جـلال عـارف
جـلال عـارف


في الصميم

لا تغلقوا الملف!!

جلال عارف

الإثنين، 30 سبتمبر 2019 - 06:43 م

 

أرجو ألا ينتهى الاهتمام بمأساة الطفلة «جنة» برحيلها إلى رحمة الله، وألا تنتهى مأساة شقيقتها التى تعرضت لنفس التعذيب بإيداعها دارا للرعاية الاجتماعية، يعلم الله إن كانت ستداوى جراحها أم لا!!
بشع ما تعرضت له الطفلتان على يد الجدة التى يفترض فيها كل الحنان.. والأبشع هو ما نعرفه جميعا من أننا لسنا أمام حالة فردية وإنما نحن أمام «ظاهرة» لابد أن نتوقف عندها وأن تستيقظ ضمائرنا لنواجهها بشجاعة.
نسبة كبيرة من أطفالنا يواجهون ظروفا قاسية. ما فعلته جدة «جنة» بها وبشقيقتها يتكرر كثيرا من أمهات وآباء مع أطفالهم. الأمر يبدأ من الاهمال الذى ينتهى بالتشرد والضياع، ويتصاعد إلى التعذيب وما هو أسوأ. وللأسف الشديد فإن العكس يبدو أيضا صحيحا.. حيث نجد أبناء وأحفادا يلقون بالآباء والأمهات إلى المهانة أو حتى القتل طمعا فى مال أو تخلصا مما يتصورونه عبئا عليهم!!
ما الذى حدث.. وكيف؟
ربما يكون الفقر وأخلاقيات الزحام.. لكننا رأينا أيضا آباء ميسورين يقتلون عائلاتهم!! وربما يكون الجهل حاضرا، والأسرة التى كانت على الدوام هى أساس المجتمع تتعرض الآن لظروف قاسية فى ظل معدلات طلاق تتزايد وأحوال تفقد الأطفال الرعاية الصحية.
وربما نكون أمام عوامل أخرى مثل انتشار المخدرات، والحرمان من الرعاية الواجبة للأسرة والأطفال.. وربما نكون أمام المخدرات الأسوأ التى يتعرض لها المجتمع ما بين قبح فنى لم نشهد له مثيلا، وتزييف لمعانى الدين السامية على أيدى دعاة العنف والكراهية والعداء لكل ما هو جميل وإنسانى فى الحياة.
رحلت «جنة» تبحث عن الرحمة عند خالقها، ولكن.. من فضلكم لا تغلقوا الملف ولا تتركوه بأيدى من يتعاملون مع القضية على أنها مجرد حادث مؤسف!!

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة