علاء عبدالوهاب
علاء عبدالوهاب


انتباه

قضية وجود

علاء عبدالوهاب

الأربعاء، 25 سبتمبر 2019 - 08:34 م

«مياه النيل بالنسبة لمصر، مسألة حياة وقضية وجود» من فوق منبر المنظمة الدولية، شهد العالم التحول النوعى فى الموقف المصرى، على لسان الرئيس السيسى بعد استمرار التعثر فى المفاوضات حول سد النهضة، وقد فاق احتمال مصر طاقة أيوب فى الصبر!
ثمة أشارات عبرت عن الموقف المصرى على لسان وزير الخارجية سامح شكرى، مؤكداً أن تعثر مفاوضات السد يدعو للاستغراب، وقبلها وللمرة الأولى وضع القضية على مائدة مجلس الجامعة العربية، ما دعا أمينها العام إلى وصف المبادرة بأنها تطور هام للغاية.
لم يكن أمام مصر إلا أن تضع المجتمع الدولى أمام مسئوليته للاضطلاع بدور بناء، كما طالب الرئيس السيسى بوضوح، بعد تسامح لم يجد تقديره من الجانب الاثيوبى، فمصر أعربت عن تفهمها لدوافع اثيوبيا رغم عدم استيفائها للدراسات الفنية حول السد، بالمقابل لم تتجاوب خلال المفاوضات مع أى مطالب مصرية عادلة، تترجم حقوقا تاريخية مشروعة.
تستدعى اشارة السيسى بأن المياه قضية وجود، ما سبق أن اشار إليه وزير الرى د. محمد عبدالعاطى من ان انخفاض ايرادات النيل ٢٪ فقط يؤثر على مليون مواطن، ويؤدى لبوار ٢٠٠ ألف فدان هى مصدر حياة ٢٠٠ ألف أسرة ترتبط بالزراعة.
فإذا وسعنا دائرة الخطر؛ فثمة تهديد للنظام الاجتماعى بارتفاع معدلات الهجرة غير الشرعية بحثا عن الرزق، وفرارا من شبح الفقر، ومن هذا المنظور جاء تحذير الرئىس من الانعكاسات السلبية على الاستقرار والتنمية اذا استمر التعثر فى المفاوضات، ثم أن الملء الأول لسد النهضة يترتب عليه تفريغ تدريجى لبحيرة ناصر، مما يؤثر على دور السد العالى مائىا وكهربيا، إذا ما انفردت أثيوبيا بقرارات دون توافق مع مصر.
الأخطر يتمثل فى تضاؤل فرص إعادة ملء بحيرة ناصر ثانية، لندخل فى متوالية بوار، وانخفاض منسوب المياه الجوفية، وارتفاع معدل  تداخل مياه البحر، ومن ثم تملح أراضى الدلتا، وكذا ارتفاع معدلات تلوث النيل، وبالتالى تهديد ثروتنا السمكية،...،....
الرئىس وضع كل النقاط فوق حروفها، فالموقف المصرى أمام العالم تجاوز الدعوات والتحذيرات إلى مرحلة وضع المجتمع الدولى أمام مسئولياته، ومن ثم حتمية وضع حد زمنى واضح لمفاوضات متواصلة منذ ٨ سنوات بلا طائل، إذ بينما تحلت مصر بالصبر وحسن النية احترف «الآخر» شراء الوقت!

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة