خالد ميري
خالد ميري


نبض السطور

خالد ميري يكتب من نيويورك: العالم ينصت لمصر الكبيرة

خالد ميري

الأربعاء، 25 سبتمبر 2019 - 11:41 م

- السيسى تحدث بلسان مصرى عربى أفريقى مبين.. فوصلت الرسالة

- إثيوبيا تبحث عن التنمية مع سد النهضة لكن المياه قضية حياة ووجود لشعب مصر

- أفريقيا أرض الفرص.. يد العرب ممدودة بالسلام.. والسودان يستحق بداية جديدة

- لماذا حرص قادة ٢٠ دولة و٣ منظمات عالمية و٤ منظمات أمريكية على لقاء الرئيس؟


لم يكن غريبًا أن ينصت العالم لزعيم مصر الرئيس عبدالفتاح السيسى وهو يلقى كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، وأن يصفق القادة والحضور لرئيس مصر وهو يتحدث بلسان مصرى عربى أفريقى مبين، فلا ينطق إلا حقًا يراد به مصالح مصر ودول العالم على قاعدة راسخة من الاحترام المتبادل والسلام.
كلمة الرئيس كانت شاملة جامعة والرسائل كانت واضحة وبعلم الوصول للجميع، أولاها ما يتعلق بسد النهضة الذى يشغل بال كل المصريين، فإذا كان السد بالنسبة لإثيوبيا يمثل خطوة على طريق التنمية؛ فإن المياه بالنسبة للشعب المصرى قضية حياة ووجود.. الرئيس كان واضحًا وهو يؤكد أن مصر تفهمت المشروع الإثيوبى لبناء السد حتى بدون إجراء الدراسات الواجبة حول تأثيراته، ومنذ إعلان المبادئ للدول الثلاث مصر والسودان وإثيوبيا فى مارس ٢٠١٥ دارت مفاوضات على مدار ٤ سنوات لكنها تعثرت ولم تراوح مكانها، وهو ما سيكون له انعكاسات سلبية على الاستقرار والتنمية بالمنطقة، فقضية المياه بالنسبة لمصر قضية حياة ووجود، وطالب الرئيس المجتمع الدولى بالقيام بدوره لتقريب وجهات النظر وضمان تحلى الأطراف المختلفة بالمرونة للتوصل لاتفاق يرضى الجميع، مصر مازالت يدها ممدودة للأشقاء لا تريد أن تنتقص حقهم فى التنمية، لكنها لا يمكن أن تسكت على ما يمس حياة شعبها ووجوده، نحرص على علاقات الإخوة لكن يكفى ما ضاع من وقت ولا مجال لتسويف جديد، والحلول ممكنة عندما تصفو النوايا.. فلا ضرر ولا ضرار.
القضية الثانية كانت قضية العرب الأولى - فلسطين المحتلة - فأكد زعيم مصر أن العرب منفتحون على السلام ومازالت يدهم ممدودة لسلام عادل وشامل يضمن إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية، وأكد أن الفرصة مازالت متاحة للسلام وبدء مرحلة جديدة بالشرق الأوسط، والأمر لا يحتاج إلا لقرار جرىء يعيد الحق للفلسطينيين لإنهاء أزمة سيمثل حلها نقلة فى تاريخ النظام الدولى بأكمله.
والقضية الثالثة هى احترام الدول الوطنية والملكية الوطنية للحلول، وتجربة مصر الرائدة التى نجحت بشكل يفوق التوقعات فى تحقيق نهضة شاملة بالمجتمع بالتوازى مع دحر الإرهاب والإصلاح الاقتصادى، وكان الرئيس قاطعًا وهو يؤكد من جديد أن الشعب المصرى كان البطل الحقيقى لهذا النجاح غير المسبوق، وهو ما يؤكد أن الحلول الوطنية هى السبيل لمواجهة كل المشاكل، كما أن قارتنا السمراء ترسخ بنجاح مبدأ الحلول الأفريقية للقضايا الأفريقية، وأكد على أهمية أن تقوم مؤسسات التمويل الدولية بدعم مشروعات التنمية الأفريقية بشروط ميسرة.. خاصة أن أفريقيا أرض الفرص ومجالات العمل والتنمية بها لا حدود لها، وتحدث زعيم مصر بلسان الأشقاء فى السودان مطالبا برفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب وذلك تقديرًا للتحول الإيجابى ودعمًا لخيارات الأشقاء هناك ولمساعدتهم على بناء الدولة التى يستحقونها.
أما القضية الرابعة فكانت ضرورة التوصل لحلول سياسية للقضايا العربية المزمنة من ليبيا إلى سوريا واليمن، وذلك باحترام سيادة الدول ومؤسساتها الوطنية وإرادة الشعوب، والتوقف عن التدخلات الخارجية فى شئون الأشقاء والتى تفتح الباب لاشتعال الصراعات واستمرارها، ومنها إلى منطقة الخليج العربى والتى تمثل جزءًا لا ينفصم من الأمن القومى المصرى حيث طالب الرئيس السيسى بمواجهة التهديدات غير المسبوقة لحرية الملاحة، وأيضا الاعتداءات على مؤسسات النفط بالشقيقة السعودية. وهى مهمة يجب أن يتكاتف العالم للقيام بها.
والقضية الخامسة هى الإرهاب، وضرورة التزام دول العالم بمحاسبة من يمول ويدعم الإرهابيين بالسلاح وأيضا من يوفر لهم الملاذ والمنابر الإعلامية، وهو حديث استمع له الجميع باحترام خاصة مع النجاح الساحق لمصر الكبيرة فى محاصرة الإرهاب ودحره.
رسائل الرئيس من تحت قبة الجمعية العامة للأمم المتحدة كانت بعلم الوصول للجميع، ومصر التى تقوم بدورها وواجبها عربيًا وأفريقيًا بعد ما حققته من نجاح كبير فى الداخل تنتظر قيام بقية العالم وخاصة الدول المعنية بواجباتها لحل المشاكل المزمنة بما سيعود بالخير على جميع الشعوب بالمنطقة لتعيش فى سلام تستحقه وتنمية تضمن الرخاء للجميع.
العالم الذى استمع بإنصات لكلمة الرئيس هو الذى حرص زعماؤه على لقاء زعيم مصر فى نيويورك، فخلال خمسة أيام التقى الرئيس مع زعماء ٢٠ دولة أولهم ترامب رئيس أمريكا الدولة الأقوى عالميًا، كما التقى رؤساء فرنسا والعراق وكينيا وجيبوتى وسيراليون وفلسطين والبرتغال وأوكرانيا والمجر ولبنان والصومال وملك الأردن، ورؤساء وزراء إيطاليا وبلجيكا والنرويج وإسبانيا وباكستان وإيرلندا وبريطانيا، وأيضا التقى رئيس مصر المسئولين عن أكبر المنظمات الدولية بداية من سكرتير عام الأمم المتحدة ورئيس البنك الدولى ومدير منظمة الأغذية والزراعة (الفاو)، والتقى ممثلى ٤ منظمات أمريكية كبرى هى غرفة التجارة الأمريكية ومجلس الأعمال للتفاهم الدولى الذى يضم المديرين التنفيذيين لكبرى الشركات الأمريكية والشخصيات المؤثرة فى المجتمع الأمريكى وقيادات الطائفة الإنجيلية.
لقاءات تعكس ما وصلت إليه مصر الكبيرة بقيادة الرئيس السيسى من مكانة عالمية، بعد أن نفضت غبار سنوات الفوضى وشمرت ذراعيها، يد تعمل وتحقق المعجزات فى ٥ سنوات ويد تحمل السلاح وتدحر الإرهاب وتصون الأرض والعرض.
مصر - السيسى تسير بخطوات واثقة على طريق المستقبل، طريق يضمن الحياة الكريمة لكل أبناء الشعب.. ومن أجلهم وحدهم يواصل الرئيس العمل ليل نهار، فشعب مصر العظيم يستحق الحياة الكريمة ومصر الكبيرة تستحق مكانتها بين الكبار.

أردوغان.. سلطان الإرهاب

يتمتع الرئيس التركى أردوغان بلسان خبيث وقلب ملىء بالكراهية والحقد، وتحت قبة الأمم المتحدة حاول أن يلبس ثياب الواعظين وهو يتحدث عن وفاة محمد مرسى خلال جلسة محاكمته، لكن كلماته المسمومة كشفت من جديد عما بداخله من حقد وضغينة وكراهية لمصر وشعبها.
سلطان الإرهاب الذى يتمسح بالعدالة هو من وضع ٧٥ ألف معتقل سياسى فى سجونه ولا يتوسع الآن إلا فى بناء السجون، وبداخلها مات عشرات المسجونين الأبرياء لسوء الأوضاع والتعذيب، هو من فصل ١٣٠ ألف موظف تعسفيًا وصادر ٣ آلاف مدرسة وجامعة وفصل أساتذتها، هو من يحتل بجدارة المركز الأول عالميًا فى سوء أوضاع الصحافة والإعلام بشهادة كل المنظمات الدولية حيث شرد وسجن مئات الصحفيين، هو من فر من بلده عشرات الآلاف هربًا بأرواحهم وممتلكاتهم وحرياتهم. هو من يحتضن إخوان الإرهاب ويوفر لهم الدعم السياسى والمنابر الإعلامية، هو من يرعى الإرهاب فى سوريا ويرتكب جرائم حرب فى حق الأكراد، هو من ينقل الإرهابيين عبر الدول ويتاجر معهم ويتربح منهم، هو من يدعم الإرهاب فى ليبيا بالمال والسلاح، هو من يطمع فى ثروة قبرص من الغاز ويريد السطو عليها، وهو من انهار الاقتصاد التركى على يديه وركعت الليرة تحت معاوله الهدامة.
سلطان الإرهاب ينفث خبثًا كلما تكلم ولا ينطق إلا إفكًا فى حق مصر وشعبها، لكن شعب مصر الذى يحترم الأشقاء من الشعب التركى لن ينسى ولن يتسامح مع جرائم هذا الخبيث، والتى يرتكبها كل صباح ويبتلعها مع كل طعام.
شعب مصر لا ينسى جميل الأصدقاء وهو أيضا لم ولن ينسى هذا الخبيث الذى يتدثر بعباءة دين هو منه برىء، فلا يوجد دين يعرف هذا الكم من الكراهية والأحقاد المدفونة فى القلب والتى لا ينطق لسانه إلا بها.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة