الأحد، 29 سبتمبر 2019 - 08:26 م

حالة مثيرة للدهشة وللتساؤل في آن واحد، حيث تبدو أسباب الطلاق أو الخلع أحيانا تافهة أو تقليدية، إلا أنها بالنسبة لأصحابها تعتبر بمثابة معوقات ضخمة.

السطور التالية تروي أغرب قضية خلع حيث وقفت الزوجة ابنة الـ ٢٧ عاما، مستديرة الوجه، بيضاء البشرة ذات ملامح وديعة مسالمة، عينيها بلون طمي النيل، وبصوت خافت يشوبه خجل وخزي تطلب من أعضاء هيئة مكتب تسوية المنازعات بمحكمة الأسرة الخلع من زوجها والذي وصفته بـ «أبو لمعة»، قائلة: «جوزي بيخاف من الفئران»، وتملكتها حالة من الصمت لبضع ثواني تتابع بعينيها ردود أفعال أعضاء المكتب الذين طالبوها بالحديث دون خجل أو كسوف.

تنفست الزوجة الصعداء وقالت: لقد بهرني بشخصيته قبل زواجنا حيث كان يبدو كالمغامر لا يخشى اكتشاف الخبايا، ملئ بالطاقة ولديه قوة تقوده إلى نجاحاته، وحبه للمغامرة، لكن وللأسف الشديد اكتشفت ضعفه، وخوفه بشكل مبالغ فيه، وهروبه من المواجهة.

وأثناء تناولنا وجبة الغذاء، كان يروي لي عن إحدى مغامراته، وفجأة وبلا مقدمات انتفض من فوق مقعده، وانطلقت الصرخات من بين ثنايا فمه كالمصروع الذي أمسك بسلك كهربائي عندما وقعت عيناه على فأر تسلل داخل الشقة، حاولت تهدئته والإمساك به لكنه دفعني وهرول مسرعا تسابق قدماه الرياح، يردد: «لا لا.. في بيتنا فار.. في بيتنا فار».

جلست انتظره لفترة لكنه لم يعود للمنزل، وفوجئت به يتصل بي ويطلب مني مقابلته في الشارع، حاولت مرة أخرى أن أهدأ من روعه إلا أنه رفض العودة، وتركني لعدة أيام دون أن يسأل عني، وعندما توجهت إلى منزل عائلته، طلبت منه الطلاق لكنه رفض، ونشبت بيني وبينه مشادة، فاضطررت لرفع دعوى خلع منه.

واستطردت قائلة: هل يعقل ذلك يتركني بمفردي بسبب خوفه من فأر، فماذا لو حدث لي مكروه أو تعرضت لمشكلة مع أحد فماذا سيفعل.

وبعد محاولات من أعضاء هيئة مكتب تسوية المنازعات في محاولة للصلح بينهما إلا أن الزوجة أصرت على رفع دعوى الخلع من زوجها.
وأرسلوا خطابا للزوج لاستدعاءه ولسماع أقواله.