة من مصر وعلمائها.


وحسب علمي يوجد 22 معهدًا أزهريًا حول العالم منها 16 في دولة أفريقيا، وفي بلدنا الجميع يريد تعليم أبنائه في المعاهد الأزهرية، والإقبال الأكثر عليها من أجل جيل مثقف واع على دراية بدينه وشرفًا في التعلم بالأزهر، وبدوري كخريج الأزهر الشريف أسعى لنقل كل ما أتعلمه إلى بلادي.


- مسألة تحصين الشباب تمثل إشكالية كبيرة خصوصًا في ظل اصطيادهم من الجماعات المتطرفة.. ما الحل من وجهة نظرك؟

نحن سيطرنا على هذا الوضع في الفترة الأخيرة، فكان لدينا منظمات هي ليست إرهابية مباشرة مثل جماعة «الإخوان» الإرهابية في مصر، فعندنا الأحادية أكثر وبدأت هذه المنظمات تجذب الشباب وتغريهم بالمال والتوجهات حتى يقومون ضد الدولة وضد الصوفيين وغيرهم وبأمر من رئيس الجمهورية انتهت هذه الأمور كلها ولم يعد الآن أي كيان غير كياننا الوطني والإسلامي والصوفي والمعتدل.


- ماذا مثل لكم تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي رئاسة الاتحاد الإفريقي؟ وكيف ترى الجهود المبذولة منه حتى الآن؟

رئاسة مصر للاتحاد الإفريقي شرف كبير بعد البعد الكبير الذي كان موجودًا بين مصر وإفريقيا مع الحكومات السابقة، أما حاليا فما نشهده أن رئاسة مصر للاتحاد تؤتي ثمارها، خصوصًا مع اهتمام الرئيس السيسي واعتنائه بإفريقيا وهذا يدل على نجاح هذه الدورة.


وحقيقة بذل الرئيس السيسي جهودًا كبيرة جدًا في أمن واستقرار مصر، خصوصًا بحربه على الإرهاب وتحديه للجماعات المتطرفة والإخوان الإرهابية التي تثبت خبثها يومًا بعد يوم، وهو أمر مهم بالنسبة لنا، لأننا لا نستطيع العيش بدون مصر، فإن لم تكن آمنة لن يأتي إليها أحد، وتنعم مصر حاليًا بحالة من الاستقرار والازدهار ربما لم نشهدها من قبل، وهو ما ينعكس بكل تأكيد على القارة الإفريقية ككل.


وأكبر نجاح لمصر هو احتضان كل الدول الإفريقية بكل الطرق، بالزيارات المكثفة والمؤتمرات ومناقشة القضايا المختلفة والوقوف على حلول لها وبحث سبل التعاون، والرئيس عبد الفتاح السيسي أثبت دوره الريادي في كل المجالات بحكمته وخطواته المدروسة، وعندما تهب عاصفة الحروب وغيرها يبادر بالكلمات الطيبة ويستطيع أن يفادي المواجهة، وما كنا لنكن إلا بفضل الله تعالى وعطاء مصر المستمر.


- كيف ترى توصيات المؤتمرات الدينية التي تعقد باستمرار؟

للأسف ما أشاهده لا يتم تنفيذه، فدائمًا نتحمس ونتبادل الآراء ونناقش القضايا المختلفة، ولكن كل ما نردد ينتهي بغلق الأبواب عليه عقب انتهاء المؤتمر، ولو كل ما نوصي به تم وضعه في إطار التنفيذ لكان مكاننا في مكان غير العالم، وهذا لن يطبق بالزيارات والمؤتمرات والدعوات فقط، وإنما بالعمل والتنفيذ على أرض الواقع حتى نتمكن أن نقل بأن المؤتمر نجح بالفعل.

 ونأمل أن يقوم وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة بالعمل على تنفيذ توصيات المؤتمر، فهو المعروف عنه أنه الوزير الذي لا ينام وهو ما ننتظره منه عقب المؤتمر بالسعي المستمر لتنفيذ التوصيات، والتي منها: «بناء الدولة ضرورة دينية ووطنية واجتماعية وحضارية، والحفاظ عليها واجب ديني ووطني، والتصدي لكل محاولات هدمها أو زعزعتها ضرورة دينية ووطنية لتحقيق أمن الناس وأمانهم واستقرار حياتهم»، و«احترام عقد المواطنة بين المواطن والدولة سواء أكان المسلم في دولة ذات أغلبية مسلمة أم في دولة ذات أغلبية غير مسلمة»، و«ضرورة التصدي للمفاهيم المغلوطة عن -الدولة واختيار الحاكم وحق الوطن والمواطن لدى جماعات التطرف ، وإحلال المفاهيم البنّاءة والصحيحة عن الدولة في الفكر الإسلامي محلها».


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة