مؤمن خليفة
مؤمن خليفة


بدون أقنعة

مصر التى فى خاطرى

مؤمن خليفة

السبت، 28 سبتمبر 2019 - 08:39 م

 

ستظل مصر محروسة بإذن الله بعلمائها وأبنائها المخلصين.. ستظل القاهرة بلياليها الساحرة فى القلب عند كثير من أبناء الوطن العربى الكبير محل تقدير مهما تقادمت السنون.. نتفق أو نختلف فهناك من الأخوة من يعشق مصر التى تلقى تعليمه فيها وعاد إلى بلده لكن حبه لها لم يخفت ويتمنى أن يقدم لها ما تتمناه ردا لجميلها الذى لا ينساه بينما هناك نفر منا أعماه الحقد والغل تجاه الوطن مثل جماعة الإخوان الإرهابية ومن ينتمى إليها وحركة 6 إبليس الانتهازية وجماعات الشر من «الينارجية» الذين تقطر قلوبهم بالغل ويتعاونون مع أعداء مصر لتنفيذ مخططاتهم الساعية لخراب الوطن بعد أن لفظهم الشعب وأسقطهم بالضربة القاضية وفضح أهدافهم ونواياهم الخبيثة.. كانت نكسة يناير 2011 مؤامرة على الوطن بكل المقاييس.. كانت فرصة لم تتحقق لأعداء مصر التى انقض عليها جماعات ينهشون فى عرضها مقابل المال.. باعوها بثمن بخس.. دراهم معدودة لكن الله عز وجل أسقطهم بعزيمة هذا الشعب الذى شعر بالخطر.. سنوات عديدة مرت علينا مثل الدهر تلك التى أعقبت مؤامرة يناير تراجعت فيها البلاد وعمت فيها الفوضى وظهرت فيها دولة البلطجية التى تعمل لحساب كل من يدفع المال.. تلك سنوات عجاف ستظل تذكرنا بوكسة يناير التى تراجع فيها الاحتياطى الأجنبى بالبنك المركزى إلى أسوأ أوضاعه حتى كاد شبح الإفلاس يحاصرنا.. فلا عمل أو إنتاج ومصانع مغلقة ومظاهرات فى الشوارع ليل نهار ووضع اقتصادى يشبه الكارثة ووضع أمنى متهاو لا أحد يأمن فيه على نفسه حتى قيام ثورة يونيو التى وضعتنا على بداية الطريق الصحيح.
إذا كنت تريد أن تعرف قيمة بلدك مصر وتأثيرها الممتد عبر التاريخ القديم والمعاصر فلتقرأ هذه الحكاية التى ترد على هؤلاء الحاقدين الموتورين الذين أصابهم العمى وسوء التقدير وكراهية الوطن والسعى لتخريبه وإنكار انجازاته التى لا تتوقف.
قبل عدة سنوات.. كنت فى زيارة إلى المغرب الشقيق.. وعلم نقيب المحامين المغاربة بوجودنا وقرر أن يدعونا إلى بيته العامر وكانت ليلة عظيمة فى حب مصر.. وعلى قدر فرحتى وفخرى كان حزنى عميقا.. فهناك من الأخوة المغاربة من يعشق مصر ويتحدثون عنها بفخر بينما هناك من أبنائها من يريد لها ألا تستقر وتنهض مما أصابها من وهن وضعف.. كان الرجل واضحا وهو يطالبنا الا نسمح لأعداء مصر أن يهزمونها أو يتطاولون عليها.. حكى كيف استقبلته القاهرة ليتعلم على أرضها وكيف عامله المصريون بكل حب وتقدير.. وكيف بثت فيه روح الوطنية والانتماء.. وكيف كان والده العالم الجليل مصرا على تعليمه فى أزهرها الشريف وفخورا بأن ينتمى ولده إليه فى حين كان يمكنه إرساله إلى أوروبا.
قال بفخر : كانت القاهرة العامرة مصدر الإلهام لى ولزملائى الذين وفدوا إليها.. وكنا فى طليعة من عادوا إلى المغرب لنبدأ مرحلة جديدة من حياتنا فى ظل المغرب الجديد الذى تخلص توا من حكم المستعمر.. كانت مصر هى الملاذ الآمن لكل حركات التحرر فقد احتضنتنا وعلمتنا كيف نعشق الوطن وكيف نرد جميله علينا.
كان هناك نفر كثير من أدباء وشعراء ومثقفى المغرب الشقيق من الحاضرين الذين تغنوا بجمال مصر وتاريخها وثقافتها حتى الذين لم تتح لهم الظروف زيارة مصر أو الإقامة فيها يشيدون بأهلها.
هذه هى مصر التى ستظل فى خاطرى وفى فمى.. أحبها من كل روحى ودمى. نحبها من روحنا ونفتديها بالعزيز الأكرم.

 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة