جـلال عـارف
جـلال عـارف


فى الصميم

أزمة بريطانيا وهزائم جونسون

جلال عارف

الثلاثاء، 24 سبتمبر 2019 - 07:35 م

 

أول أمس أعلنت «توماس كوك» العالمية إفلاسها، وأغلقت أقدم وأعرق شركات السياحة أبوابها. وبينما كانت الحكومة البريطانية تسعى جاهدة للتعامل مع الآثار العاجلة لهذا القرار الذى قطع السبل أمام ٦٠٠ ألف سائح فى أنحاء العالم، وأجبر الحكومة البريطانية على حشد الطائرات لإعادة السائحين لبلادهم.. كان القرار لا يهز فقط عالم السياحة، ولكنه كان يعطى إشارة لها معناها حول الاثار الكارثية لعملية «البريكست» على الاقتصاد البريطانى وكان المعارضون يشيرون إلى حركة الهجرة من لندن التى بدأتها بنوك وشركات كبرى استباقا لخروج بريطانى من الاتحاد الاوروبى دون اتفاق (كما وعد رئيس الوزراء جونسون)  قد يثير فوضى اقتصادية عارمة.
وبعد ساعات فقط.. كان جونسون يتلقى الضربة الثانية والأقوى مع قرار المحكمة العليا بإلغاء تعليق أعمال البرلمان حتى منتصف الشهر القادم. حيث وصفت المحكمة القرار بأنه «غير قانونى» وأنه يؤثر على أسس الديموقراطية فى بريطانيا بشكل متطرف.
كان جونسون يريد من تعطيل البرلمان أن يجد الفرصة ليمضى قدما فى مخططه لخروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبى بلا اتفاق دون أن يعرقل البرلمان خطواته بعد أن فقد الأغلبية، وهزم فى سبعة قرارات برلمانية خلال بضعة أيام، وانحاز عدد من أبرز نواب حزبه إلى صفوف المعارضة.
اليوم يعود البرلمان للانعقاد بقوة القانون وقرار المحكمة العليا. ويقف «جونسون» مهزوما تطارده تهمة الكذب على الملكة لتوافق على تعطيل البرلمان. ويجد رئيس وزراء بريطانيا نفسه مجبرا على الخضوع لقرارات البرلمان بعدم الخروج من الاتحاد الأوروبى إلا   باتفاق، وبنسيان ما كان قد وعد به من إتمام ذلك فى نهاية أكتوبر.
وتبقى الأزمة فى بريطانيا مرشحة للتصعيد. قد يستقيل «جونسون» وقد يبقى، لكن السؤال سيظل أكبر من الاشخاص وأعمق من قضية «البريكست» لأنه يتعلق بكيفية تجاوز الانقسام الهائل فى المجتمع البريطانى، وحول المستقبل الذى سيختاره البريطانيون لبلادهم.

 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة