عبدالقادر شهيب
عبدالقادر شهيب


شىء من الأمل

حرب ترامب !

‬عبدالقادر شهيب

الإثنين، 30 سبتمبر 2019 - 07:23 م

لأسابيع عديدة قادمة سوف يظل الرئيس الامريكى مشغولا بذلك التحقيق الذى فتحه الديمقراطيون فى مجلس النواب للتصويت بعدها على عزله من منصبه، وسوف تظل دوائر عديدة فى العالم مشغولة ايضا بذلك، لان مصير ترامب لا يهم فقط الحزبين المتنافسين فى امريكا، ولا حتى الرأى العام الامريكى، وانما يهم كثيرين فى العالم، فى مقدمتهم الصينيون والروس والإيرانيون والاتراك، والكوريون الشماليون، ووالاوربيون، وايضا العرب.
وحتى الان الديمقراطيون مصرون على المضى حتى نهاية الشوط لاتخاذ قرار من مجلس النواب بعزل ترامب، رغم انهم يدركون ان لديه اغلبية جمهورية فى مجلس الشيوخ قد تحميه من العزل، حيث يحتاج ذلك قرارا بأغلبية ثلثى الأصوات فى مجلس الشيوخ.. غير انهم يراهنون على ان يمثل ما يقومون به من تحقيقات الان فى مجلس النواب حول ما يرونه حنث ترامب بقسمه وتحريضه الرئيس الاوكرانى ضد منافسه الديمقراطى بايدن، إحراجا للحزب الجمهورى وقياداته قد يجعلهم يضحون بترامب بممارسة الضغوط عليه حتى يستقيل قبل محاكمته فى مجلس الشيوخ، وذلك خشية ان تؤثر الاتهامات التى تواجه الرئيس الامريكى على انتخابات الكونجرس المقبلة.
غير انه على الجانب المقابل فإن ترامب قرر ان يخوض التحدى والمواجهة مع الديمقراطيين.. فى البدء حاول الاستهانة بقرار مجلس النواب الذى يسيطر على الأغلبية فيه الديمقراطيون بفتح تحقيق بغرض عزله، وحاول إقناع مؤيدين ان ذلك سوف يفيده كثيرا فى انتخابات الرئاسة المقبلة.. وعندما بدأ التحقيق داخل مجلس النواب فاجأ ترامب الجميع بقراره إذاعة نص المكالمة التليفونية التى جرت بينه وبين الرئيس الاوكرانى والتى استند عليها مجلس النواب فى قراره بدء إجراءات عزله، ليضع حدا لأية استنتاجات حول فحوى هده المكالمة وماتتضمنه قد يستثمرها الديمقراطيون ضده.. اما عندما استمرت الاتهامات تلاحقه بعد إذاعة نص هذه المكالمة التليفونية داخل وخارج مجلس النواب، خاصة فى الاعلام الامريكى، فان ترامب فاجأ الأمريكيين بطلب لقاء من قام بتسريب مكالمته مع الرئيس الاوكرانى، باعتبار ان ذلك حق له مثل اى امريكى يتعرض لادعاء من احد ضده، ومعتبرا،وهذا هو المهم، ان تسريب هذه المكالمة هو ثمرة عملية تجسس تعرض لها الرئيس الامريكى لا يجب تجاهلها.
وطلب ترامب ذلك لانه لايستطيع ان يحدد بنفسه هذا الشخص الذى سرب مكالمته مع الرئيس الاوكرانى، لان مكالماته التليفونية منذ ان دخل البيت الابيض يعلم بها كثيرون.. فهو لا يتحدث بمفرده مع اى مسئول اجنبى، وانما فى حضرة عدد من مساعديه ومستشاريه، كما يستمع لمكالماته مجموعة من العاملين فى البيت الابيض فى حجرة مجاورة للمكتب البيضاوى مهمتهم تسجيل نصوص هذه المكالمات.. وهذا يعنى ان الرئيس الامريكى يبغى عقاب من سرب مكالمته هذه التى يستند اليها الديمقراطيون فى تحريك إجراءات عزله داخل مجلس النواب.. اى ان ترامب لا يعتزم التراجع، انما هو مصر على ان يخوض معركة عزله بكل اسلحته، بل والاستفادة منها فى حملته الانتخابية لفترة رئاسية ثانية.
لذلك من المتوقع ان ينشغل ترامب كثيرا بهذه المعركة، خاصة وانه يرى فى نفسه افضل رئيس للولايات المتحدة الامريكية.. وليس بالضرورة ان ينصرف ترامب عن اتخاذ ماهو ضرورى من القرارات والمواقف تجاه القضايا الدولية التى تشتبك فيها امريكا الان، وانما قد يتخذ ترامب ما يراه ضروريا لاحتفاظه بالبيت الابيض، فى بعض القضايا، ومن بينها قضايا تهمنا نحن العرب، تأكيدا للقاعدة الشهيرة التى تقول ان السياسة الخارجية لاى بلد هى انعكاس لسياسته الداخلية لها.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة