المؤرخ والكاتب الصحفى محمد الشافعى
المؤرخ والكاتب الصحفى محمد الشافعى


مؤلف «ملاحم الصاعقة المصرية»: أحاول تقديم الأبطال الحقيقيين للأجيال

محمد السرساوي

الخميس، 03 أكتوبر 2019 - 05:56 ص

مع نسمات الذكرى السادسة والأربعين لانتصارات أكتوبر نلتقى بأحد حراس الذاكرة الوطنية الذين حملوا عبء تعريف الناشئة والصاعدين بما صنعه المقاتلون من أجل وطنهم، ففي بداية التسعينيات من القرن الماضي ذهب المؤرخ والكاتب الصحفي محمد الشافعى لحضور أحد المهرجانات القومية في العريش، حيث كانت تعرض الفرقة القومية مسرحية «كان يوم صعب جدا» من تأليف هشام السلاموني ومن إخراج حسن الوزير.


ومنذ أول مشهد دخل الشافعى فى نوبة بكاء مؤثر، وظن الحاضرون أن والده شهيد فى نضال ضد الإنجليز حيث كانت المسرحية تتحدث عن شهداء السويس وأن الانفتاح سرق تلك البطولات، وأثناء المناقشة بعد المسرحية قال الشافعى «وكان لازال يبكى» إن الانفتاح سرق دم الشهداء، وكان يجلس بجانبه كابتن غزالى فعانقه وهدأه وأخذه ليقابل أبطال السويس، وهنا قرر الشافعي أن يتجه إلى توثيق بطولات الجيش المصرى وعملياته المذهلة والفصول الرائعة من تاريخ المقاومة بداية من كتاب «السويس بنت الأبطال» ووصولا إلى كتاب «ملاحم الكوماندوز» الصادر حديثا عن دار لوتس»الذى يوثق لحشد من التضحيات والأعمال البطولية للقوات الخاصة المصرية ورجال الصاعقة البواسل حيث دارت مؤلفاته حول تخليد البطولات العسكرية وأعمال المقاومة الشريفة، وتحدث الشافعى معنا عن تجربته المثابرة فى تمجيد ذكرى هؤلاء الأبطال:


ما موقع هذا الكتاب الذي يوثق لبطولات الصاعقة المصرية والقوات الخاصة في جيشنا الباسل من رحلتك لتخليد بطولات الجيش المصرى؟


كتابى الجديد ملاحم الكوماندوز مجرد حلقة ضمن مشروعى فى الكتابة الوطنية والذى بدأته منذ حوالى ثلاثين عاما وأنجزت خلاله أكثر من ثلاثين كتابا أغلبها يقدم بطولات الجيش المصرى وبطولات الفدائيين من أبطال المقاومة الشعبية، ويقدم كتابى الجديد ملاحم الكوماندوز تجربة جديدة حيث أقدم من خلاله أهم العمليات البطولية خلف خطوط العدو خلال حربى الاستنزاف وأكتوبر وبعض هذه العمليات ينشر لأول مرة، ولذلك فإن هذا الكتاب يحتل مكانة مميزة ضمن مشروعى الوطني الكبير.


 هل تعتبر نفسك قد أنجزت مهمة تعريف الأجيال بالبطولات المجهولة والتضحيات المغمورة التي قدمها أبطال الجيش المصري في حرب الاستنزاف ومعارك أكتوبر 73 أم أنه لايزال في جعبتك الكثير؟


لدى عشرات الأفكار لإنجاز كتب جديدة عن أبطال مصر وبطولاتها، وعندما نعلم أن الأبطال الذين شاركوا فى حربى الاستنزاف وأكتوبر أكثر من مليون بطل نصبح على يقين بأن تسجيل وتوثيق هذه البطولات أكبر كثيرا من جهد شخص واحد أو عدة أشخاص، حيث يحتاج إلى جهد مؤسسي منظم، وقد طرقت أبواب العديد من المؤسسات المعنية ولم يهتم أحد ولذلك أواصل إنجاز مشروعى الخاص وأتمنى أن يعينني الله لإنجاز أكبر قدر من توثيق وتسجيل هذه البطولات.


صائد الدبابات
كيف بدأت رحلة البحث عن تاريخ المقاومة حتى تستطيع أن تروى قصته الحقيقية؟


جمعت البطولات من أفواه أصحابها حيث زرت كل محافظات مصر سعيا خلف الأبطال لتجميع تلك البطولات التى أهملها التاريخ الرسمى، حاولت أن أبحث عن التاريخ الشعبى للمقاومة والبطولات العسكرية حيث اخترت أن أكتب بطولات الشعوب التى تكشف عن عظمة الشعب المصرى، وصارت أعمالى مادة خام لهذه الدراسات التاريخية والجغرافية ورسائل للدكتوراة والماجستير، وكان لها صدى كبير عند القارئ ودارس التاريخ عبر هذه الكتب مثل «كتيبة 39» و»صائد الدبابات» و«ملاحم الكوماندوز» و«بطولات تتحدى الزمن»، وثقت قصص الأبطال وكتبت عن هذه البطولات فى صورة بورتويه قالب يجمع بين الكتابة الأدبية والصحفية.

وارات مباشرة
وما هي العوائق التي واجهتك أثناء التجميع أو توثيق قصة المقاومة؟
أثناء الجمع أنت لا تأخذ كلام أصحابها على عواهنه، فلابد أن تقوم بجمع هذه الروايات على بعضها من لسان أبطالها الذين اشتركوا في تلك المعركة، وحين تأخذ القصة تستمع إليهم فإما يكملون لبعضهم البعض المعلومات، أو يصححون لبعضهم.


وأحيانا أواجه مشكلة مع أحد الأبطال الذين شاركوا فى إحدى البطولات لا يريد التحدث مثلما حدث مع البطل محمود عواد قائد سيناء العربية بمدينة السويس، رفض يسجل معى حيث أجرى الشاعر الكبير الراحل عبد الرحمن الأبنودى حوارا معه عن يوم 24 أكتوبر وسجل مع هؤلاء الأبطال الذين شاركوا فى هذه البطولة، وكان الأبنودى يعكف على كتابة أوبريت عن تلك المعركة عنوانه «يوم فى عمر الوطن» وفوجئ أن محور الأوبريت عن ضابط اسمه عبد الرحمن غنيمة وكان دوره بسيطا جدا فى البطولة ولهذا السبب رفض محمود عواد التسجيل معى لكنى حصلت على شريطى كاسيت يحويان الحوار الذى أجراه معه الأبنودى، وقد حصلت عليها من البطل عبد المنعم القناوى، وأنهيت الكتاب. بعد فترة كنت فى مؤتمر عن أدب المقاومة بالسويس، وقبل أن نبدأ الفعاليات وجدت شخصا يعانقنى ويبكى بكاء حارا وحين سألت من هذا الرجل؟ قالوا لى البطل محمود عواد، وكان قد قرأ كتابا وشعرا بنوع من الجميل.


وأحيانا يكون شهادة الشاهد على تجربة ما غير صحيحة مثل الشيخ حافظ سلامة يعتبر رجل دين معروفا فى السويس، وقال إن المحافظ ومدير الأمن قبل تسليم المدينة للصهاينة هما من حاولا إجهاض المقاومة وأنا كمؤرخ وضميرى الإنسانى والوطنى أرفض أن أتهم رجلا بالجبن، فلجأت إلى الصحف التي تتحدث عن تلك الفترة فوجدت أن محافظ السويس وقتها رفض تسليم المدينة وقاد المقاومة.


رد الجميل
هل تسعى إلى تحويل قصص أبطال المقاومة إلى سير شعبية عبر كتاباتك؟
منذ عشرين عاما وصفنى الأديب الراحل بهى الدين بركات بأننى مثل زكريا الحجاوى يجمع السيرة الشعبية من الفنانين والموهوبين، حيث أؤدى رسالتى فى الحياة، وأنا أقدم هؤلاء الأبطال كجزء من رد الجميل، وأنا لا أحكى حواديت قبل النوم، لكنى أحاول إنقاذ المستقبل بتقديم الأبطال الحقيقيين إلى الأجيال الجديدة.

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة