من أحمد ماهر باشا لـ«السيسي»| «الإخوان» تاريخ «دموي» من الاغتيالات والإرهاب
من أحمد ماهر باشا لـ«السيسي»| «الإخوان» تاريخ «دموي» من الاغتيالات والإرهاب


من أحمد ماهر باشا لـمحاولة اغتيال «السيسي».. «الإخوان» والتاريخ الدموي

أسامة حمدي

الأربعاء، 25 سبتمبر 2019 - 05:14 م

فجر الإعلامي عمرو أديب، مؤخرا، مفاجأة من العيار الثقيل، إذ كشف محاولة جماعة الإخوان اغتيال الرئيس السيسي في استراحة المعمورة بالإسكندرية، ملمحا إلى تورط المقاول الهارب محمد علي مع التنظيم الذي خطط للاغتيال بإرشادهم بالمعلومات من داخل الاستراحة.


محاولة اغتيال الرئيس السيسي؛ جددت التاريخ الدموي لجماعة الإخوان في الاغتيالات والإرهاب منذ أربعينيات القرن الماضي، انتهاءً بمحاولة اغتيال الرئيس السيسي، وما ما نستعرضه في سياق السطور التالية.  


اغتيالات الساسة المصريين


بدأت قائمة اغتيالات الساسة المصريين من قبل جماعة الإخوان في  منتصف عقد الأربعينيات مِن القرن الماضي، وطالت  الاغتيالات كبار رجال الدَّولة، فبدأت باغتيال أحمد ماهر رئيس وزراء مصر في عام  1945، الذي اغتيل في قاعة البرلمان، ثم المستشار والقاضي أحمد الخازندار 1948، وبعده بشهور لقي رئيس الوزراء المصري محمود فهمي النُّقراشي مصرعه، عند ديوان وزارة الدَّاخلية.


اغتيال أحمد ماهر باشا عام 1945


أحمد باشا ماهر رئيس وزراء مصر، كان من أنصار دخول مصر الحرب العالمية الثانية إلى جانب الإنجليزي، لأن ذلك من وجهة نظره، سيعطي الجيش المصري خبرة ميدانية يفتقدها، فهو جيش لم يدخل حرباً منذ عهد محمد علي، لذلك فهو غير قادر علي حماية مصر وحماية قناة السويس، وفي 24 فبراير 1945 عقد البرلمان المصري جلسته الشهيرة لتقرير إعلان الحرب على المحور والوقوف بجانب الحلفاء وانضمام مصر للأمم المتحدة، ومع ارتفاع حدة المعارضة بين مؤيد للمحور ومساند للحلفاء.


اضطر أحمد ماهر إلى عقد جلسة سرية مع مجلس النواب لشرح المكاسب التي ستحصل عليها مصر في حال الإعلان الرسمي للحرب ضد المحور ودعم الحلفاء، وأخيرا اقتنع مجلس النواب بما أوضحه أحمد ماهر لهم من بيانات وحجج وأسانيد، واستطاع أن يحصل على تأييد شبه جماعي لإعلان الحرب على المحور. 


وبعد الحصول على الموافقة الرسمية للبرلمان قرر ماهر التوجه مباشرة إلى مجلس الشيوخ لطرح حجته عليهم (يذكر أن المسافة بين البرلمان ومجلس الشيوخ قريبة جداً)، وأثناء مروره بالبهو الفرعوني قام شاب يدعى محمود العيسوي بإطلاق النار عليه وقتله في الحال.


بعد الحادث ألقي القبض على حسن البنا وأحمد السكري وعبد الحكيم عابدين وآخرين من جماعة الإخوان المسلمين والتي كان يعتقد أن العيسوي عضواً فيها، ولكن بعدها بأيام تم الإفراج عنهم بسبب اعتراف العيسوي بانتمائه للحزب الوطني.


أحمد الخازندار تم اغتياله عام 1948


وترجع قصة اغتيال الخازندار حينما كانت هناك قضية كبرى ينظرها القاضي أحمد الخازندار تخص تورط جماعة الإخوان المسلمين في تفجير دار سينما مترو، وفى صباح 22 مارس 1948 اغتيل المستشار أحمد الخازندار أمام منزله في حلوان، فيما كان متجها إلى عمله، على أيدى شابين من الإخوان هما: محمود زينهم وحسن عبد الحافظ سكرتير حسن البنا، على خلفية مواقف الخازندار فى قضايا سابقة أدان فيها بعض شباب الإخوان لاعتدائهم على جنود بريطانيين فى الإسكندرية بالأشغال الشاقة المؤبدة فى 22 نوفمبر 1947.


وعلى إثر اغتيال الخازندار استدعى حسن البنا المرشد العام للإخوان للتحقيق معه بشأن الحادث ثم أفرج عنه لعدم كفاية الأدلة.


ووفق ما ورد فى مذكرات الدكتور عبدالعزيز كامل، عضو النظام الخاص بالإخوان المسلمين ووزير الأوقاف الأسبق، فإنه خلال الجلسة التى عقدت فى اليوم التالى لواقعة الاغتيال، بدا البنا متوتراً للغاية وقد عقدت هذه الجلسة لمناقشة ما حدث وما قد يسفر عنه من تداعيات، ورأس حسن البنا هذه الجلسة التى حضرها أعضاء النظام الخاص.


وبدا المرشد متوتراً وعصبياً وبجواره عبدالرحمن السندى رئيس التنظيم الخاص الذى كان لا يقل توتراً وتحفزاً عن البنا، وفى هذه الجلسة قال المرشد: كل ما صدر منى تعليقاً على أحكام الخازندار فى قضايا الإخوان هو «لو ربنا يخلصنا منه»، بما يعنى أن كلماتي لا تزيد على الأمنيات ولم تصل إلى حد الأمر، ولم أكلف أحداً بتنفيذ ذلك، ففهم عبد الرحمن السندى هذه الأمنية على أنها أمر واتخذ إجراءاته التنفيذية وفوجئت بالتنفيذ.


محمود فهمي النقراشي تم اغتياله عام 1948


في عام 1948 تم اغتيال محمود فهمي النقراشي بعد قراره بحل جماعة الإخوان المسلمين ذلك إثر القبض على بعض أعضاء الجماعة وبحوزتهم سيارة نقل بها أسلحة والمتفجرات، لينكشف بذلك النظام الخاص السري لجماعة الإخوان المسلمين. وبسبب هذا الحادث، أعلن محمود فهمي النقراشي رئيس الوزراء آنذاك أمرا عسكريا بحل جماعة الإخوان المسلمين واعتقال أعضائها وتأميم ممتلكاتها وفصل موظفي الدولة والطلبة المنتمين لها، وكان هذا القرار سببا جعل النظام الخاص للإخوان للانتقام،  بقتل النقراشي، وانتهت القضية فيما بعد ببراءة النظام الخاص من التهم المنسوبة إليه وإلغاء قرار النقراشي من حل الجماعة وتأميم ممتلكاتها.


قام "عبد المجيد أحمد حسن" المنتمى إلى الجماعة الإرهابية، والذي كان متخفيًا في زى ضابط شرطة باغتيال رئيس الوزراء آنذاك "النقراشي" باشا، بعد أن قدم التحية لـ"النقراشي" عندما هم بركوب المصعد بإطلاق 3 رصاصات في ظهره، عقب قيام "النقراشي" بحل جماعة الإخوان المسلمين في 8 ديسمبر 1948.

أصدر عقب هذا الحادث "حسن البنا" مؤسس جماعة الإخوان المسلمين بيانًا يستنكر فيه القيام بهذا الجرم وتبرأ من فاعليه، قائلًا: "ليسوا إخوانًا وليسوا مسلمين"، وتم الحكم على القاتل بالإعدام".

 

محاولة تفجير محكمة الاستئناف عام 1949


في صباح يوم الثالث عشر من يناير عام 1949، توجه شفيق حسن، أحد المنتمين لجماعة الاخوان المسلمين، إلى محكمة الاستئناف بباب الخلق، حاملا بيده حقيبة، وعقب وصول شفيق حسن إلى مبني المحكمة، قام بتسليم الشنطة إلى مكتب النائب العام، مدعيا أنه مندوب إحدي المحاكم في قطاع الأرياف، وجاء لعرض أوراق هامة على النائب العام. وبعد انصراف شفيق من مبني المحكمة، بدأت شكوك الموظفين بالمكتب حول الحقيبة، فقاموا باستدعاء أمن المحكمة، الذي أخذ الحقيبة خارج المحكمة لتنفجر بالشارع، وبعد القبض على شفيق حسن، اعترف بأن الغرض من تفجير المحكمة كان التخلص من الأوراق التي وجدتها قوات الأمن في نفس العام داخل سيارة "جيب" وتحمل خطط الإخوان السرية لاغتيال بعض الشخصيات الهامة.

 

محاولة اغتيال جمال عبد الناصر حادث المنشية عام‏1954‏


كان الإخوان قد وصلوا مع الرئيس الراحل جمال عبد الناصر إلي طريق مسدود‏، وكانوا قد أعادوا تنظيم النظام الخاص‏،‏ كما سبق أن أشرنا، وفي اللحظة الحاسمة قرروا التخلص من عبد الناصر،‏ ففي يوم‏1954 /2/26‏ وبمناسبة توقيع اتفاقية الجلاء وقف الرئيس عبد الناصر يلقي خطابا بميدان المنشية بالإسكندرية‏، وبينما هو في منتصف خطابه أطلق محمود عبد اللطيف أحد كوادر النظار الخاص لجماعة الإخوان ثماني طلقات نارية من مسدس بعيد المدي باتجاه الرئيس ليصاب شخصيان وينجو عبد الناصر.

 

وحتي هذه اللحظة يصر الإخوان علي أن هذا الحادث لا يخرج عن كونه تمثيلية قام بها رجال الثورة للتخلص من الجماعة‏، ولكن المتهمين في المحكمة العلنية محكمة الشعب والتي كانت تذاع وقائعها علي الهواء مباشرة عبر الإذاعة المصرية قدموا اعترافات تفصيلية حول دور كل منهم ومسئولية الجماعة عن العملية تم جمع هذه المحاكمات ونشرها بعد ذلك في جزءين بعنوان محكمة الشعب وقد شكك الإخوان كثيرا في حيادية هذه المحكمة‏،‏ لكنهم لم يعلقوا علي ما ورد علي لسان أبطال الحادث في برنامج الجريمة السياسية الذي أذاعته فضائية الجزيرة عبر حلقتين في الثاني والعشرين والتاسع والعشرين من ديسمبر عام‏2006‏ والذين تفاخروا ــ من خلاله ــ بالمسئولية عن الحادث‏، وأنه تم بتخطيط شامل وإشراف دقيق لقيادات الجماعة‏.‏


اغتيال النائب العام هشام بركات عام 2015


اغتيل النائب العام هشام بركات في 29يونيو 2015 عندما تحرك موكبه من منزله بشارع عمار بن ياسر بالنزهة، وبعد حوالى 200 متر تم اغتياله حيث انفجرت سيارة ملغومة كانت موجودة على الرصيف وفارق الحياة فى أعقابها.

 

وأعلنت جماعة تسمى"المقاومة الشعبية فى الجيزة" مسؤوليتها عن الاغتيال، وكشفت وزارة الداخلية كواليس القبض على أخطر خلية إرهابية نفذت حادث استشهاد المستشار هشام بركات النائب العام، قبل 8 أشهر من الآن عن منفذى الحادث.

خلية تابعة للعمليات النوعية نفذت حادث النائب العام السابق بإشراف حركة حماس وبعض القيادات الإخوانية الهاربة لتركيا والمتحدث الرسمى باسم وزارة الصحة فى عهد الإخوان.


48 شخصا شاركوا فى التخطيط والتنفيذ، وتم القبض عليهم جميعاً، حيث نفذ 14 شخصا الحادث وأشرف الباقى على التنفيذ.


محاولة اغتيال الرئيس السيسي


وكشف الإعلامي عمرو أديب، عن محاولة لاغتيال الرئيس عبدالفتاح السيسي على يد عنصرين تابعين لتنظيم «لواء الثورة» الإرهابي، بعد رصد تحركاته في استراحة المعمورة في الإسكندرية عام 2015.


وقال «أديب»، في برنامجه «الحكاية» على فضائية «إم بي سي مصر»، مساء الاثنين، إن «السيسي من أكثر الرؤساء المطلوب اغتيالهم، وتم التخطيط لاغتياله أكثر من مرة، وكانت هناك محاولة عام 2015».


أضاف: «في 2015 تم رصد معلومات بالتخطيط لاستهداف الرئيس في منطقة المعمورة، وتم جمع المعلومات حتى تم القبض على شخص تابع لتنظيم لواء الثورة، واعترف بوجود اثنين يستأجران شقة في إحدى العمارات القريبة من استراحة المعمورة».


تابع: «تم القبض على الفردين، ومعهما كاميرات في العمارة التي تبعد عن الاستراحة مسافة كيلو ونصف، وتم كشف محادثاتهم مع بعض الأتراك»، مشيرًا إلى أنه «بالفعل تم إطلاق نار واستشهد ضابط».


وعرض «أديب» الوحدة السكنية والكاميرات التي استخدمها الإرهابيان في مراقبة استراحة المعمورة، ومقطع فيديو للاستراحة، كما عرض اعترافات عنصري التنظيم المتهمين بالتخطيط لمحاولة الاغتيال.


وأشار إلى أن الرئيس السيسي رفض بشكل قاطع كشف أي تفاصيل من محاولات اغتياله، مشددًا على أن تحركات الرئيس وأسرته محدودة للغاية لاعتبارات أمنية.


وأوضح الإعلامي عمرو أديب، إنه تم التخطيط لاغتيال الرئيس عبد الفتاح السيسي أكثر من 4 مرات، كما أنه يُعد من أكثر رؤساء العالم المطلوب اغتيالهم.


وقال المتهم الأول، أحمد إمام نجم: "بعد عزل مرسي شاركت في اعتصام رابعة وشاركت في مسيرات وأعمال عنف الأخوان، وانضممت إلى لواء الثورة، وأخذت دورات إعداد على السلاح الآلي ورصد الأهداف".


وتابع: "مسؤولي الحركي كلفني إني أروح شقة تابعة للحركة في منطقة المعمورة، ومن هناك أرصد استراحة رئاسة الجمهورية، واستلمت كاميرتين تصوير، وكنت بتابع تقارير الرصد مع مسؤولي الحركي، وبلغني إن وقت تردد الرئيس واحد من التنظيم هيكون معاه بندقية قناصة وينفذ العملية من الشقة اللي كنت براقب منها".


وقال المتهم الثاني، محمود هاني قبلان: "انضميت لتنظيم لواء الثورة الإخواني وخدت دورات عسكرية في أمن الاتصالات.. وكنت بجهز لعمليتين، الأولى تستهدف شخصية مهمة، والثانية تستهدف رئيس الجمهورية خلال تواجده باستراحة المعمورة".


وذكر الإعلامي عمرو أديب، أن الإرهابيين أحمد إمام نجم، ومحمود هانى قبلان، عضوى لواء الثورة الإخوانى، اعترفا أن أحد الأشخاص داخل استراحة المعمورة كان يبلغهما التحركات.


وأضاف أديب، : "فى الاستجوابات لما سألوهم كنت بتعرفوا التحركات فى الداخل إزاى، قالوا فيه شخص بيقولنا على التحركات داخل الاستراحة"، معقبًا: "أنت كنت شغال فين يا محمد على؟.. ممكن برضه متكونش أنت".


وتابع: "الراجل اللي جوه لما عرف أنه اتقال مين اللي كان بيدي المعلومات من جوه، قال أجرى بقى وأبقى بطل، أبقى عظيم".
 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة