الكاتب الصحفي محمد البهنساوي - رئيس تحرير «بوابة أخبار اليوم»
الكاتب الصحفي محمد البهنساوي - رئيس تحرير «بوابة أخبار اليوم»


محمد البهنساوي يكتب: انهيار العملاق الإنجليزي.. هل تلاعبت السياسة بالسياحة ؟!

محمد البهنساوي

الأحد، 29 سبتمبر 2019 - 08:46 م

 

تغيرات بالخريطة العالمية.. ولهذه الأسباب تأثر مصر محدود والخسائر تتلاشى


الطيران الخاص والسياحة الإلكترونية أهم الدروس..ولنتعلم من الأسواق المنافسة

 

 

«إفلاس توماس كوك»..خبر هز العالم كله الأسبوع الماضى معلنا توقف أكبر وأقدم شركة سياحة فى العالم.. توماس كوك التى تأسست عام 1841 بالعاصمة البريطانية لندن لتضع حجر أساس لصناعة السياحة العالمية وتصبح محور ارتكازها.

 

فجأة ينهار هذا الصرح ولديه 19 مليون عميل فى 16 دولة.. مخلفا وراءه 1.7 مليار جنيه إسترلينى ديونا و600 ألف سائح حول العالم بينهم 150 الف بريطانيا لتبدأ أكبر عملية إعادة للمواطنين فى التاريخ بعد الحرب العالمية الثانية .

 

ولأنها توماس كوك فإن الحديث عن انهيارها لا يتوقف فقط عند مصر إنما محاولة فهم انهيار هذا العملاق الذى تملأ علامته التجارية أشهر الميادين بكبرى العواصم العالمية..بمتابعة آليات عمل الشركة ومناقشة كبار خبراء السياحة فى مصر والخارج.

 

نرى أن الشركة كانت تتراجع ومنذ فترة فى ظل الرئيس الحالى الذى كان يدرك جميع المتعاملين معها أنه غير جدير بقيادة شركة بهذا الحجم والتاريخ وأنه يقودها للهاوية.. ناهيك عن أن الشركة الأقدم والأشهر دوليا وبكل أسف لا تواكب التطورات التكنولوجية المتسارعة وتعتمد بصور أكبر على الأشكال التقليدية فى الحجز والتعاملات المالية.

 

لكن بالإمعان بصورة أكبر فى أسباب الانهيار.. ورغم أن كل الأسباب السابقة سلبية ومؤثرة.. لكنها أبدا لا تؤدى لانهيار عملاق اقتصادى بهذا الحجم والتاريخ.

 

وهنا تبرز النقطة الأهم وهى صداع « بريكست « وصراع الخروج البريطانى من الاتحاد الأوربى.. والتصارع بين بريطانيا وعدة دول أوربية كبرى على رأسها ألمانيا التى تضم أكبر منظم رحلات فى العالم شركة « تيوى « المنافس الأبرز لتوماس كوك !!.

 

وهنا أيضا نشير بلا أى تعليق إلى نقطة مهمة.. فهناك شركة « كوندر « وهى شركة طيران الذراع الألمانية لتوماس كوك..وكان من المفترض انهيارها وإفلاسها أيضا.. إلا أن الحكومة الألمانية تدخلت ودعمت الشركة ومنعت إغلاقها !!.


ولا شك أن إفلاس وتوقف توماس كوك سيغير شكل الخريطة السياحية فى العالم أجمع.. وبلا شك أيضا ستظهر قريبا كيانات سياحية تحاول أن تحل محل العملاق الإنجليزى والمنافسة على جذب عملائه.. كما ان الشركات العالمية الأخرى ستعيد دراسة أسلوب عملها وتطويره وبحث غول السياحة الإلكترونية الذى يتوحش يوميا للتعامل معه حتى لا تنزلق هى الأخري.


أما إذا تحدثنا عن السياحة بمصر بعد انهيار توماس كوك.. فبالتأكيد سيكون هناك تأثير.. لكنى أثق أنه سيكون محدودا.. فرغم أن الشركة كانت تستحوذ على ما بين 25 و30% من السياحة الأوربية لمصر.. وستكون هناك إلغاءات لحجوزات توقع البعض ان تصل إلى نصف مليون سائح.

 

لكن هذا الرقم لن يضيع على مصر.. فالسائحون لن يتوقفوا عن السفر وسيبحثون عن بديل ومن السهل إيجاده.. كما ان مصر لديها تنوع كبير للغاية أولا فى الأسواق وثانيا فى منظمى الرحلات بما يضمن التعويض السريع لخروج توماس كوك.. وتبقى نقطتان تتعلقان بمصر أولاهما بحث مستحقات الفنادق والشركات المصرية لدى توماس كوك.

 

وهذه تم حلها تقريبا بتعهد الحكومات بتحمل نفقات عملاء الشركة مع مخاطبة غرفة الفنادق لأعضائها بحصر مستحقاتهم لدى الشركة لتقديمها إلى شركات التأمين والحكومات لصرفها.. كما يجب وقف التعامل فورا مع فروع الشركة حول العالم لحين تحديد مصيرها ودراسة وضع التعاقدات القائمة للشركة وفروعها والبحث هل لهم استثمارت بمصر أم لا.

 

أما النقطة الثانية وهى الأهم تتعلق بالدروس المستفادة من هذا الانهيار.. وعلى رأسها الاهتمام بالطيران الخاص المصرى وإتاحة الفرصة أمامه لينطلق وبقوة خاصة فى رحلات الشارتر وتقديم كافة التسهيلات لتحقيق هذا الهدف.. فمصر يكاد لا يكون لديها طيران خاص.. اللهم بضع شركات لا تتجاوز اليد الواحدة وبحجم طائرات لا يتجاوز الثلاثة فى أعلى تقدير.. وهناك دول منافسة لنا بالمنطقة لديها أكثر من 50 شركة طيران خاصة بعضها يمتلك أسطولا يزيد على 30 طائرة وبأحجام عملاقة.

 

وثانى الدروس المستفادة تطوير العمل بجميع القطاعات السياحية مع الاهتمام الحقيقى بالسياحة الإلكترونية وتخصيص خبراء لها ووضع خطة عاجلة بمشاركة كافة القطاعات السياحية للتعاطى الفورى معها بعيدا عن العمل العشوائى والفردي.
 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة