الأحد، 29 سبتمبر 2019 - 07:28 م

هناء عبدالفتاح

على محمد على أن يهدأ الآن، أنا أدعوه ليحاول قضاء الباقى من عمره فى منفاه يتعرف على معالم إسبانيا ويجلس على شاطئ البحر الذى ظهر خلفه فى فيديوهاته العصماء يتأمله تارة ويشاهد مقاطع مصارعة الثيران تارة أخرى حتى يأتيه أجل الله، على معتز مطر ومحمد ناصر وزوبع وزيد وعبيد ونطاط الحيط أن يريحوا أجهزتهم العصبية من الحزق اليومى على شاشات الوالى العثمانلى، على الجيوش الجرارة القابعة خلف كيبورد السوشيال ميديا متولين مهمة تسويد عيشة خلق الله وشحن طاقات الغضب فى نفوسهم أن يستحضروا نفس شعور مؤذن مالطا، وعلى مصادر تمويلهم أن يتوقفوا عن إمدادهم أو تجنيد غيرهم والتسليم بأن المبالغ الجبارة التى يخصصونها لهذا الصدد إنما هى تصرف على محاولة أشبه بمحاولة إنجاب جنين لزوج متوفى وزوجة استأصلت الرحم بعد وفاته، اهدأوا جميعاً واحتفظوا بمساحات الفجر اللامتناهى لديكم ـ بضم الفاء ـ لوقت آخر غير وقتنا هذا، الأجدى أن تدخروا مهاراتكم فى السفالة وتعلموها للجيل التالى منكم وتوصوه أن يتعامل بها مع الجيل التالى منا، انتظروا مرور سنين طويلة، أو عقود، انتظروا حتى يموت جيلنا بالكامل، انتظروا حتى يسكن باطن الأرض كل من تجرع بسببكم مرارة 2011 وما تلاها، ثم حاولوا إعادة الجولة مع الوطن، وقتها قد تجدون من بين أبناء هذا الشعب الطيب من يسمحون لكم وعندما تلقنونهم الدرس من جديد فسيعيدونكم إلى مزبلة التاريخ من جديد.. وهكذا، أما جيلنا، فقد استوعب الدرس جيداً وتاب توبة نصوحا، جيلنا أدرك مدى جاهزيتكم فى أى وقت للركوب على أى حلم أو أى رغبة فى التغيير ولن يعطيكم الفرصة مرة أخرى مهما ضاقت به الدنيا ومهما شعر بالاختناق، مع الجيل الجديد احتمالية النجاح واردة، بالتأكيد لن يكون مُدركاً إدراكا كاملا لحجم حقارتكم وقدرتكم على التمثيل والكذب والخداع والتضليل والخيانة، وغالباً ستتبخر سيرتكم القذرة التى نطبعها نحن الآن فى ذهنه، مثلما تبخرت سيرتكم القذرة التى طبعها أسلافنا فى عقولنا فأقدم معظمنا رغم سجلكم الحافل بالجرائم المروعة على عصر الليمون الذى أوصلكم لسدة الحكم حتى شملنا الله بستره وتحققت معجزة الخلاص منكم، وفروا مجهودكم معنا، سنجهض حلمكم المنشود بالثورة ما حيينا، افهموا.. لو كنتم تفهمون.