جلال عارف
جلال عارف


في الصميم

مياه النيل.. والمسئولية الدولية

جلال عارف

الأربعاء، 25 سبتمبر 2019 - 07:27 م

خطت مصر خطوة مهمة نحو حسم الموقف من سد النهضة فى الاجتماع الأخير لوزراء الخارجية العرب، وضعت مصر القضية لأول مرة أمام الجامعة العربية، وكان هناك قرار يعتبر قضية مياه النيل وحق مصر والسودان فيه قضية من أهم قضايا الأمن القومى العربى.
وبالأمس كانت الخطوة الأهم، حين وضعت مصر القضية أمام الأمم المتحدة، وحين خاطب الرئيس السيسى زعماء العالم من منصة المنظمة الدولية مشيرا الى تعثر المفاوضات حول سد النهضة رغم كل ما قدمته مصر من حسن النوايا مؤكدا ان استمرار التعثر سوف تكون له أسوأ الاثار على الاستقرار والتنمية فى المنطقة ومذكرا الجميع بأن مياه النيل ـ بالنسبة لمصر ـ هى مسألة حياة وقضية وجود.
ورغم كل محاولات التسويف من الجانب الأثيوبى، وإضاعة الوقت فى المسائل الاجرائية دون التزام حقيقى بمبادئ الحل التى تم التوافق عليها، فإن إشارات التحذير هذه المرة لابد ان تكون قد وصلت الى أديس أبابا لتنبه إلى خطورة الموقف اذا استمر النهج الأثيوبى فى المراوغة والتسويف بدلا من التوافق على الحل الذى يرضى كل الاطراف ويحقق مصالحها، ويفتح أبوابا لتعاون غير مسبوق بين الدول الثلاث الشريكة فى مياه النيل الأزرق فى كل المجالات.
المفترض ان هناك اجتماعا للخبراء هذا الاسبوع، وان هناك لقاء لوزراء الرى فى الرابع والخامس من أكتوبر لحسم الأمر سيكون مؤسفا لو استمر الموقف الاثيوبى المتعنت والمراوغ ولو لم يكن هناك إدراك ووعى بأن شرط إقامة السد وتشغيله هو ضمان حصة مصر والسودان من مياه النيل، وضمان التشغيل الآمن للسد بحيث يحقق مصالح اثيوبيا وحقها فى التنمية دون إلحاق الضرر بمصر والسودان.
فى كل الأحوال.. سيظل هناك أمر واحد لا ينبغى ان يخطئ أحد حساباته بشأنه: مياه النيل ـ بالنسبة لمصر ـ هى مسألة حياة وقضية وجود.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة