ممتاز القط
ممتاز القط


كلام يبقى

الفوضى والخراب

بوابة أخبار اليوم

الأربعاء، 02 أكتوبر 2019 - 06:59 م

 

لم يكن أحد يجرؤ قبل ٢٥ يناير ٢٠١١ أن يتحدث عن بناء سدود على النيل!! مقولة للرئىس السيسى ربما لم يتوقف البعض أمامها كثيرا، رغم كل ما تحمله من معان وحقائق.. حقائق اعتقد أنه قد آن الاوان لكى نعرف كل تفاصيلها وأسرارها رغم كل ما فيها من مرارة.
ويبدو ان البعض يعتقد ان غياب الامن خلال احداث تلك الحقبة هو الحقيقة الوحيدة التى لا يستطيع ان ينكرها أحد ويتناسى او يتغافل عن حالة الفوضى والخراب التى لانزال ندفع ثمنها حتى اليوم ولفترة تطول او تقصر حسب رغبتنا وقدرتنا كمواطنين على تجاوز كل الصعاب والمعاناة والمشقة التى نعيشها وحتى نمحو آثار حقبة سوداء عاشتها مصر وشعبها.. وعندما اقول «سوداء» فهى نوع من تجميل ووصف الحقيقة المرة.
حقيقة مرة لو تجاوزناها او قللنا من أثارها فإننا نرتكب جريمة كبرى فى حق الوطن.. جريمة يعتقد البعض ان الايام كفيلة بنسيانها وتجاوزها على استحياء خوفا من نعرات غضب او ضجيج حناجر مغرضة لاتزال تصف ما حدث بأنه كان ثورة.. ربما يكون عذر البعض انهم لا يعرفون حقيقة الدمار والخراب الذى لحق بمصر واقتصادها وأمنها وحضارتها وثقافتها وحتى أخلاقياتها.. وهنا تبرز الحاجة الى تحليل ما حدث منذ ٢٥ يناير وحتى ثورة ٣٠ يونيو وفداحة الثمن الذى دفعه كل المصريين من جراء حالة الفوضى والتخريب التى تزامنت مع تلك الاحداث.
هنا تبرز الحاجة الى مراجعة فاتورة ٢٥ يناير والتى يجمع كل خبراء الاقتصاد انها كلفت مصر وشعبها ما يزيد على ٦٥٠ مليار دولار سواء كخسائر مباشرة او ما تم ضخه لإنقاذ ما يمكن انقاذه.. وهى الخسائر التى لاتزال نتحمل تبعاتها حتى الآن ولسنوات طويلة قادمة.
قناعتى ان ما حدث خلال تلك الحقبة يتجاوز بكثير حجم خسائر هزيمة ٦٧ ولأن آلاف السطور لا تتسع للتوقف امام مفردات الخسائر الاقتصادية فيمكن ايجازها فى التوقف الكامل لحركة الانتاج وانهيار الناتج الاجمالى وحركة التجارة بين مصر والعالم وتوقف حركة الملاحة والبورصة والسياحة والطيران ونفاد الاحتياطى النقدى وانخفاض معدلات النمو وارتفاع عجز الموازنة وزيادة معدلات البطالة وارتفاع فاتورة التجاوب مع المطالب الفئوية.
رافق ذلك بالطبع محاولات بعض الدول التطاول على مصر لمجرد ادراكها بان ما تعانيه مصر سوف يشغلها عن المواجهة او الرد.. ثم كانت محاولات القطيعة مع مصر وعزلها كقوة اقليمية قادرة على حفظ الامن العربي.
نعم لابد ان نستعيد تلك الحقائق التى اعقبت ما سمى زيفا وبهتانا بثورة ٢٥ يناير والتى يحاول البعض للاسف الشديد استعادة احداثها فى محاولة لن تكون الاخيرة لاسقاط مصر.. ونخطئ كثيرا لو اغفلت حساباتنا ان خروج مصر من أتون.. ومستنقع ما سمى بثورات الربيع العربى يعنى نهاية الطريق فى مواجهة قوى الشر التى ستظل تحاول ان تعيد الزمن للوراء.
مصر اليوم ليست مصر ٢٥ يناير تماما مثل الفارق بين هزيمة ٦٧ وانتصارات اكتوبر ٧٣.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة