كرم جبر
كرم جبر


إنها مصر

روح أكتوبر.. سلاح الردع

كرم جبر

الثلاثاء، 01 أكتوبر 2019 - 08:19 م

كلما تأتى ذكرى الانتصار العظيم، نتأكد أن «روح أكتوبر» هى سلاح الردع الذى يحمى البلاد، فى الصعاب والمحن والأزمات، والروح هى التفاف المصريين حول وطنهم إذا أحسوا بالخطر.
التفوا حول وطنهم لاسترداده من الجماعة الإرهابية، التى أرادت استنزاف المخزون الاستراتيجى للهوية المصرية، واستبداله بخليط غريب من ثقافة إنكار الهوية، وإشاعة مفهوم «اللا وطن».
روح أكتوبر كانت بالمرصاد، فالقلوب التى كانت تهتف «الله أكبر» فى العبور العظيم، هى نفسها التى أحست بالخطر الداهم الذى يفوق الاحتلال، من جماعة أرادت أن تبنى خلافتها على أنقاض وطن.
كانت إسرائيل متأكدة أنها ستترك الأرض مهما طال الاحتلال، أما الجماعة الإرهابية، فقد جاءت لتصبغ الأجواء بمرشديها، وترفع فوق الصوارى أعلامها، وليس علم مصر.
كان من الطبيعى أن تتآلف القلوب لحماية الهوية المصرية، الضاربة الجذور منذ آلاف السنين، وتتجسد ملامحها فى التسامح والتعايش السلمى الآمن بين كل المصريين، بغض النظر عن جنسهم وديانتهم.
وكان تلاحم عنصرى الأمة عنواناً بارزاً فى حرب أكتوبر المجيدة، فؤاد عزيز غالى جنباً إلى جنب عبد رب النبى حافظ، والجندى محمد يستشهد بجوار أخيه مينا، وفى حب مصر تهون التضحيات.
الآباء حرروا سيناء من نير الاحتلال، والأبناء يطهرون أرضها من دنس الإرهاب، ومواكب الخالدين تمضى إلى السماء، تسطر الخلود والبقاء، كلنا زائلون ومصر باقية.
روح أكتوبر كانت الزاد والزواد لقهر المستحيل، وإيجاد حلول مصرية لتعقيدات عسكرية مستحيلة، فكان اجتياز خط بارليف وتحطيم النقاط الحصينة وإبطال مفعول خزانات النابالم، وغيرها من المستحيلات.
روح أكتوبر هى نفسها، التى عبأت عزيمة الأمة بالعناد والإصرار، لمواجهة مؤامرة سافرة، استهدفت إدخال مصر فى حزام ثورات الجحيم العربى التى خلفت وراءها خراباً وقتلى وأنقاضاً.
لم يفهم الأشرار أن المسلم والمسيحى اللذين حاربا معاً فى أكتوبر، لا يمكن أبداً أن يتقاتلا فى الفوضى الخلاقة، فاتحدا والتحما ودافعا عن وجودهما وبقائهما معاً.
ولم يفهموا أن العلم المصرى العظيم، الذى رفعه المقاتل «محمد « فوق أرض سيناء، لا يمكن أن تخفضه جماعة إرهابية، وتستبدله برايات سوداء، إنكاراً للهوية والعلم والصمود.
لم يفهموا أن أغنية «عبرنا الهزيمة يا مصر يا عظيمة»، لا يمكن أن يحل محلها نشيد «صليل الصواري»، واستحالة أن يجدوا بديلاً لألحان عشق الوطن ومشاعر الدفء والحنين والطمأنينة.
إنه اليوم الأعظم فى تاريخ مصر، وتهب نسائمه على الوطن العظيم، فى ظروف صعبة، تتكالب فيها قوى الشر، للنيل من عزيمة البلاد، وإرادتها فى التقدم، ومحاولة سحبها للوراء ومواجع الفوضى.
مصريون ضحوا بأرواحهم من أجل وطنهم، وآخرون ينهشون فى جسد الوطن، ويريدون إنهاكه وسقوطه وإشعال الحرب الأهلية بين مواطنيه.. ولكن تبقى روح أكتوبر دائماً «سلاح الردع».

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة