شريف رياض
شريف رياض


فوق الشوك

لا يلدغ مؤمن من جحر مرتين

شريف‮ رياض

الأربعاء، 25 سبتمبر 2019 - 08:35 م

لا أتصور أن المصريين بعدما عاشوا تجربة ثورية دامية فى ٢٠١١ انتهت بسقوط مصر فى شباك الإخوان يمكن أن ينخدعوا مرة أخرى وينساقوا وراء المخططات والمؤامرات التى تحاك فى الخارج لكسر إرادة مصر وهدم اقتصادها وإشعال حرب أهلية بين أبنائها تنتهى بتقسيمها إلي دويلات صغيرة وبذلك ينتهي للأبد دورها القيادى فى المنطقة لتبقى إسرائيل صاحبة الكلمة العليا طبقا لخريطة الشرق الأوسط الجديد التى يجرى إعدادها تحت مسمى «صفقة القرن».
مصر برفضها القاطع ضم أى مساحة من أراضيها لقطاع غزة فى إطار هذه الصفقة وتأكيد الرئيس السيسى على ذلك عدة مرات فى جميع المحافل الدولية أصبحت هى العقبة الوحيدة أمام ضمان نجاح هذه الصفقة كما خططت لها الولايات المتحدة وإسرائيل.
على صعيد آخر كانت هناك رغبة الرئىس التركى إردوغان وأمير قطر تميم فى الانتقام من الرئيس السيسى شخصيا بعدما أطاح بالإخوان استجابة لثورة شعبية غير مسبوقة وأفشل مؤامرتهم  لطمس الهوية المدنية  لمصر.
رغبة إردوغان وتميم تلاقت مع المخطط الأمريكى الإسرائيلى لإسقاط مصر ورئيسها فكانت هذه الحرب الإعلامية والاليكترونية التى نعيشها منذ أسابيع وهدفها الوحيد الوقيعة بين الشعب والجيش والرئىس.
 المؤسف أن هناك بيننا من لديهم استعداد لتنال منهم هذه الحرب دون أن يدركوا خطورة ما يرتكبون من جرم فى حق الوطن.
أنا لا أتحدث هنا عن الإخوان وأنصارهم فهؤلاء معروفة أهدافهم ولا أمل فى تصحيح أفكارهم.. لكنى أقصد بعض الفئات التى زادت معاناتها بسبب برنامج الإصلاح الاقتصادى الذى بدأته مصر منذ ثلاث سنوات.
 هؤلاء هم المستهدفون من الحرب الإعلامية والاليكترونية التى تشنها القنوات الفضائىة والمواقع الاليكترونية المأجورة أملا فى دفعهم لإحداث فوضى تقضى على كل ما تحقق من إنجازات وإصلاحات اقتصادية فى السنوات الخمس الماضية.
فوضى تعيدنا إلى المربع «صفر» بعدما حققنا تقدما أشادت به كل المؤسسات الدولية.. ربما لم يشعر به المواطن العادى بالمعدل الذى يتمناه لكن بقليل من الصبر سنصل إن شاء الله إلى ما نتمناه لوطننا.. مصر يعاد بناؤها الآن وهو أمر لا يمكن أن يتحقق بين يوم وليلة لكنه يحتاج سنوات من الصبر والتضحيات لم يتبق منها إلا القليل.. كل الدول التى بدأت  من الصفر مرت بهذه التجربة وتحملت شعوبها الكثير حتى حققت أحلامها.
أثق أن المصريين لن ينخدعوا مرة أخرى بعدما عاشوا أياما عصيبة بعد ٢٥ يناير ٢٠١١ وعاما أسود تحت حكم الإخوان.. وعى المصريين وحكمتهم أكبر من هذه المخططات والمؤامرات التى ستنكسر على صخرة تماسك المصريين والتفافهم حول رئيسهم وجيشهم الذى يسطر أروع ملحمة فى الدفاع عن الوطن وحماية أراضيه ومكافحة الإرهاب والإرهابيين.
ما يحدث الآن لن يعدو كونه «زوبعة فى فنجان» ستنتهى إن شاء الله فلا يلدغ مؤمن من جحر مرتين.
آخر كلام
أتوقع خطابا مهما للرئيس السيسى أمام مجلس النواب مع بداية دورته البرلمانية الجديدة أول أكتوبر القادم يكشف فيه الكثير من الحقائق والخبايا حول الحرب القذرة على مصر ويضع النقاط فوق الحروف حول قضايا كثيرة.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة