الأحد، 29 سبتمبر 2019 - 02:49 م

في حادث مؤلم ولكن بطولي لا نراه إلا في مشاهد السينما، ضحى الشاب الثلاثيني أحمد فراج ابن قرية كفر عمار في العياط، بحياته ، لإنقاذ طفلين قبل أن يدهسهما القطار، ليترك أسرته دون وداع، ولكن تبقى ذكراه العطرة خالدة في نفوس كل من يعلم بقصته.

تعيش أسرة أحمد فراج لحظات قاسية بعد أن رحل عنهم، تاركا خلفه زوجته في العشرين من عمرها، وأطفاله 3 بنات أكبرهم 5سنوات، وأصغرهم لم يتجاوز عمرها الـ6 شهور.

«بوابة أخبار اليوم» التقت أسرة «فراج» شهيد الشهامة كما يلقبونه، داخل منزلهم في قرية كفرعمار، مركز العياط بالجيزة.

منذ الوهلة الأولى شاهدنا نساء ورجال قرية كفر عمار يتوافدون على منزل أحمد فراج لتقديم واجب العزاء ومواساة الأسرة في مصابهم، وبالحديث مع والدته قالت: وملامحها تكسوها الحسرة، «ابني عنده 34 سنة، مات بطل وشجاع، البلد كلها عزتنا وكلهم عيطوا عليه، وجالنا ناس من كل مكان عشان يواسونا، شاف بنتين عن قضيب القطر أنقذهم ومات هو».

وبلهجة يلمؤها الحزن، قالت خالة شهيد الشهامة، «كل الناس كانت بتحبه ولا عمره زعل حد أبدا، البلد كلها حزينة عليه، لكن عنده 3 بنات أطفال محتاجين رعاية، مالهمش أي مصدر رزق غير يومية أبوهم الله يرحمه من شغله صنايعي كاوتش، ربنا معانا وهيتربوا أحسن تربية، واللى عمله هيدخله الجنة، وربنا مابينساش حد».

وعبر «حمادة عزوز» نسيب الضحية، عن الحادث بصفته شاهد عيان قائلا:« إللى حصل أحمد كان قاعد معايا، شاف قطر بحري "مصر" وهو جاي، في نفس اللحظة كان في بنتين ماشيين على قضبان السة الحديد ووقع منهم زجاجة مياه، وشافهم بيجروا على السكة الحديد والقطر بيقرب منهم، في وش بعض، جري ناحيتهم ورمى بنت منهم بعيد والبنت التانية ألقاها على وجهها مابين القضبان، وأغمى عليها من الخضة وربنا كتب لها عمر جديد، ولما حاول ينقذ نفسه ويطلع على الرصيف كان القطر وصله وألقى به على الرصيف، الله يرحمه ده قضاء ربنا واحنا راضيين، كل الى عايزينه معاش ثابت لعياله الى اتيتموا ومقيش مصدر رزق ليهم، وأمهم دبلوم صنايع مفيش شغل ليها، يدوب تعرف ترعاهم وتعلمهم، نتمني المسئولين يكرموا أحمد بمساعدة أسرته».