صالح الصالحى
صالح الصالحى


وحى القلم

غدا ستشرق الشمس

صالح الصالحي

الأربعاء، 02 أكتوبر 2019 - 06:31 م

الشمس لا أحد يملك أمرها غير الله.. فهى فى طاعته.. طاعة تسخير.. تشرق وتغرب بأمره وحده.. وكل ما فى الكون مسخر بأمر الله..
ولا أحد يملك حجب الشمس عن مصر العظيمة.. فمصر الجميلة لا أحد يستطيع أن يغلبها.. هى وطن لكل الأوطان على مر التاريخ.. وإن تعثرت تنهض مرة أخرى.. ومصر تعانى على مدار أكثر من خمسين عاما.. ولكنها لم تخضع أبدا أو تتخلى عن كرامتها بفضل شعبها.. فشعبها هو كنزها الحقيقى.. ارتبط بأرضه ولا يرضى بديلا عنها.. ضحى من أجل ترابها لأنه مؤمن بأن ترابها أغلى من حياته وحياة أبنائه.. الأرض عند المصرى عرض لا يفرط فيه أبدا.. تتعجب الحضارات الحديثة، أو بمعنى آخر أهل المدن حديثة الحضارات، والتى يطلق عليها متقدمة.. كيف لدولة تعانى منذ عشرات السنين مثل مصر أن تقوم وتستمر؟. كيف أن شعبها بهذا الوعى.. حتى وإن عانى فى كافة ظروفه المعيشية.. وهنا فى مصر ليس هناك فرق بين المتعلم وغير المتعلم.. فحب المصرى لوطنه فطرى راسخ فى وجدانه منذ آلاف السنين.. وهو على استعداد لتحمل أشق الظروف فى سبيل استقراره.. هذا الاستقرار الذى عرفه قبل كل دول العالم حينما هبط من الهضاب ليستقر فى وادى النيل.. وبنى حضارته التى احتار فيها العالم.
المصريون يرفضون كل دواعى الفوضى.. ويحبون وطنهم.. ولا يفرطون فيه.. ويكفى أن تسأل أى مصرى تحب أن تدفن فين بعد موتك؟. يقول فى بلدى أحب الحياة واحتفل بالموت على أرض بلادى.. والذى يموت فى سبيل وطنه بكرامة وعزة أكرم ممن يعيش بانكسار مهما كان الثمن،  كل حروب المصريين أو معظمها كانت فى سبيل الأرض.. تلك عقيدة المصرى.. ودائما يرى النور فى نهاية النفق.. المصرى متفائل بطبعه.. وحينما يثق فى زعيمه.. فهو على قناعة تامة فى داخله انه يستحق هذه الثقة.. ووعى المصرى فطرى لا يستطيع أحد أن يغيره.. شفرة المصرى وجيشه غير محل للمزايدة أو الابتزاز.. فجيشه هو ابنه وأخوه وأبوه.. لا يوجد بيت فى مصر  لا يوجد فيه مجند فى الجيش المصرى.. وإن خرج بعض المارقين خارج البلاد.. فهم اختاروا أن يعيشوا خارجها ويدفنوا خارجها.. وهم على يقين أنهم لن يعودوا أبدا.. وهم ليس لهم وزن عند المصريين.. الأمر ليس أموالا يعيش بها الشخص فى الخارج.. هذا الشخص فقد الوطن وفقد معه أهله حتى نهايته.. اختار أن يعيش غريبا.. ومهما حصل على أموال فهو فى نظر كل مصر هارب بدرجة خائن.
غدا ستشرق الشمس.. وينتهى الإرهاب لغير رجعة.. وحتى فى ظروفنا الصعبة التى نعيشها من جراء محاربة الإرهاب ورحلة الإصلاح الاقتصادى.. فإننا نعيش بكرامة نحمى وطننا.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة