الأربعاء، 25 سبتمبر 2019 - 08:01 م

إيمان حلمى

شاهدت منذ فترة أحد الأفلام التى تحكى عن قصة فتاة فى مرحلة المراهقة تتعرض للتنمر من قِبل أصدقائها بالمدرسة حتى تصل لدرجة من الغضب واليأس تجعلها تُقدم على الانتحار فى غياب تام لدور الأبوين على الرغم من معيشتها معهم فى منزل واحد، وعلى مدار الساعة ونصف الساعة مدة الفيلم المعروض انتابنى تساؤل مهم للغاية أثار الرعب فى نفسى ألا وهو: ما مدى معرفتنا بحياة أبنائنا الخاصة ؟
هل ما نعرفه عن شخصية فلذات أكبادنا هى حقا الشخصية الحقيقية لهم؟
ليأتى الرد على لسان الأب فى الفيلم المعروض والذى يردد طوال الفيلم عبارة (أنا أعرف ابنتى جيداً ) ولكن عند اصطدامه بالمعلومات المفاجئة التى عرفها عن ابنته مؤخراً والتى أدت لانتحارها اعترف فى يأس أنه لم يكن يعرفها على الإطلاق.
فى عصر السماوات المفتوحة والتطور التكنولوجى الهائل الذى أصبحنا نعيش فيه، أصبح من الصعب التحكم فى المحتوى الذى يتعرض له أبناؤنا وأصبحت عملية متابعتهم تزداد صعوبة أكثر فأكثر مع مشاغل الحياة اليومية، وبالتالى أصبح أبناؤنا فريسة لأى محتوى هادم قد يُغير من شخصيتهم ويساعد فى تكوين سمات شخصية لهم بعيدة كل البُعد عما تحاول الأسرة أن تزرعه فيهم من قيم ومبادئ نشأنا عليها فى الماضي.
من وجهة نظرى أن الحل لهذه المعُضلة يكمن فى حلقات النقاش بين الآباء والأبناء فى أى وقت مناسب لذلك، فيجب على الآباء التحدث مع الأبناء باستمرار ومشاركتهم فى اهتماماتهم وتكوين علاقة صداقة قوية معهم بشكل يجعل الأبناء يلجأون إلى ذويهم فى حال حدوث أى مشكلة لهم. كما يجب على الآباء إتاحة قدر من الحرية المقننة للأبناء ومراقبة المحتوى الذى يطالعونه دون إشعارهم بعدم الثقة فيهم وأيضاً الاهتمام بمعرفة أصدقائهم المقربين وإعطاء النصح لأبنائهم فى كيفية اختيار أصدقائهم وذلك للتأثير الكبير - سواء بالسلب أو بالإيجاب- الذى يحدثه الأصدقاء بأقرانهم.
ومن هنا كان لزاماً على الأسرة أن تقوم بتربية أبنائها على مبدأ النسيج الواحد المترابط وأيضاً على مبدأ الصدق والثقة بين بعضهم البعض، فالأسرة التى تُنشئ أفرادها على الصراحة وتقبل الآخر والثقة هى أسرة ناجحة، ومن غير هذه المبادئ فإنها تُعرِض نفسها للموت البطىء الذى يؤدى فى النهاية لتفكك الأسرة وانهيار الأبناء.
< مدرس الإعلام بأداب جامعة كفر الشيخ