«باب اللوق»| من أكبر «سوق شعبي» إلى مكان «مهجور» تسكنه الأشباح
«باب اللوق»| من أكبر «سوق شعبي» إلى مكان «مهجور» تسكنه الأشباح


«باب اللوق»| من أكبر «سوق شعبي» إلى مكان «مهجور» تسكنه الأشباح

بوابة أخبار اليوم

الأربعاء، 02 أكتوبر 2019 - 04:44 م

أنشئ سنة 1241 خلال حكم الدولة الأيوبية، وخصوصًا في عهد الملك الصالح نجم الدين أيوب كبوابة لميدان ألعاب الكرة والفروسية والرماية في المنطقة التي يقع بها.. تعددت أسباب تسميته، فيقال إن الأرض في تلك المنطقة كانت ليّنة، «تُلاَق لوقًا»، أيّ تُبذَر فيها البذور، ويُضغط عليها بألواح خشبيّة حتى تغوص البذور داخل الأرض، لذلك سميت بـ«باب اللوق»، ذلك الحي الذي يتوسط قلب القاهرة، ويقال أن اللوق أو «اللّق» هي الأرض المُرتفعة، ويظهر هذا من رسالة الخليفة الأموي، عبد الملك بن مروان، إلى واليه بالعراق، الحجاج بن يوسف الثقفي، عندّما أمره ألا تترُك «لقا» ولا خقًا إلا زرعتُه، والخق هو الغدير إذا جفّ، أو ما انخفضَ من الأرض.

سوق شعبي
يعتبر ميدان باب اللوق من أقدم أحياء القاهرة، ففيه أنشئ أقدم سوق مغطاة في مصر، سمي نسبة للحي «سوق باب اللوق»، وكان مصدر إلهام للعديد من السياح والفنانين على مر العصور، فكان مزيجًا بين الفنادق الفيكتورية وصالات العرض، بداخل السوق كل ما يحتاجه أهل القاهرة، هذه البناية المميزة التي لا تكفيها بضعة سطور لوصفها، فهي بمثابة مركز تجارة للعاصمة.

تاريخ السوق
ويعود الفضل في تشييد السوق إلى رجل الأعمال المصري يوسف أصلان قطاوي، رئيس الجالية اليهودية المصرية في النصف الأول من القرن العشرين، فأنشئه على الطراز الفرنسي، عهد قطاوي لمعماريين فرنسيين بتصميم السوق على الطراز الأوروبي، على شكل حدوة حصان، والسقف على شكل جمالون ضخم يتضمن فتحات تهوية تضمن تجديد الهواء والإنارة الجيدة، وذلك على مساحة 6200 متر مربع، وتم افتتاحه عام  1912م .


وتقسم السوق من دور أرضي ومخزن تحت الأرض، وكان يستخدم  قديماً كثلاجات لحفظ وتبريد الفاكهة والخضراوات، أما الأدوار الثلاث يمكن الصعود إليهم عبر سلالم لممرين داخل السوق.


مبني مهجور
بمجرد أن تطأ قدميك الآن ذلك المبنى المتهالك، ترى مظاهر الإهمال بكافة أشكالها، فالمتجول داخل ممرات السوق المظلمة، يرى جُدران متهالكة، اختفت معالمها، وأكوام من المخلفات في كل مكان، أما نوافذه فهي محطَّمة، يكاد سقفها أن ينهار لما خلفه حريق المبني خلال أحداث الثورة، أما الأدوار العلوِية فأصبحت مهجورة تمامًا.

 

ممرات السوق
وتجولت «بوابة أخبار اليوم» في السوق على مدار عدة ساعات، ورصدنا عدد من المشاهد.

داخل أحد ممرات السوق الجانبية، يقف «عم محمود» داخل محل للمفاتيح، وأحد الزبائن ينتظره، انتظرناه حتى انتهى من عمله، وحين رأينا أن الفرصة سانحة، فبأ ديثه، قائلًا «أصل القطر لما وقف الناس هنا ماتت، أنا هنا من السبعينات كانت السوق متعرفش تمشى فيها غير بجنبك من كتر الزبائن، كان الواحد بياكل وَهُو شغال، كان بيقف فى كل فاترينة 3 صنايعية من ضغط الشغل».

خلو السوق
وأضاف «عم محمود» «من كتر الحركة فى السوق، كان حول السوق المعلمين بتفرش أحسن أنواع الفاكهة والخضار، والمحل اللى جنبي دا كان اشهر مطعم فراخ فى المنطقةِ، أسمه " الهلوتى" كان بياكل منه الفنانين والأجانب، لكن دلوقتى- مشيرًا بأصبعه-، السوق بقا فاضى لا فى ناس بتبيع ولا بتشترى " وقال " كل معلمين السوق باعوا محلاتهم واللى فاضل متاجر مخازن، حتى ولادهم اللى بعدهم مايعرفوش قيمة السوق التاريخية وبياجروها تلاجات باليوم».

 

توقف عن الحديث لتلبية طلبات أحد الزبائن، ثم أكمل «في التسعينيات، وبعد ماوقفوا المترو بعد ماكن بيوصل لحد شارع محمد محمود، حركة البيع والشراء، لم تعد كما كانت، النهارده بيجلك الزبون اللى متعود عليك من زمان " واضاف الحج محمود عن سبب آخر أثر على حركة التجاره، فيقول " واللى زاد علينا حريق السوق ايام الثورة، محلاتنا واللى فيها من خامات وفلوس اكلها النار" على حد تعبيره. ثم ختم قائلا : "السوق حالتة بالليل زى النهار  ضلمة» .

 تطوير السوق
لم يختلف كثيراً رأي عم أيمن، أقدم جزارين السوق عن من سبقه، فيقول : «كان أخر خط مترو حلوان هنا، ومن ساعة ماتشال المترو وحصل ركود فى حركة البيع والشراء».


وأكمل أيمن: «السوق دا أثر، وكان شغال فوق ورش جلود وأحذية، وتحت محلات خضار ولحوم، دلوقتي الحركة منعدمة، ولم يتبق إلا الزبون القديم».


وأوضح أن عمليّة تطوير السوق تحدث من داخل السوق عن طريق أصحاب المحلات، ولكنهم، أعنى "أصحاب المحلات " متخوفون من فكرة التطوير، فقد تتسبب فى قطع أرزاق الكثير، فيقول: «الناس هنا آكل عيشها يوم بيوم ونخشى أن عمليّة التطوير تتسبب في إخلاء السوق، ويكمل، مشكلة السوق أنه تابع للأهالي، وليس للدولة مثل "سوق العتبة" التابع للأوقاف، فأصحاب السوق».
 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة