الكاتبة سناء سراج
الكاتبة سناء سراج


مقالات القراء| «كيف تصنع مجرما»

نادية البنا

الثلاثاء، 24 سبتمبر 2019 - 10:18 ص

ربما يكون العنوان صادمًا..  لكن إذا أردت عزيزي القارئ أن تعرف سر التركيبة لصناعة مجرم فأكمل القراءة للنهاية.. 


منذ عدة سنوات مضت علينا مررنا خلالها بأحداث كثيرة بين البناء والهدم والتوقف ثم السير مرة أخرى. فمثلا عقب ثورة يوليو 1952 تم بناء مصانع كثيرة وكبيرة ومعالم عملاقة مازالت باقية مثل السد العالي وبرج القاهرة والمصانع الحربية والغزل والنسيج وغيرها ثم أتت علينا حقبة من الزمن تسمى الانفتاح بعد انتصارات حرب أكتوبر العظيمة المجيدة 1973 وتلتها سنوات أخرى مليئة بالأحداث والتغيرات الجيدة والسيئة وأبرزها انتشار صناعة أخرى هي غلق المصانع وبيعها وخصخصتها إلى أن أصبحنا نعتمد تدريجيا على استيراد اغلب احتياجاتنا حتى من القمح والطعام وأصبحنا شعب مستهلك أكثر من منتج.

 

ومرت سنوات أخرى عقب ثورة يناير 2011 تشبه السنين العجاف حتى تبدل الحال تدريجيا وعادت مصر لتشيد المصانع والطرق والكباري والمشروعات العملاقة وتبني المدن الجديدة وتقضي على العشوائيات وتزيد من الرقعة الزراعية والتوسع في الإنتاج  وبناء بنية أساسية وان شاء الله يكون القادم أجمل وأكمل.. 

 

ولن أبعد كثيرآ عن تفسير العنوان كيف تصنع مجرم؟؟  ولكن يحضرني قول المناضل مارتن لوثر كينج أمريكي الجنسية ولكن من أصول أفريقية حيث ظل يناضل ويدافع من أجل إنهاء التمييز العنصري بين السود والبيض ويرسي مبادئ العيش في سلام وتآخي وان  الحياة حق للجميع بغض النظر عن اللون أو الدين وكان أصغر إنسان سنآ حصل على جائزة نوبل للسلام وفي نهاية المطاف تم اغتياله.

 

 وهنا أيضا يحضرني  سؤال لماذا  كل الداعين للسلام الذين يفنون حياتهم ليرسوا مبادئ العيش في سلام ومساواة واسترداد الحقوق  يتم اغتيالهم ؟!!

 والقول الذي استوقفني من أقوال مارتن لوثر كينج هو {{{ إن الظلم في أي مكان يشكل تهديدا للعدالة في كل مكان }}}. 

 

ويحضرني أيضا بعض التساؤلات حول مقال للمفكر والفيلسوف محمد عثمان الخشت يحمل عنوان (( إصلاح الغرائز )) حيث قرأت المقال عدة مرات واستوقفني بعض الأقوال : 

 

إننا نعاني نوعآ من الانفصام بين ثقافتنا المكتوبة وبين الثقافة الحاكمة لطريقة حياتنا الفعلية نعاني انفصام بين معتقداتنا وأفعالنا إن ثقافتنا باتت ثقافة مريضة بحالة من الانفصام، ومثلما مرضت النفس مرض العقل النظري كما مرض الوجدان وتحولت الطاقة الغريزية العليا إلى طاقة غضب وتوحش وانعكس كل هذا على الحياة الاجتماعية والاقتصادية. 

 

والسؤال هنا الذي أود طرحه لماذا تتحول طاقتنا إلى طاقة غضب وتوحش؟؟؟ 
مما لا شك فيه إنني ما زلت أحبو أمام تلك القمم والهامات التي تعانق السماء وانا لا احلل المقال بقدر ما استفسر عن مغزاه و كقارئة عادية من عامة الناس  من وجهة نظري المحدودة والتي لا تضاهي القمم الأدبية والفلسفية العظيمة التي ذكرتها في مقالي وبفترتي البسيطة أترجم ما فهمت حيث اعتقد ان الظلم والتمييز أو التهميش لما يقوم به الإنسان في مناحي الحياة المختلفة وعدم التقدير وضياع الفرص وسحق الأفكار والتعامل بنص القانون وإغفال روح القانون وإهدار الحقوق وضياعها أو إعطائها لمن لا يستحقون ونضع هنا خطوط كثيرة.. 

 

كل هذا يخلق نوعا من التوحش والعنف والغضب الكامن الذي يولد البغض والكراهية وعدم الانتماء وتنعكس تلك الأحاسيس داخل النفس البشرية وتتحول لطاقة هدامة.. 

 

باختصار كل منا يعمل يفكر يبدع ينتج يصعد درجات السلم ليصل ويكون بين يديه حصاد تجاربه ليقدمه وهذا يحتاج بعض الصلاحيات التي يجب أن تتوفر له حتى يستمر في العطاء والإنتاج،  وان يكمل المشوار وتتحول طاقته إلى طاقة إيجابية نافعة تخدم المجتمع وليس طاقة سلبية هدامة تزيد من العنف والتوحش وحتى لا نقوم بصناعة المجرم دون أن ندري ارفعوا الظلم أقيموا العدل والمساواة، القضاء على الفساد والمحسوبية والوساطة والمجاملات أن يأخذ كل ذي حق حقه ردوا الحقوق لأصحابها اقضوا على التهميش والتمييز .. وفي النهاية  ..

 

 أدعوكم لمشاهدة فيلم جعلوني مجرمآ لفريد شوقي وكيف أن المجتمع حول الإنسان السوي إلى مجرم وقاتل،، وكما قال فاروق جويدة لا تسألوا الطير الشريد لماذا رحل.. 
وكما قال مارتن لوثر : "في النهاية لن نتذكر كلمات أعدائنا ..بل صمت أصدقائنا".

 

أرسلت المقال الكاتبة "سناء سراج"، وتستقبل «بوابة أخبار اليوم» شكاوى ومقترحات ومقالات القراء، بالإضافة إلى إبداعاتهم على رقم واتس آب 01200000991، ورسائل صفحة «بوابة أخبار اليوم» على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك .

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة