عمرو الديب
عمرو الديب


صدى الصوت

خداع الضباع!

عمرو الديب

الأربعاء، 02 أكتوبر 2019 - 06:44 م

 كلما تقدمنا على طريق الصواب خطوات، انتابهم الغضب، وتملكهم الحقد، وأخذوا ينبحون، ويعوون كضباع المقابر والأشلاء، وعندما نرتقى درجات فى سلم التحقق والانجاز يهتاج هؤلاء، ويملأون الآفاق نشيجا وفحيحا ثعبانيا ينساب كسم الأفاعى فى الآذان محاولا اختطاف الأدمغة الفارغة، والاستحواذ على الأفئدة الهواء، كى تسقط فى شباك الشك والحيرة، وتهوى إلى فخ الفرائس مسلوبة الإرادة التى تمضى وفق إشارت الضباع الموتورة، والأفاعى المخذولة، حيث يتحول آلاف البسطاء إلى وقود للحريق، وعثرات فى الطرقات، ومطارق هدم وتخريب تشد المسير إلى الوراء، وتجذب الخطى إلى الخلف، فى الاتجاه المعاكس للبناء، انها إرادة الارتداد والتخلى عن المكتسبات، كى تظل أممنا غارقة فى مستنقعات الأزمات، مختنقة بسلاسل الإخفاقات المتراكمة حتى تلفظ أنفاسها، ولا تستطيع أن تقف فى مصاف الطامعين الكبار، ولا أدرى كيف يمكن لعقل يفكر أن يستدرج مجددا إلى فخ الانهيار الذى بات مفضوحا بعد انكشاف الأستار، فالمسألة لم تعد لغزا، والحكاية أضحت، مبسوطة للعقول والأذهان، والمشهد صار واضحا للعيان، والأمر بين لا يحتاج إلى مزيد بيان، أنهم لا يريدون لوطننا أن ينهض أبدا، ولا يحتملون رؤيته صاعدا، مشرقا، يتخلص من أزماته، ويخلع عنه قيود مشكلاته المزمنة، لذلك هم دائما ما يسلطون علينا نابحيهم ومأجوريهم المتطلعين إلى أدوار ترفع وضاعتهم، وتعلى مكانتهم، أو من هؤلاء الذين يحبون المال حبا جما، ويرون أن الخيانة كنز لا يفنى، يجلب الأخضر والأحمر والأزرق، وتحيل ستر البعض إلى نعم ورغد، حتى وإن ألبسته أردية الفضيحة والعار إلى الأبد، وهؤلاء يجب كشفهم دائما أما ملايين البسطاء الطيبين الذين يعجز الكثيرون منهم عن استيعاب مقدار بشاعة المرجفين، أو تصديق أن هناك بشرا يمكنهم أن يطعنوا أوطانهم ويتخلوا عن بلادهم بمثل تلك الصورة الشنعاء، إلى حد اختلاق الأكاذيب البغيضة، وتزييف الأقاويل الرهيبة، حتى تنهار مجتمعاتهم، ويتشرد مواطنوهم، كل كذلك لصالح من يبغضون النور الذى جاء به الرسل الكرام وفى صدارتهم الشقيقان محمد وعيسى صلوات الله عليهما وتسليمه، وليتذكر المخدوعون أن محمدا النبى الأخير قال: إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق، ولم يقل أبدا: إنما بعثت لإسقاط الدول وتشريد الشعوب!!

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة