لواء محمد مختار قنديل
لواء محمد مختار قنديل


قضية ورأى

عبور القناة 1973 وعبور القناتين الآن

محمد قنديل

الخميس، 26 سبتمبر 2019 - 10:51 م

 لحقت بالجيش المصرى عام 1967 هزيمة لا يستحقها ولا ذنب له فيها وإنما تسبب فيها عدم إحساس القيادة العسكرية وعلى رأسها المشير عبد الحكيم عامر بالمسئولية الوطنية عن مصر وجيشها بل وأمتها العربية ورفضت مصر الهزيمة وشرعت تبنى قوتها الذاتية اعتماداً على الشعب الطيب والأصدقاء الطيبين وصمدت مصر على خط دفاعى حصين على الضفة الغربية للقناة واستقر الجيش الإسرائيلى أمامنا على الضفة الشرقية للقناة يزيد من آلامنا ومعاناتنا النفسية.
كانت القناة محصورة غائرة بين سواتر العدو شرق القناة وتحصيناته وسواترنا وتحصيناتنا غرب القناة وكان عرض صفحة الماء من 180 ـ 200 متر وعندما شرعنا فى التدريب على تحرير الأرض القناة وسيناء أخذنا نجرى التجارب على كل الوسائل المتاحة لفتح الممرات فى الساتر الترابى شرق القناة وكانت الفكرة العبقرية لفتح الممرات فى الساتر بالتجريف بالماء التى توصل لها ضباط سلاح المهندسين وضابط من المركبات.. كان الضباط والجنود وأنا منهم متشوقين لإنهاء هذا الوضع على ضفتى القناة وكانت التدريبات تجرى بحماس على وسائل العبور المتاحة وهى وسائل ليس فيها جديد بل يكاد يكون كلها قديماً أجرينا عليه بعض التعديلات فى ورش الرى وهيئة قناة السويس.. تضمن التوجيه رقم 41 لرئيس أركان حرب القوات المسلحة مكان ودور كل جندى فى عملية العبور المقبلة ووضعت جداول العبور لتلائم الكبارى والمعدات المتاحة وكانت بعدد 10 كبارى و40 معدية بواقع 2 كوبرى اقتحام عائم لكل فرقة من فرق النسق الأول وعدد 8 معدية تعمل فى نطاق كل فرقة.. لم يكن على صفحة ماء القناة يوم 6 أكتوبر 73 سوى الكبارى والمعديات العسكرية أما القوارب التى عبر فيها أبطال المشاة وأفراد فتح الممرات فقد جرفتها مياه المد والجزر إلى البحيرات المرة ولم يكن لهيئة قناة السويس إلا معدية أو إثنتان إحداهما تعمل لصالح بورفؤاد.
بعد وقف إطلاق النار بدأ الأمريكيون فى إزالة القنابل والدانات من قاع القناة مع رفع أى معدات عبور غارقة وتوالى بعد ذلك تطهير القناة بالكراكات المصرية واستمر لتعميق القناة لـ 40 متراً وزيادة عرضها إلى 360 متراً أو أكثر وافتتحها السادات فى 5 يونيو 1974.. ثم كانت فكرة ازدواج القناة بإنشاء قناة جديدة من الدفرسوار حتى جنوب البلاح والمعروف أن منطقة البلاح مزدوجة.
الجيش المصرى يدبر أموره فبعد ازدواج القناة هناك حاجة إلى عبور قناتين فى المسافة من الدفرسوار حتى البلاح كل قناة منهما 360 متر عرض وتم توسيع القناة القديمة فيما عدا ذلك إلى 400 متر.
والآن هناك معدات عبور القوات المسلحة إذا اضطررنا لعبورها وهى جاهزة فى وحدات الكبارى وهناك عدد من الكبارى الطويلة ملك هيئة قناة السويس والمعديات هذه والكبارى تقاوم ضغط المياه العرضى ويمكن للنشات السيطرة على الكوبرى وهى تعتبر احتياطيا للجيش وأتمنى أن يدرس علماء الفنية العسكرية كيفية تصميم كوبرى عائم بطول 400 متر Elastic beam over elastic supports.
وهناك 4 أنفاق اثنان منها شمال الإسماعيلية واثنان جنوب بورسعيد ويمكننا القول إننا يمكننا عبور القناة من فوقها ومن تحتها لتصبح سيناء فى قبضة الوطن الأم إلى ما شاء الله.. وأنا كضابط قضيت كل أيامى فى وحدات الكبارى قبل 73 وأثناء 73 وكمهندس مدنى أشكر الرئيس السيسى على اهتمامه بوسائل العبور المدنية والعسكرية وأشكره على ربط سيناء بالوطن الأم برباط لا ينفصم.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة