نوال مصطفى
نوال مصطفى


حبر على ورق

مرايــــا الحــــياة

نوال مصطفى

الأربعاء، 02 أكتوبر 2019 - 06:52 م

 فى اللحظات الفارقة يعيش الإنسان متأملا سنوات عمره التى مرقت سريعًا كالسهم، مبحرًا فيما أنجزه من أشياء لها قيمة فى حياته، وحياة الآخرين. مسترجعًا لذكريات وأيام صعبة. صخور وأمواج عالية واجهته فى رحلة الحياة، كيف تصدى لها وانتصر عليها، وماذا كانت المحصلة؟.
أمر بتلك المشاعر المختلطة الآن وأنا أقرأ النبذة المختصرة التى أعدها برنامج الخليج العربى للتنمية «أجفند» عن شخصى المتواضع، كإحدى الفائزات بجائزة البرنامج عن مشروع «حياة جديدة» الذى أنجزته «جمعية رعاية أطفال السجينات» على مدى أربع سنوات من (2014- 2018) بالشراكة مع مؤسسة دروسوس للتنمية. برنامج الخليج العربى للتنمية (أجفند) أسسه صاحب السمو الملكى الأمير طلال بن عبد العزيز - رحمه الله - كمنظمة إقليمية عام 1980. وهدفها صياغة إستراتيجية تعمل على الوصول لحلول مجتمعية مبتكرة وفعالة لقضية الفقر فى المنطقة العربية، وذلك بالبحث العلمى الجاد عن جذور مشكلات التنمية البشرية مستهدفًا جميع شرائح المجتمع بدون تمييز.
فماذا جاء فى سطور النبذة المختصرة عنى؟: «نوال مصطفى كاتبة وروائية مصرية ورئيس تحرير سابق لـ«كتاب اليوم» الصادر عن المؤسسة الصحفية العريقة «أخبار اليوم» من عام 2005 إلى 2012. تبنت قضية أطفال السجينات وسجينات الفقر «الغارمات» بعدما احتلتها تلك القضية، وحفرت طريقا موازيا فى حياتها العملية إلى جانب الصحافة والأدب. لقد منحت جزءًا كبيرًا من جهدها ووقتها لهؤلاء النساء الفقيرات وأطفالهن سواء اللاتى يقضين عقوبتهن داخل السجن، أو اللاتى خرجن من السجن بلا سند ولا مأوى. من أجل هذا الهدف الإنسانى النبيل أسست نوال مصطفى جمعية رعاية أطفال السجينات التى ساهمت فى إطلاق سراح 1200 سجينة فقر من السجون المصرية حتى الآن. وساعدت فى دمج الآلاف منهن فى المجتمع مرة أخرى كنساء صالحات من خلال برنامج متكامل للتدريب المهنى والتشغيل والتأهيل النفسى. كما أنها عملت على إيجاد حل جذرى لقضيتهن من خلال التعديل القانونى حتى لا تسجن سيدة بسبب تعثر فى دين بسيط. وقد حصلت نوال على جائزة «صناع الأمل» عام 2018 على جهدها المشهود له من سمو الشيخ محمد بن راشد رئيس مجلس وزراء دولة الإمارات العربية».
أقرأ هذه السطور، لتلفنى دوامة من المشاعر المتداخلة، فرح، شجن، فخر، عدم تصديق أن كل هذا قد تحقق، وأن الحلم الذى احتل عقلى وقلبى يوم دخلت سجن القناطر منذ أكثر من عشرين عاما بأن تخرج تلك القصص غير المرئية من خلف القضبان ليراها ويعرفها الناس قد تحقق. وأصبحت قضية سجينات الفقر الآن على أجندة الحكومة وتحظى باهتمام الرئيس عبد الفتاح السيسى شخصيًا، الذى أطلق مبادرته «سجون بلا غارمات» والتى يصدر توجيهاته من خلالها فى كل مناسبة بإطلاق سراح آلاف الغارمات.
شعور بالسعادة يغمرنى بالنموذج الناجح الذى قدمته جمعية رعاية أطفال السجينات، لدمج السجينات السابقات وأسرهن فى المجتمع من خلال منظومة متكاملة من التدخلات التى يكمل بعضها بعضا. والآن يحق لى أن أفخر ببطلاتى فى مشروع «حياة جديدة» اللاتى نجحن فى تحويل المحنة إلى منحة، وأضاءوا فى نهاية النفق المظلم شمعة رائعة أضاءت حياتهن وحياتى أيضًا.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة