الأمين العام لدور وهيئات الإفتاء مع محررة «بوابة أخبار اليوم»
الأمين العام لدور وهيئات الإفتاء مع محررة «بوابة أخبار اليوم»


خاص| إبراهيم نجم: الإفتاء تستعد للمؤتمر العالمي الخامس «على قدم وساق»

إسراء كارم

الخميس، 03 أكتوبر 2019 - 08:38 م

 

تستعد دار الإفتاء المصرية لـ«مؤتمر الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء» في نسخته الخامسة، بقوة هذا العام، والذي يقام على مدار يومي 15 و16 أكتوبر الجاري، تحت عنوان «الإدارة الحضارية للخلاف الفقهي»، برعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي.


ولا يخفى جهد دار الإفتاء المصرية وعلى رأسها الدكتور شوقي علام، ومستشاره الدكتور إبراهيم نجم، وكل الإدارات في الدار للسيطرة على زمام الأمور في كشف الحقائق للناس بكل ما يدور في أذهانهم حتى من خلال المؤتمرات السنوية.


وأوضح الأمين العام لدور وهيئات الإفتاء في العالم، الدكتور إبراهيم نجم، أن الأمانة العامة تسعى لأن تكون المظلة الجامعة لهيئات الإفتاء سواء في الدول الإسلامية أو لدى الجاليات المسلمة في كافة أرجاء المعمورة.


وأكد «نجم»، خلال حديثه لـ«بوابة أخبار اليوم»، أن من ثمار المؤتمر السابق «ميثاق عالمي للفتوى» وهو عبارة عن مدونة شاملة لأخلاقيات مهنة الإفتاء مترجمة إلى عدة لغات، والميثاق يأتي نظرًا لحالة الفوضى التي أصيبت بها الساحة الإفتائية خصوصًا، والخطاب الإسلامي عمومًا؛ حيث اشتدت الحاجة إلى تعاون علمي يخرج بنا من حالة الفوضى إلى الاستقرار، عبر منهج احترافي له أصول أخلاقية.


وفيما يخص المحاور، أوضح أن مؤتمر الأمانة هذا العام يرتكز على 4 محاور رئيسية، وهي:

 

 

 

ويشهد المؤتمر المرتقب 3 ورش عمل الأولى بعنوان «مهارات التواصل الفعال للقيادات الدينية»، والثانية بعنوان «عرض نتائج المؤشر العالمي للفتوى»، والثالثة تأتي بعنوان «الفتوى وتكنولوجيا المعلومات»، كما سيتضمن المؤتمر جلسة حوارية من المنتظر أن يتم بثها على الهواء مباشرة بعنوان: «نحو استراتيجية رشيدة لإدارة الحوار الفقهي».

 

ولفت إلى أن المؤتمر يهدف إلى إبراز الريادة المصرية وتجربتها في العيش المشترك والتسامح الفقهي، إضافة إلى تجديد النظر إلى الخلاف الفقهي ليكون بداية حل للمشكلات المعاصرة بدلًا من أن يكون جزءًا منها، وتحديد الأصول الحضارية والاتجاهات المعاصرة للتعامل مع مسائل الخلاف وقضاياه، فضلا عن تنشيط التعارف بين العاملين في المجال الإفتائي على اختلاف مذاهبهم، والخروج بمبادرات إفتائية رسمية تدعم الإدارة الحضارية للخلاف الفقهي، هذا إلى جانب إعلان وثيقة: «التسامح الفقهي والإفتائي»، وإعلان آلية لإفادة مؤسسات المجتمع المدني للاستثمار من الخلاف الفقهي في مجال حقوق الإنسان وكافة المجالات الاجتماعية والإنسانية، وكذلك تطوير طائفة من الأفكار التي تتبنى إنشاء برامج إعلامية ونشاطات اجتماعية يتشارك فيها علماء المذاهب المختلفة تكون مرشدة لأتباع هذه المذاهب وداعمة للتسامح.

وذكر الدكتور إبراهيم نجم، أن هناك أكثر من مبادرة سيتم طرحها خلال المؤتمر، أهمها إطلاق وثيقة «التسامح الفقهي والإفتائي»، وإعلان اليوم العالمي للإفتاء، إلى جانب طرح عدد من الإصدارات من بينها «إدارة الجودة في المؤسسات الإفتائية، المكتبة الإلكترونية للإنتاج الإفتائي، الأسس والأساليب العلمية للإفتاء، إدارة الموارد البشرية في المؤسسات الإفتائية، معجم فقه النوازل، جمهرة أعلام المفتيين الجزء الثاني، المؤشر العالمي للفتوى الإصدار الثاني، موسوعة صناعة الفتوى بين النظرية والتطبيق باللغة الإنجليزية».

 

وفيما يخص التفاصيل كاملة، أوضحتها دار الإفتاء المصرية في الإنفوجراف التالي:

 

وعن اختيار عنوان المؤتمر «الإدارة الحضارية للخلاف الفقهي»، أشار «نجم» إلى أنه ينطلق طرح هذا العنوان من إرادة حقيقية لا تقف عند معالجة المشكلات الفكرية والأخلاقية في تناول الخلاف الفقهي، وإنما تمتد إلى نية صادقة لاستثمار هذا الخلاف وإدارته بأسلوب رشيد ليكون أداة فاعلة في دعم منظومة المشاركة الفقهية والإفتائية في الحضارة المعاصرة بعمومها وخصوصها على المستوى المحلي والصعيد الإنساني، ولا ريب أن معالجة قضية إدارة الخلاف لا تزال تشغل العقل الإنساني بعد حقب تاريخية طويلة، انتفعت الإنسانية في بعضها بثمرات الخلاف، وعانت في بعضها الآخر من ويلات التعصب الديني أوالطائفي أو المذهبي.


وأضاف: «ليس ببعيد عنا تلك الحروب الطويلة التي ضعفت بسببها بعض الدول في قارة أوربا، والتي سُميت بالحروب الدينية، وراح ضحيتها ما يتراوح بين ثلاثة ملايين والاثني عشر مليون إنسان، وكانت سببًا تضافر مع غيره من الأسباب لولادة نموذج معرفي استقى منه آباؤه المؤسسون أفكارهم وفلسفتهم حول التسامح، ويأتي على رأسهم الفيلسوف الإنجليزي جون لوك 1704م».


ولفت إلى أنه في مقابل هذا النموذج لم تكن تجربة المسلمين بنفس المسلك الذي ولد منه وسار إليه هذا النموذج؛ فمع أن التاريخ الإسلامي لا يخلو -كتجربة بشرية- من بعض ممارسات التعصب المذهبي، فإنَّ ما نتج عن هذه المشكلات من خسائر لا يقارن بما نتج عن غيره من النماذج، كما كان من ثمرات هذه الخلافات الفقهية أن انتفعت التجارب الإنسانية، وخصوصًا في جوانبها التشريعية، بما أنتجته المدارس الفقهية الإسلامية على تنوعها واختلافها.

 

وتابع: «لا شك أن ما يعيشه العالم اليوم من تقارب في الاتصالات والمواصلات وتدافع عظيم في عالم الأفكار والاتجاهات يطرح علينا تحديات جسامًا، خصوصًا في إدارة الخلاف الفقهي الموروث واستثماره في معالجة القضايا والمشكلات الراهنة».

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة