محمد الشماع
محمد الشماع


يومــيات الأخـــبار

كل الشهور بدلا من أبريل.. للأكاذيب!

بوابة أخبار اليوم

الثلاثاء، 01 أكتوبر 2019 - 08:25 م

 

محمد الشماع

لم يقتصر نجاح القوات المسلحة المصرية على تحدى التفوق  الإسرائيلى، بل هزيمة هذا التفوق وتحطيم أسطورته.

بفضل عبقرية خطة الخداع الاستراتيجى، فشلت المخابرات الاسرائيلية بتركيز مخابراتها العسكرية على النوايا وتجاهل القدرات العسكرية المصرية،  ومؤشراتها على جبهة القتال، فأثبتت أن احداً لم يخطئ بشأن إدراك الحقائق، بقدر الثقة بافتراضات خاطئة لترجمة النوايا ولم يكن لدى اسرائيل الاستعدادات الكافية للقيام بضربة وقائية.
كان العبور الذى قامت به القوات المصرية لقناة السويس  فى مواجهة القوات الجوية الاسرائيلية المتفوقة هو بمثابة علامة مميزة فى الحرب الحديثة غيرت من الاستراتيجية العسكرية فلم يقتصر نجاح القوات المسلحة المصرية على تحدى التفوق الاسرائيلى، بل هزيمة هذا التفوق وتحطيم اسطورته.
ولم يكن الرئيس السادات يتصور وهو يطلق جيوشه لعبور قناة السويس  فى السادس من اكتوبر ١٩٧٣ انه اطلق قوة رهيبة، كان من شأنها أن تكون قوة دفع، وانطلاقة جديدة لمصر، تتغير معها وبها خريطة منطقة الشرق الاوسط ومستقبل النظام الدولى.
إلا أن السادات قد أدرك برؤية ثاقبة لمهام ومسئولية المستقبل وضرورة تحقيق مقتضيات مرحلة ما بعد الحرب، بالتأكيد على فرضية.. اذا خرجنا  من هذه الحرب دون أن نبنى الدولة سياسيا واقتصاديا وعلميا، يكون محكوماً علينا بالدمار، لأن اسرائيل لن تترك هذه الهزيمة تلاحقها وتطاردها للأبد، فسوف تبحث عن ساحات أخرى للقتال، تستكمل فيها جولات الصراع، من أجل هذا يجب علينا أن نركز على بناء قواتنا الذاتية عسكريا وسياسيا وتنظيميا واقتصاديا، لضمان مواجهة أى تحد فى الجولات القادمة، بأن يكون لدينا صناعات استراتيجية محلية، وتنوع مصادر السلاح لجيشنا، حتى نبنى قدرتنا الذاتية، وربما كانت عقبات رحلة الوصول إلى السلام سببا فى تعطيل تنفيذ استراتيجية السادات ورؤيته للمستقبل و فقاً لهذه الفرضية على نحو ما كان مأمولاً ومتوقعاً. تلك سطور من أحدث ما قرأت عن حرب اكتوبر ونتائجها التى مازالت تعلن رغم مرور ٤٦ عاما على انتصاراتنا صاغتها فى كتاب رائع د.فاتن عوض بعنوان «السادات وخلافات قادة حرب اكتوبر».
وتضيف على الجانب الاسرائيلى أثبتت تحقيقات لجنة اجرانات التى تشكلت فى أعقاب انتهاء الحرب مباشرة للتحقيق فى أسباب «التقصير» الذى أدى الى هزيمة إسرائيل وتحديد المسئولين عنها، من خلال الوثائق السرية السياسية ومحاضر اجتماعات المجموعة القيادية الوزارية لإدارة الحرب، ووثائق القيادة العسكرية العليا وقادة المخابرات العسكرية والموساد ووثائق قائدى الجبهة المصرية والجبهة السورية، ووثائق التشكيلات المحاربة والضباط فى أرشيف الدولة والجيش الاسرائيلى، وأكدت جميعها بما لايدع مجالا للشك، أو التأويل نجاح خطة الخداع الاستراتيجى المصرية، وكشف ابعاد الهزيمة الشاملة فى ميدان القتال أمام الجيش المصرى بشهادات المسئولين السياسيين والجنرالات العسكريين والقادة الميدانيين أمام لجنة التحقيقات استنادا الى الوثائق والمستندات الرسمية التى دمغت المعلومات لتوثق حقائق نهائية، تجعل الروايات تاريخاً موثقاً أمام الأجيال المتعاقبة، غير قابل للنفى أو التشكيك أو الإنكار أو حتى التشويه والتشويش من جانب المصادر الاسرائيلية، لتظل سيناء عبر العصور، أهم مؤشرات قياس قوة الدولة المصرية بالمفهوم الشامل للقوة والعمود الفقرى للأمن القومى المصرى.
تقديرات احتمال الحرب
وتواصل الكاتبة: والحقيقة أن الأهم من كل ذلك هو إدراك اسرائيل لنتائج زلزال اكتوبر وما وقعت فيه أجهزتها الاستخباراتية والأمنية من أخطاء وتقصير، لتلافى العيوب وتقوية نقاط الضعف، ومنها على سبيل المثال لا الحصر، قرار إنشاء أكثر من مركز لتقديم وإعداد التقديرات حول احتمالات الحرب بعد أن كان الأمر متروكاً للمخابرات العسكرية «أمان» وحدها حتى اندلاع حرب اكتوبر ١٩٧٣ والتى اثبتت فشلها وعميت عن إبصار مؤشرات اندلاع الحرب  بغرورها الزائف، وكذلك تأسيس وحدة «تقديرات عكسية» -هفخا مستبرا- أى العكس هو الصحيح وظيفتها تلقى التقديرات التى استقرت عليها المخابرات العسكرية والموساد ومركز التقديرات فى وزارة الخارجية ودراسة البدائل العكسية لها لتقصى أى موقف من جميع احتمالاته المتناقضة للاستقرار على التقدير الأقرب للصواب. كان ذلك فى إطار الاستنتاجات التى توصلت إليها لجنة اجرانات التى تشكلت للتحقيق فى أسباب الهزيمة بعد الحرب.
حكاية يافطة الدكتور!
يملك الجهاز الادارى فى مصر قدرة مذهلة على إزهاق أرواح المواطنين وقد باءت كل محاولات تطويره بفشل ذريع، فالثبات على المبدأ هو مبدأ هذا الجهاز، يحكى صديقى العزيز الدكتور رشدى يوسف استشارى الصدر بالزقازيق أنه رفض أن يفتح عيادة خاصة حينما كان مديرا لمستشفى الصدر بالزقازيق، حتى لا يختلط الخاص بالعام.
فلما خرج من الخدمة وأصبح بالمعاش، قرر أن يفتتح عيادته الخاصة ووضع يافطة للاعلان عن نفسه على شباك العيادة التى تقع فى الدور الثالث طول اليافطة متر وعرضها نصف متر، فقيل له أن هذه اليافطة تحتاج ترخيصا من مجلس المدينة الزقازيق، فلما ذهب اليهم قالوا له: نريد رسما هندسيا للعيادة ويكون معتمداً من مكتب هندسى معروف ونريد سنداً يثبت ملكية هذه العيادة، ونريد خطابا من الضرائب العقارية يثبت انك قد سددت الضرائب.
فلما استوفى الأوراق وأرسلها مع مخصوص، قالوا له: لا وألف لا، لابد أن يحضر الطبيب بنفسه للأهمية، فلما ذهب إليهم صاغراً.. قالوا له: ياهذا، أدفع جنيهاً فى الخزينة رسما لاستلام الملف، فلما استفسر عن سبب الاصرار على أن يحضر بنفسه، وهل هناك دواع أمنية أو حكمة ادارية مخفية!
قالوا: حتى لا ينتحل أحد شخصيتك، فتيقن أنه أمام جهاز عريق وسكنت جوارحه وأمروه بالانصراف وعدم التلفت أثناء سيره، وبعد أسبوع ذهب للاستفسار عن مصير طلبه.
فقالوا له: لقد رفض طلبك لأن هناك تعليمات جديدة منها صورة شمسية لليافطة، وبطاقة ضريبية، وخطاب من الضرائب العامة، وسجل تجارى، وشهادة إدارية تثبت أنه يحب مجلس المدينة وأنه لم يتعرض للإكراه أو التعذيب اثناء دخوله وخروجه من أروقة المجلس، فأعد واستعد وزيادة فى الاحتياط استخرج شهادة تثبت أن جد جده كان جد جده ولما ذهب اليهم متوسلا بالموافقة على ترخيص اليافطة.
قالوا له: لا وألف لا، لأن هناك تعليمات إدارية جديدة وعميقة لم يكشف عنها، فأنتظر وتمهل فكل شئ بأوان، فعاد الى عيادته وخلع اليافطة وهو يهتف: بيدى لا بيد مجلس المدينة!
الشائعات.. حرب بلا بنادق
يبدو أن شهر ابريل قد تخلى عن مكانته كشهر للشائعات والاكاذيب لصالح باقى شهور العام التى شهدت العديد من الشائعات والاخبار الكاذبة غير الموثقة وبعضها من العيار الثقيل الذى لايمكن أن يكون بريئا أبداً لأنه يتعلق بتثبيت واعادة بناء الدولة المصرية وتنفيذ استراتيجية الاصلاح الشامل فى كل مجالات الدولة وتستهدف هذه الشائعات تعكير الاجواء واشاعة عدم الاستقرار وهدم كل انجاز.
كما اثبتت الاحداث الاخيرة بما لايدع مجالا للشك اختلاطا فى المعايير الاعلامية وفوضى لاتميز بين الاعلام والتحريض من خلال التغطيات التى قدمتها الفضائيات -بفيدوهات مفبركة سبق اذاعتها- وفى المقدمة منها القنوات القطرية والأخرى التى تبث من تركيا وتعطى لنفسها منذ انشائها هذا الحق من مصربالذات بخلاف تغطيتها من العواصم العربية الأخرى التى لاتسمح لها بمثل هذه الممارسات، وهذه ليست دعوة للانغلاق أو تكميم الأفواه، ولكن فى الوقت نفسه لاينبغى أن يبقى الأمن القومى المصرى عرضة للخطرأو تبقى مصرمستباحة اعلاميا بلا ضوابط عرضة للشائعات والأخبار غير المؤكدة التى تزيد النار اشتعالا وتصور الأوضاع وكأنها على حافة الهاوية بتضخيم يتجاوز حدود الموضوعية.
لذلك يجب أن تكون هناك وسيلة قانونية لوقف هذا التحريض والزام تلك القنوات بمعايير الحياد المهنى لأن السكوت على هذا الاداء تحت شعارحرية الاعلام ليس إلا نوعا من السماح بالعبث فى الساحة الاعلامية واجب علينا أن نرد على الشائعات التى أثارت حربا بلا بنادق.
مانع لجرائم التواصل
لوأننا استطعنا أن نفسح مساحة للرأى الآخر، فانه لن يلجأ احد الى وسائط مثل الفيس بوك واليوتيوب، فحينما تكون قناة التوصيل الاعلامى قناة شرعية فان المعارض أو صاحب الرأى الآخر سوف يلتزم بفرض قيود الموضوعية وعدم التطرف فى الرأى أو اللفظ فإن ذلك من شأنه ان يعيد للاعلام المصرى مكانته التى يستحقها وللمواطن المصرى اعلامه الذى يستحقه.
أجمل ما سمعت وقرأت
سوف يجئ يوم نجلس فيه لنقص ونروى ماذا فعل كل منا فى موقعه، وكيف حمل كل منا أمانته وأدى دوره، وكيف خرج الأبطال من هذا الشعب وهذه الأمة فى فترة حالكة السواد ساد فيها الظلام، ليحملوا مشاعل النور ليضيئوا الطريق، حتى تستطيع أمتنا أن تعبر الجسر ما بين اليأس والرجاء.
الرئيس محمد أنور السادات بطل الحرب وشهيد السلام
الكاتب المثقف
الكاتب المثقف هو إنسان له جذور فى المجتمع، يعلم أنه لاتوجد حقيقة نهائية، ولكنها تتشكل بالاحتكاك بالرجال وبالأشياء، فهو فى نفس الوقت شاهد على عصره ومرشد له.
القاضى يحكم بين الناس بالعدل، والكاتب المثقف يبين للقاضى ما هو عدل وما هو ظلم.
الجندى يدافع عن الوطن والكاتب المثقف يعلمه ما هو الوطن، المسئول يحكم الجميع والكاتب المثقف يعلم المسئول منبع سلطته وحدودها.
الدكتور سلطان القاسمي- حاكم الشارقة.
سياسة
> الديمقراطية هى جائزة التقدم وليس وسيلة للتقدم
> تأكد أن «التواصل» غير اجتماعيى
> الشورى.. لاخاب من استشار

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة